ماذا وراء صمت حزبا الشعوب الديمقراطي والأقاليم الديمقراطية تجاه حادث مقتل 5 مواطنين كورد في ميردين؟

ماذا وراء صمت حزبا الشعوب الديمقراطي والأقاليم الديمقراطية تجاه حادث مقتل 5 مواطنين كورد في ميردين؟

أشغلت الجريمة الشنيعة التي ارتكبت بحق 5 مواطنين كورد من محافظة دهوك بإقليم كوردستان، في حدود ولاية ميردين بكوردستان تركيا-شمالي كوردستان، أشغلت الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والرأي العام الكوردي، وأدين الحادث على العديد من المستويات والأصعدة المحلية والإقليمية، ولكن وسط صمت حزبي الشعوب الديمقراطي HDP وحزب الأقاليم الديمقراطية DBP.

وتوالت ردود الأفعال حول الحادث الأليم والجريمة الشنيعة النكراء التي راحت ضحيّتها 5 مواطنين كورد من إقليم كوردستان في حدود ولاية ميردين بكوردستان تركيا، حيث قام مسلّحون بإطلاق الرصاص على عائلتين كورديتين من 5 أشخاص، أصغرها بنت ذات 35 عاماً وأكبرهم رجل ذو 60 عاماً، وخلّف الحادث ردود أفعال غاضبة في إقليم كوردستان وكوردستان تركيا-شمالي كوردستان.

صمت الشعوب الديمقراطي HDP والأقاليم الديمقراطية DBP

كانت أنظار الشعب الكوردي موجّهة على وجه الخصوص لحزب الشعوب الديمقراطي، وبالأخص الكورد في شمالي كوردستان-كوردستان تركيا، الحزب الذي يدين ويندّد ويعرب عن مواقفه المندّدة والرافضة والمستنكرة وينظّم التظاهرات و… تجاه أي حادث كان مهما كان صغيراً، حيث دأب على تلفيق قضية منه، إلا أن هذا الحزب الكوردي بالاسم بقي صامتاً تجاه استشهاد عائلتين كورديتين من إقليم كوردستان على يد مسلّحين! نعم، لم يدلي حتى ببيان استنكار أو تنديد! لم يعرب حتى عن أسفه على فقدان عائلتين لحياتهما في أبشع جريمة! لم تتحرّك مؤسّساتها في كوردستان تركيا بواجبها تجاه الكورد من إقليم كوردستان! من المؤكّد أن هذه المواقف السلبية ستحفر في ذاكرة الشعب الكوردي وبالأخص شعب إقليم كوردستان، وكذلك الموقف السلبي لحزب الأقاليم الديمقراطية DBP كان شريك موقف الشعوب الديمقراطي، أيا تُرى هل يعقل أن الحزبين الكورديين اسماً لم يريا الحادث ولم يسمعا يه؟! الحزبان اللذان يتبنيان مواقف صارمة من أدنى حدث يحدث في تركيا بحق تركي التزما الصمت تجاه أبشع حادث بحق الكورد في تركيا، أليس من المقروض أن يكون للحزبين موقف تجاه الحادث؟! ألم يكن من الواجب عليهما التنديد بالمجزرة والإدلاء ببيان على أقل تقدير مطالبين الدولة التركية بالكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة؟! ألم يكن من واجب الأخوة والكوردايتي عليهما أن يتكفّلا بجثامين الضحايا الكورد والمشاركة في نقل جثامينهم إلى مسقط راسهم في إقليم كوردستان؟!

والحق أن الموقف السلبي لهذين الحزبين الكورديين بالاسم فقط موقف مؤسف، ألا يعلم هذان الحزبان أن الشعب الكوردي بات يدرك جيداً تبعيّتهما لحزب العمال الكوردستاني بكك العدو اللدود لحكومة وشعب إقليم كوردستان؟! وأنهما بانتظار إشارة من مصدرهما حول ما يجب القيام به وما ينبغي السكوت عنه! ولكون الحادث لم يمسّ حركتها الأم وعناصرها بل استهدف المدنيين الأعزل فالتزما الصمت المخجل! ألم يراجعا حساباتهما في هذه القضية والعديد من القضايا الأخرى، ألم يحاسبا نفسيهما على هذه المواقف المخجلة؟! تجاه عموم الشعب الكوردي، بل السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا هو: هل يعرف الحزبان معنى الوطنية والكوردايتي؟! الإجابة كلّا بلا شكّ، فعندما تلتزم الصمت تجاه المصائب التي تحلّ بأمتك وبني جلدتك، وتسكت في الوقت الذي يفرض عليك أن تكسر حاجز الصمت والسكوت، فهذا دليل على أنك مجرّد عن المشاعر القومية والوطنية ومنسلخ منها، لا تعرف لها أية دلالات أو معان، بل هي مجرد شعارات تتاجر بها وتردّدها لتضليل الشعب واللعب على جراحه، كما أنها دليل قاطع على أنّك لا تمثّل الكورد إطلاقاً بل جلّ ما يهمك هو إرضاء أسيادك وتحقيق مصالحه وأجنداته… وإلّا فلا يوجد أي تفسير آخر وراء صمت الحزبين المذكورين تجاه المجزرة التي ارتكبت بحقّ عائلتين كورديتين من إقليم كوردستان…

نعم من المؤسف أن ترى أن تبنّي موقف من جريمة كهذه قد يعود بالإساءة على الدولة التركية! أم أن الحادث بنظركما حادث عرضي لا يستحقّ هذا الاهتمام؟! فالشعب الكوردي فعلاً بحاجة لتفسيرات لمواقفكم السلبية هذه وغيرها، يتساءل لماذا التزمتم الصمت؟!

علماً أن العديد من الأحزاب والحركات والتنظيمات والمنظّمات والشخصيات الكوردية في كوردستان تركيا-شمالي كوردستان، ندّدوا بالحادث وأدانوه وطالبوا السلطات التركية بالكشف بأسرع وفت عن القتلة المجرمين وتقديمهم للعدالة…

مقالات ذات صلة