“ملحمة بردي” الدرس الذي لم ولن ينساه الخونة والمحتلّون!

“ملحمة بردي” الدرس الذي لم ولن ينساه الخونة والمحتلّون!

جسدت الملحمة بسالة بيشمركة كوردستان وأفشلت مخططات الخونة وأعداء كوردستان…

أن تاريخ أية أمة أو قومية يحتوي على حقب تاريخية مليئة بالهزائم والدمار والدم والدموع إلى جانب فترات تنعم بالانتصارات الكبيرة؛ لأن تواجد الأمة مرهون بتكامل الأحداث التي تمنحها الذاكرة والشخصية، واليوم 20 تشرين الأول هو يوم ليس كباقي الأيام العادية التي تمرّ على شعبنا مرور الكرام، بل هو يوم الكرامة والشجاعة والرجولة، هو اليوم الذي سطر فيه بيشمركة كوردستان ملاحم تأريخية عندما كسر انوف أعداء الخارج وخونة الداخل، ووضع الخطوط الحمراء حول المقدّسات التي ليس من الاعتيادي الاعتداء عليها وانتهاكها.

يصادف اليوم الجمعة 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذكرى السنوية السادسة لملحمة بردي، تلك المعركة التي أسقطت فيها قوات بيشمركة كوردستان ببطولاتها وتضحياتها مخطّط القضاء على كيان إقليم كوردستان، وتصدّت لهجوم واسع النطاق من ميليشيات الحشد الشعبي التي كانت بصدد التقدم نحو العاصمة أربيل في هجوم واسع بمختلف أنواع الأسلحة من بينها دبابات أبرامز الامريكية الموجودة بحوزة الجيش العراقي، وبدعم من الحرس الثوري الإيراني وميليشيات ولائية.

فبعد الخيانة العظمى المعروفة بخيانة 16 أكتوبر، واحتلال قلب كوردستان كركوك الكوردستانية، أراد الأعداء التوجّه نحو عاصمة إقليم كوردستان-أربيل، إلّا أن قوات بيشمركة كوردستان البطلة تصدّت لهم ودحرت المعتدين المهاجمين وردتهم وألحقت بهم خسائر فادحة وأوقفت تقدمهم في ملحمة بطولية سُميت بـ “ملحمة بردي” نسبة الى البلدة التي جرت المعركة بالقرب منها، وشهدت المعركة تدمير دبابة أبرامز أمريكية على يد بيشمركة كوردستان والتي كانت بحوزة ميليشيات الحشد الشعبي.

بعد 16 أكتوبر.. البيشمركة تيقّن من نوايا العدو من التقدّم والاحتلال…

بعد الخيانة التأريخية لمجموعة من خونة الاتحاد الوطني الكوردستاني -والتي تسمى بجماعة قليلي النضج والفهم- والتي فُقد جراءها جزء كبير من أراضي إقليم كوردستان، وعاثت الميليشيات الفاسدة للحشد الشعبي وقوات المحتل فيها الفساد، هناك ظهرت النوايا المعلنة لهؤلاء الخونة والهدف من هذه الخيانة البشعة للوجود.

اتفاقية 16 أكتوبر الخيانية والتي أبرمت خلف الأبواب المغلقة بين خونة الداخل والعدو المحتل في الخارج -العراق وإيران-، لم يكن هدفها الوحيد هو احتلال كوردستان والاستيلاء على قلبها النابض “كركوك”، بل أراد المحتل أكثر من ذلك بكثير، فأرادوا تدمير كيان إقليم كوردستان، والقضاء على الجزء الوحيد المحرّر من كوردستان، فأغلقت الحدود وفرض حصار اقتصادي وسياسي خانق على إقليم كوردستان، فاستعد بيشمركة كوردستان للأسوأ القادم، وتحضّر لمواجهة خطر يهدّد زواله، وتيقّن أنه ما بين بين! في مفترق البقاء أو الفناء والهلاك.

في هذه الأثناء، حشد الزعيم الكوردي مسعود بارزاني قوات البيشمركة لحماية إقليم كوردستان والدفاع عنه، هاجم العدو المحتل من محاور شتى منها بردي وسحيلا، إلّا أن البيشمركة سطر أروع قصص البطولة والمقاومة والملاحم التأريخية، فدمّروا دبابات أبرامز للأعداء، وفتكوا بالمئات من عناصر الميليشيات والفصائل المسلحة ومقاتليها المرتزقة، ولم يسمحوا لهم بتدنيس ما بقي من مقدسات أرض الوطن بأي ثمن كان!

البيشمركة يبدّد أحلام المحتل

أرادت ميليشيات الحشد الشعبي الشيعي وبتعاون طابور الخونة من الداخل عبور بلدة “بردي” يوم الـ 20 من تشرين الأول لعام 2017، بحجة فرض القانون والهجوم على عاصمة إقليم كوردستان، والقضاء على كيان إقليم كوردستان وتدميره بالكامل، غير أن بيشمركة كوردستان قاوم مقاومة الأبطال وسجّل الملاحم التأريخية في تلك المناطق، ولقّن العدو المحتل والخونة معاً درساً لن ينسوه ما زالوا على قيد الحياة، وأجبروهم على التراجع قهقري، وبدّد أحلامهم وبعثر آمالهم وإلى الأبد..

معركة بردي بدأ بقذيفة مدفعية أطلقتها قوات الحرس الثوري الإيراني، غير أن الحرب انتهت بتدمير دبابات “أبرامز” الأمريكية والتي تُعدّ إحدى أقوى وأحدث الأسلحة المدمّرة والتكنولوجيا العسكرية الأمريكية في العالم، ومقتل المئات من أفراد وعناصر الميليشيات المرتزقة وإعباط العشرات من الآليات وهمرات وآليات باجر للأعداء.

ملحمة ( ها گولا تەمە ) أنا وردتك .. رفعت همم جنوب کوردستان وحمتها

نعم، بدأت المعركة كما قلنا بقذيفة هاون للحرس الثوري غير أنها انتهت بأغنية (ها گولا تەمە) (أنا وردتك) والتي لحّنها بيشمركة كوردستان على أنغام الصواريخ والقذائف والرشاشات وعلى صفحات غيم البارود ودماء الشهداء… ولقّنوا الأعداء والخونة درساً لن ينسوه أبد الآبدين…

مقالات ذات صلة