تذكير النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي، وابن شقيق عبد الله أوجلان (عمر أوجلان) بهذه المعلومات والحقائق التأريخية…
تصريح النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي لمدينة رها، وابن شقيق عبد الله أوجلان المدعو (عمر أوجلان) اليوم لوكالة (ROJnews) البككية والتي تُذاع في محافظة السليمانية بإقليم كوردستان، يُقال بان عمر أوجلان دعا الحزب الديمقراطي الكوردستاني-البارتي، إلى التوقف عن التعامل مع الدولة التركية، ووقف سياساته الحالية، وإنهاء علاقاته مع الدولة التركية!
الحقيقة هي أنّنا لا نعرف هل قال المدعو عمر أوجلان شيئاً كهذا أم لا؟! وهل دعا لشيءٍ كهذا أولا؟! كون إعلام البكك عموماً، وبالأخص وكالتها المسمّاة بـ (ROJnews) بنيت على محاربة إقليم كوردستان والحزب الديمقراطي الكوردستاني، وأن شغلها الشاغل هو صناعة الأكاذيب وفبركة الافتراءات وإطلاقها ضد الديمقراطي الكوردستاني-البارتي باسم بعض أسماء مثقّفي إقليم كوردستان أو كوردستان تركيا-شمالي كوردستان، فهذه الوكالة معروفة بتحريف أقوال المثقّفين ونشر تصريحات عنهم دون أن يكون هؤلاء قد أدلوا بمثلها من التصريحات، على أية حال، فالسياسة الرجعية والمتخلّفة والتي يمثّلها عمر أوجلان دائماً ما كالت الاتهامات اللاأخلاقية والافترائية ضد البارتي وعموم الكورد الوطنيين المخلصين…
فمنذ عقود، تحاول البكك خلق مفهوم (الديمقراطي الكوردستاني=الدولة التركية) وهي الآن أيضاً تحاول إظهار المعادلة على الشكل الآتي (الديمقراطي الكوردستاني=العدالة والتنمية الحاكم) فهذه التنظيمات دأبت على خلق مثل هذه المفاهيم الخاطئة والمعوجة حول البارتي ونشرها بين جماهيرها وأنصارها وأتباعها، وما تصريحات عمر أوجلان إلا تتمّة لهذه المسيرة العدائية القذرة ضد الكورد الوطنيين المخلصين، إلا أنّنا عندما نشاهد الأحداث السياسية والمعادلات الإقليمية فإن ما يظهر على الساحة هو على النقيض تماماً من المفاهيم التي تحاول البكك جعلها كحقائق واقعية، فمن تأسّست على سياسة التتريك هي البكك لا غير! فهي وحدها من تربط مصير الكورد ونيلهم لحريتهم ونضالهم التحرّري في كافة أجزاء كوردستان بالدولة التركية، كما أنها هي وحدها من تعرقل مسيرة التحرّر للحركة الكوردية، وهي وحدها من تنفّذ أجندات الدولة التركية وتسير وفق مصالحها الاحتلالية، فهي تحاول أن تجعل تركيا دولة عظمى على حساب الكورد وكوردستان، نعم تفعل كلّ شيءٍ من أجل أن تصبح تركيا فوة إقليمية لا نظير لها، فهي تدعم تركيا من خلال سياستها الحالية ومصطلحاتها الإيديولوجية ونشرها لمفاهيم لا تخدم سوى الدولة التركية، ورغم كلّ هذا تقوم هذه التنظيمات بكيل الاتهامات لغيرها من الأحزاب والحركات والأطراف الكوردستانية وتحاول جاهدة تشويه صورتها، دون رؤية حقيقتها هي نفسها!
مثال بسيط على ما نقول: المدعو (عمر أوجلان) نائب في البرلمان التركي، أقسم على حماية وحدة الأراضي التركية، وحلف عليها، فهو نائب عن حزب الشعب الجمهوري HDP، وينشر يومياً تصريحات مفادها أنهم ماضون في حماية وحدة الأراضي التركية ولا يقبلون المساس بها، فيأتي وكأنه لم يفعل أي شيء، ودون أدنى خجل، وكأنه قادم من كوكب المريخ يدعو الديمقراطي الكوردستاني لقطع علاقاته مع الدولة التركية!!
وما يجب على عمر أوجلان تذكيره هو سياسة عمه (عبد الله أوجلان) حول الكورد وكوردستان، نعم، لا ينبغي أن يحكم على شخص بسبب علاقة تربطه بشخص آخر، لكن لكون عمر أوجلان ليس ابن شقيق عبد الله أوجلان فحسب، بل في نفس الوقت سياسياً ونائباً لحزب الشعوب الديمقراطي يناضل وفق السياسة الرجعية لعبد الله أوجلان، فنحن سنذكّر عمر أوجلان بعلاقات عمه مع الدولة التركية، بحيث نستطيع القول إن أوجلان حاول أن يجعل الكورد ضامناً لوجود تركيا في الشرق الأوسط، ويبني الإمبراطورية التركية الجديدة على دماء شباب الكورد ووطنهم.
فالكورد في شمالي كوردستان-كوردستان، وعموم المناطق التي تتواجد فيها البكك تمّت صياغتهم وفق هذه الحقيقة، فالبكك لعبت وما زالت تلعب دور حصان طروادة بين الكورد بجدارة وامتياز، فأينما تواجدت البكك فاللغة التركية هي السائدة هناك، والثقافة التركية تغزو تلك المنطقة، وسياسة التتريك قائمة هناك علة قدم وساق دون منافس، ويتمّ تأصيل كل ما هو تركي هناك، فالبكك تمثّل تركيا والتتريك أينما تواجدت سواء من الناحية السياسية كحزب وتنظيم، أو من الناحية الثقافية والأدبية، فهي من جلبت تركيا لكوردستان سوريا-غربي كوردستان وإقليم كوردستان بل وحتى جذبتها لشرقي كوردستان-كوردستان إيران.
لهذا، لو كانت هناك قوة أو تنظيم ينبغي عليها أن تقطع علاقاتها بالدولة التركية فهي البكك لا غير، فالمتابع لعلاقات الديمقراطي الكوردستاني-البارتي مع الدولة التركية يلاحظ بأنها علاقات دبلوماسية وسياسية، فالديمقراطي الكوردستاني وإقليم كوردستان يمثّلون كوردستان على الساحة الدولة والإقليمية، وما تربط الإقليم والبارتي من علاقات مع الدولة التركية فهي ضمن علاقات الجوار، وليست كعلاقات البكك المبنية مع الدولة التركية على أساس سياسة التتريك وتوسيع الإمبراطورية التركية، فحكومة إقليم كوردستان حكومة اتحادية فدرالية وكيان رسمي، والبارتي يمتلك زمام السلطة في هذا الإقليم، ويمتلك استراتيجية في بناء العلاقات مع كافة دول الجوار، له علاقات سياسية دولية وتجارية ودبلوماسية… مع العديد من الدول الإقليمية ودول العالم، لإقليم كوردستان عاصمة معترف بها دولياً، وسيادة دولية، فالبارتي ليس كالبكك يمتلك السلطة فقط على أنفاق الحرب وخنادقها الخاصة! سلطات البارتي وحكومة إقليم كوردستان سلطات رسمية معترفة بها، هي سلطات واقعية على أرض الواقع وليست تحته كسلطة البكك! له علاقات دولية ليست كعلاقات البكك مع استخبارات الدول الإقليمية فقط وبالأخص الميت التركي! فالبكك تحاول أن تقيس البارتي وحكومة إقليم كوردستان وفق مقاساتها، وتحطّهما لمستواها هي اللاشرعي واللاقانوني! فمن بين العديد من العلاقات الدولية تمتلك حكومة إقليم كوردستان علاقات مع الدولة التركية، نعم إقليم كوردستان هو الضامن الوحيد لعموم الكورد حول العالم، هذه العلاقات التي تتمتّع بها حكومة إقليم كوردستان والبارتي هي مع المؤسّسات الرسمية للدولة التركية وليست مع حزب العدالة والتنمية الحاكم، وعند الضرورة ستقطع كافة هذه العلاقات ومع الكلّ كما حدث خلال إجراء الاستفتاء على استقلال إقليم كوردستان.
فالعلاقات التي ينبغي نقاشها وإفشاؤها للعلن والدعوة إلى قطعها هي علاقات البكك مع الدولة التركية لا غير، تلك العلاقات لا تحمل أي طابع رسمي أو صفة سياسية أو دبلوماسية، بل هي علاقة ارتباط فرع بالأصل ومبنية على التتريك، فعبد الله أوجلان يعيش كضابط تركي ويلعب دوره بجدارة وامتياز، يسير وفق مخطّطات الدولة ولا يحيد عنها قيد أنملة، ينشر الرسائل لليمين واليسار على حدّ سواء، يأتمر بأوامر الدولة، يعلن وقف إطلاق النار والهدنة مع الدولة من جانب واحد متى ما طلبت منه الدولة ذلك، شبكة علاقات عبد الله أوجلان والبكك مع تركيا هي عبارة عن شبكة علاقات مسمّمة تلحق أعظم الأضرار بعموم الكورد وكافة أنحاء كوردستان، ومن المعيب والعار أن يأتي من يعتبر أوجلان القائل بأن (أمه تركية، وأنه على أتمّ الاستعداد لخدمة الدولة التركية…) من المعيب والعار أن يأتي شخص يعتبر أوجلان هذا قائداً وزعيماً له ثمّ يدعو الحزب الديمقراطي الكوردستاني-البارتي لقطع علاقاته مع الدولة التركية! وينصح الأحزاب والأطراف والحركات الكوردستانية ويرشدها ويوجّهها! فقبل تقديم النصح لأي أحد حاول قدر الإمكان أن تجذب الطرف الذي تمثّله نحو مسيرة الكوردايتي ونهج القادة والزعماء الكورد والخط الوطني والقومي ثمّ بعد ذلك لك الحق في دعوة غيرك من الحركات الكوردستانية لقطع علاقاتها مع تركيا حضرة النائب في البرلمان التركي (عمر أوجلان)!