أقدمت ميليشيات الشبيبة الثورية “جوانن شورشكر” التابعة لحزب العمال التركي، والمنضوية في مؤسّسات الإدارة الذاتية لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD الجناح السوري لهذه التنظيمات، على اختطاف طفلتين كورديتين قاصرتين خلال الأيام القلائل الماضية.
(ئاكرين عبد الله) طفلة تبلغ من العمر 13 عاماً فقط، تقول والدتها أن شبيحة الـ PKK أو ما تسمّى بالشبيبة الثورية “جوانن شورشكر” اختطفتها يوم 15 من الشهر الجاري عندما كانت تتسوّق مع أمها في سوق مدينة قامشلو.
ورغم مراجعة الجهات المعنية، عادت عائلتها خالي الوفاض، لا تعرف أي أثر أو مصير لطفلتهم الصغيرة!
نعم، اختطفت على يد منظمة تعدّ كواجهة للإدارة الذاتية، هذه المنظمة لا تعمل في السرّ والخفاء، بل تختطف أطفال الكورد في العلن وعلى مرأى ذويهم وأمام أنظار الشعب الكوردي دون أن يحرّك الأخير ساكناً!
من جانبه قال مجلس إيزيدي سوريا، اليوم السبت، إن قوات حزب العمال الكوردستاني PKK خطفت فتاة إيزيدية قاصرة (سيلفا بنت حميد جعفر 13 عاماً) واقتادتها إلى جهة مجهولة، وذلك بغية تجنيدها في صفوف قواتها العسكرية.
وقال المجلس في بيان له: “بعد أربع سنوات من تهجير عشرات الآلاف من سكان عفرين إلى المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية في حلب ومخيمات الشهباء، تبيّن بأن حياة هؤلاء في تلك المناطق ليس بمنأى عن الخطر، فمازالت منظمة ما تسمى الشبيبة الثورية التابعة للحزب تقوم وبشكل مستمر بخطف القاصرات والقاصرين من أحضان أمهاتهم وتقتادهم إلى جهات وجبهات مجهولة بشكل إرهابي ليس للكورد السوريين فيها لا ناقة ولا جمل”.
وأضاف البيان، أن «اختطاف الإنسان بشكل عام والأطفال بشكل خاص في كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والمبادئ الانسانية هو سلوك لا أخلاقي وعمل إرهابي مدان، وحتى محكمة الجنايات الدولية وبموجب الفقرة (ب) و (هـ) من البند 8 من نظامها الأساسي تعتبر تجنيد الأطفال سواء كان إلزامياً أو طوعياً لدى القوات أو الجماعات المسلحة جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وأردف قائلا: “لذلك وبناء عليه فنحن في مجلس إيزيديي سوريا لا ندين عملية اختطاف الطفلة سيلفا جعفر فقط كونها إيزيدية، وإنما نستنكر وبشدة كافة عمليات الخطف التي قامت وتقوم بها هذه المنظمة التابعة لحزب PYD وPKK في المناطق الخاضعة للإدارة الذاتيّة حيث نعتبره عملاً إرهابياً وانتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان لا تقل بشاعته عن الانتهاكات التي تقوم بها الفصائل الإرهابية في عفرين و سري كانيه وباقي المناطق التي تحتلها تركيا في شمال سوريا”.
وحمل البيان حزب الاتحاد الديمقراطي PYD والأطراف الكوردية المتحالفه معه وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) كامل مسؤولية خطف القاصرة سيلفا و مثيلاتها من القاصرات والقاصرين في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية.
وناشد البيان كافة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والمنظمة الدولية لحماية المرأة والطفولة، والمبعوث الأممي الخاص بسوريا (بيدرسون) واللجنة الدولية لتقصي الحقائق في سوريا، بالتدخل لدى قوات سوريا الديمقراطية “قسد” والضغط على حزب الاتحاد الديمقراطي PYD لوقف هذه الانتهاكات والإفراج الفوري عن القاصرين والقاصرات الذين واللواتي اختطفتهم هذه المنظمة، وأولهم الفتاة الإيزيدية سيلفا من وحدات حماية الشعب YPG والمرأة YPJ وقوات سوريا الديموقراطية QSD بشكل فوري وإعادتها لحضن والديها لتكمل تعليمها وتمارس حياتها كباقي الفتيات.
ورغم توقيع القائد العسكري في قوات سوريا الديمقراطية “مظلوم عبدي” بنفسه على نداء الأمم المتحدة في 2019 وتعهّده بعدم خطف القاصرات والقاصرين، وتسريح كل من هو دون سن 18 من وحدات PYD بشكل فوري، إلا أن عمليات الاختطاف والتجنيد الإلزامي وعسكرة الطفولة ما زالت جارية على قدم وساق في عموم المناطق الخاضعة لسيطرة أجنحة الـ PKK في عموم كوردستان سوريا-غربي كوردستان.
ورغم التنديدات والاستنكارات والاحتجاجات التي قامت ومازالت تقوم ضدّ عمليات الخطف إلا أن استهداف الضحايا من قبل منظمة الشبيبة الثورية وقوات سوريا الديمقراطية مستمر.