لا يزال نزيف هجرة المسيحيين من العراق مستمراً على الرغم من الدعوات الحكومية المتكررة للتشبث بأرض أجدادهم وديارهم.
ولم ينجح العراق قط في إعادة المسيحيين الذين هاجروا البلاد، فيما فضّل كثيرون التوجه إلى إقليم كوردستان حيث بوسعهم ممارسة طقوسهم الدينية بحرية.
يقول رئيس أبرشية أربيل الكلدانية بشار متي وردة لكوردستان 24، إن إقليم كوردستان أصبح “الملاذ والخيار الأول” بالنسبة لمسيحيي العراق.
وعاش مسيحيو العراق فصولاً من أعمال العنف منذ عام 2003، وآخرها في 2014 عندما نزحوا صوب كوردستان بعدما استولى داعش على الموصل ومناطق سهل نينوى وحاول إجبارهم على اعتناق الإسلام، وصادر التنظيم ممتلكاتهم ومقتنياتهم في ديارهم.
ويقدّر عدد المسيحيين في العراق الآن بنحو 300 ألف بعد أن كانوا زهاء 1.5 مليون قبل نحو 20 عاماً، ومعظمهم لاذوا بإقليم كوردستان طلباً للأمان.
وقال المطران بشار وردة إن إقليم كوردستان لا يزال الخيار الأول للمسيحيين العراقيين بعد أن تراجعت أعدادهم بصورة مطردة منذ عام 2003.
وأضاف أن العديد من المسيحيين استقروا في محافظة دهوك، ولا سيما زاخو بالإضافة إلى قضاء عنكاوا في أربيل.
وتابع “الكثير منهم عثروا على فرص عمل في شتى المجالات”.
وتقول السلطات العراقية إن قلة من النازحين المسيحيين عادت إلى ديارها في منطقة سهل نينوى التي تقع الى الشمال والشمال الشرقي لمدينة الموصل.
وسبق أن قال مدير إدارة التعايش الديني في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بإقليم كوردستان أمير عثمان لكوردستان 24، إن غالبية من تبقى من مسيحيي العراق يعيشون الآن في الإقليم.
وتشير إحصاءات وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إلى أن نحو 90% ممن تبقّى في العراق من المسيحيين يعيشون في مدن إقليم كوردستان، وخاصة أربيل.
وإلى جانب النازحين المسيحيين، استقبل إقليم كوردستان أكثر من مليون نازح عراقي منذ هجوم داعش عام 2014 واستيلائه على ثلثي مساحة العراق.
وتنفق حكومة إقليم كوردستان مليار دولار سنوياً لتوفير الخدمات الأساسية للنازحين الذين يقطنون في مخيمات موزعة في مناطق عديدة من الإقليم.
وخلال زيارته إلى العراق في آذار مارس 2021، زار البابا فرنسيس إقليم كوردستان واعتبره “وطناً للذين فروا من مسلحي داعش في العراق”.