كالعادة، سخّر حزب العمال الكوردستاني PKK، ماكيناته الدعائية ومنصاته الإعلامية لنشر الأكاذيب والافتراءات حول حكومة إقليم كوردستان والديمقراطي الكوردستاني على وجه الخصوص، حيث نشرت وسائل إعلام هذه التنظيمات وتحت المانشيت العريض “الحزب الديمقراطي الكردستاني يمنع اللجنة الأوروبية من التحقيق في استخدام تركيا الاسلحة الكيماوية!”.
هذا، وقبل أيام، زار خبيران بيولوجيان مختصّان بالأسلحة الكيمياوية هما الألماني (جان فان أكين) والسويسري (جوزيف سافاري) إقليم كوردستان لجمع معلومات وافية حول الأسلحة الكيمياوية التي تمّ استخدامها ضدّ الشعب الكوردي في عهد نظام صدام حسين المقبور في عمليات الأنفال، والزيارة هذه لم تحمل أي طابع رسمي بل كانت زيارة شخصية، غير أن وسائل إعلام حزب العمال الكوردستاني PKK، وكالعادة، حرّفت حقيقة الأحداث واستغلّت زيارة الخبيرين الأوروبيين لإقليم كوردستان، لتضليل الرأي العام الكوردي كالعادة وخداع عموم الشعب الكوردي من وراء نشر سمومه والهجوم على حكومة إقليم كوردستان في شخص الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
فأول خطوة قامت بها وسائل إعلام هذه التنظيمات، هي أنها أوهمت الشعب الكوردي بأن لجنة أوروبية مختصّة بالتحقيق في استخدام الدولة التركية للأسلحة الكيمياوية في حربها ضدّ مقاتلي الـ PKK، وأن قائمقام قضاء ئامديي/العمادية التابع للحزب الديمقراطي الكوردستاني منع اللجنة الأوروبية من التوجه صوب قرية هروري مركز ناحية كاني ماسي للتحقيق في استخدام الدولة التركية للأسلحة الكيماوية في حربها مع الـ PKK هناك!
وحقيقة الحدث كما كشفتها المصادر الخاصة لموقع “داركا مازي” في إقليم كوردستان، هي أن العالمين البيولوجيين أرادا زيارة مناطق خطيرة في الوقت الذي لم يكونا يقومان بجولة رسمية كما لم يكونا يملكان ترخيصاً وإذناً رسمياً من سلطات إقليم كوردستان، لهذا لم يسمح لهما بالتوجه لتلك المناطق.
وأكّدت مصادرنا أن السبب الوحيد وراء عدم السماح لهما بالتوجّه صوب لتلك المنطقة (ناحية كاني ماسي وقرية هروري) كان حفاظاً على أرواهم وسلامتهم، كون المناطق التي أرادوا التوجّه إليها مناطق حرب يتمّ استهدافها يومياً بالقصف التركي، فقد رأت السلطات المحلية أن حياتهما ستكون في خطر محدق لو توجّها لتلك المنطقة.
هذا وزار الباحثان الألماني والسويسري، مكتب برلمان إقليم كوردستان في السليمانية، وأعلنوا عن الهدف من زيارتهم لإقليم كوردستان، كما أكّدا أنهما زارا الأسبوع الماضي النصب التذكاري للأنفال في جمجمال وحلبجة، كما ناقشا قضية استخدام الأسلحة الكيمياوية في عهد نظام صدام البائد، في مكتب برلمان إقليم كوردستان.
بعدها، عقد الخبيران مؤتمراً صحفياً لفضح أكاذيب حزب العمال الكوردستاني PKK، والافتراء على الشعب والكذب عليه باسمهما، حيث لم يتحدّثا إطلاقاً عن أية زيارة لهم لمنطقة كاني ماسي ومنعهم من التوجه للمنطقة من قبل سلطات إقليم كوردستان.
هذا وبذل حزب العمال الكوردستاني PKK جهوداً حثيثة لخلق جبهة معادية لحكومة إقليم كوردستان من وراء زيارة هذين الباحثين الأوروبيين، إلا أنه لسوء حظّ الحزب التركي المعادي لكيان إقليم كوردستان وشعبه، لم يكتب لهم النجاح كالمعتاد، وانفضحت ألاعيبهم على الفور…