شخص واحد يمكنه أن يحسم الانتخابات الرئاسية التركية… قانون الانتخابات التركية 50%+1

شخص واحد يمكنه أن يحسم الانتخابات الرئاسية التركية... قانون الانتخابات التركية 50+1

في معظم الدعايات الانتخابية حول العالم، تحاول الأطراف السياسية المعنية في تلك الانتخابات، حثّ الناخبين على المشاركة والتصويت، واستخدام شعارات تخبرك كناخب بأن “صوتك مهم ويمكن أن يصنع فرقاً” لكن في الانتخابات الرئاسية التركية الموضوع صحيح حرفياً، ويمكن لشخص واحد فقط، أن يحسم النتيجة ويحدّد من سيكون الرئيسَ القادم لتركيا.

قانون الانتخابات الرئاسية التركي “50% + 1″… صوت واحد فقط يصنع الفرق

وفقاً للتعديلات التي تمّ تبنّيها في الدستور التركي عام 2007، يجب أن يحصل المرشّح الرئاسي في الانتخابات التركية على الأغلبية المطلقة من الأصوات الصحيحة (50%+1) في الجولة الأولى حتى يتمّ انتخابه.

يعتقد البعض خطأً أن المقصود بهذه الفقرة هو 51% من الأصوات. لكنها ليست كذلك، وإنما 50% من الأصوات زائد صوت شخص واحد فقط.

على سبيل المثال، لنفرض أن 10 ملايين شخص قاموا بالمشاركة والتصويت في الانتخابات الرئاسية التركية، وحصل أحد المرشحين لمنصب رئيس تركيا، على 5 ملايين صوت، وصوت إضافي واحد فقط (5000001) فإن ذلك المرشح يفوز من الجولة الأولى.

وإذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة، يتمّ تنظيم جولة ثانية بين المرشحَين الأكثر تصويتاً في الجولة الأولى، ومن ثم يتمّ إعلان الفائز، وعلى الرغم من أن سيناريو “50% + 1” لم يحدث على أرض الواقع، فإنه لا يزال قانوناً انتخابياً ساري المفعول.

وتمّ تطبيقه لأول مرة في الانتخابات الرئاسية التركية في 2014، وانتُخب رجب طيب أردوغان رئيساً في الجولة الأولى بنسبة 51.79% من الأصوات.

وفي الانتخابات الرئاسية التركية عام 2018، حصل الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان على 52% من الأصوات في الجولة الأولى، ما جعله يفوز وبكل سهولة، على منافسيه حينها “محرم إنجة” عن حزب الشعب الجمهوري، و”ميرال أكشنار” عن حزب “الجيد” و”صلاح الدين دميرتاش” عن حزب الشعوب الديمقراطي.

فارق بسيط مشابه كان سبب فوز المعارضة بانتخابات رئاسة بلدية إسطنبول 

عندما أُجريت انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول في 2019 كان هامش فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض “أكرم إمام أوغلو” بنسبة 0.2% فقط على مرشّح حزب العدالة والتنمية “بن علي يلدريم” حيث حصل أكرم إمام أوغلو على 4.169.765 صوتاً، بينما حصل منافسه بن علي يلدريم على 4.156.036 صوتاً.

أظهرت النتائج تقدّم إمام أوغلو بـ 13700 صوت فقط، ليفوز بنسبة 54.2% من الأصوات مقابل 45.0% لـ”بن علي يلدريم”.

وبعيداً عن تركيا، حدثت سوابق مشابهة في الولايات المتحدة أيضاً:

1- في عام 1800، انتخب توماس جيفرسون رئيساً بصوت واحد، بمجلس النواب بعد تعادل في الهيئة الانتخابية.

2- في عام 1824، فاز أندرو جاكسون بالتصويت الشعبي الرئاسي، لكنه خسر بصوت واحد في مجلس النواب أمام جون كوينسي آدامز بعد إغلاق الهيئة الانتخابية.

3- في عام 1868، تم عزل الرئيس أندرو جونسون ولكن لم تتم إدانته، بسبب فارق صوت واحد من الثلثين الضروريين المطلوبين لإدانته في مجلس الشيوخ.

4- في عام 1876، فاز صموئيل تيلدن في التصويت الشعبي الرئاسي لكنه خرج بصوت واحد خجول وخسر أمام رذرفورد ب. هايز.

5- في عام 2000، حُسمت الانتخابات الرئاسية بهامش ضيق للغاية، حيث فاز جورج دبليو بوش بولاية فلوريدا بأغلبية 537 صوتاً فقط، مما جعله الرئيس القادم للولايات المتحدة.

جولة ثانية في حالة عدم حصول أحد المرشحين على الأغلبية المطلقة

بالنسبة للانتخابات الرئاسية بتركيا، في حالة عدم حصول أي مرشح على الأغلبية المطلقة من الجولة الأولى، يتمّ إجراء جولة ثانية بين المرشحين اللذين حصلا على أكبر عدد من الأصوات في الجولة الأولى.

وبحسب رئيس الهيئة العليا للانتخابات التركية، أحمد ينار، سيتم إجراء الجولة الثانية من الانتخابات في 28 مايو/أيار 2023، وفي تلك الجولة، يفوز المرشح ذو الأغلبية المطلقة ليصبح رئيساً لتركيا.

وفي حال عدم مشاركة أحد المرشحين الاثنين الحائزين على حق الترشح للجولة الثانية لأي سبب من الأسباب، يشارك بدلاً منهما المرشح الحاصل على الترتيب الثالث في الجولة الأولى.

أما في حال بقاء مرشّح واحد فقط للجولة الثانية، يجري التصويت على شكل استفتاء، وإذا حصل المرشح على أغلبية الأصوات الصحيحة يتمّ انتخابه رئيساً للجمهورية، أما في حال عدم حصوله على أغلبية الأصوات الصحيحة فيتمّ تجديد الانتخابات الرئاسية فقط.

أما في حالة عدم اكتمال العملية الانتخابية، يواصل الرئيس الحالي مزاولة مهامه حتى يتولى الرئيس المنتخب منصبه.

مقالات ذات صلة