عوضاً عن نشر المواضيع والقضايا كما هي دون تحريف، وبدلاً من توحيد الرأي العام الكوردي والكوردستاني وتحريضه ضدّ الدول المحتلّة لكوردستان (تركيا والعراق وإيران وسوريا…) تعمل وسائل إعلام حزب العمال الكوردستاني بكك، بشكل يومي، على تحريض الرأي العام الكوردي ضدّ حكومة إقليم كوردستان وتهاجم الحزب الديمقراطي الكوردستاني والبارزانيين بشكل لا أخلاقي، وبالفعل، لا يهاجم حزب العمال التركي دول الاحتلال وعساكرها بقدر مهاجمته حكومة الإقليم والبارزانيين وبيشمركة كوردستان في وسائل إعلامه.
فلا يمر يوم دون أن تهاجم صحافة البكك وإعلامها البارزانيين وإقليم كوردستان وبيشمركة كوردستان تحت مسمّيات مختلفة وبعيدة كلّ البعد عن الأخلاق والثقافة والوطنية الكوردية، متناسية دورها ومهمتها المناطة بها، فعندما يتعلق الأمر بعداوة الديمقراطي الكوردستاني والبارزانيين وحكومة الإقليم يتوقّف كلّ شيء، لا تبقى هناك أية معايير أخلاقية، تغيب الوطنية وتنعدم القومية… وتصبح البكك ووسائل إعلامها ككلاب شرسة تهاجم بضراوة دون مراعاة أية قوانين أو أخلاقيات أو وطنيات أو قضايا مشتركة…
ففي الوقت الذي تتحدّث البكك وزعيمها العائد لحضن دولته الأم-تركيا، عن أخوة الشعوب والتحول الديمقراطي في تركيا والعالم أجمع، قامت وسائل إعلام حزب العمال التركي الدخيل بمهاجمة رئيس حكومة إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس وزراء إقليم كوردستان بطريقة لا أخلاقية بعيدة كلّ البعد عن أخلاق الكوردايتي، ولماذا؟ لأن رئيس إقليم كوردستان ورئيس حكومة إقليم كوردستان هنّأ يوم اللغة والثقافة التركمانية في إقليم كوردستان!!
أيا تُرى: لو لم يكن هذا التصرف الذي قام به حزب العمال الكوردستاني بكك نفاقاً وممارسة لا أخلاقية، فماذا يكون؟! أليس حزب العمال الكوردستاني بكك وزعيمه المسجون هما وحدهما من يتحدثان عن أخوة الشعوب ودمقرطة تركيا؟! أم هل أضرت التهنئة بيوم اللغة والثقافة التركمانية، بالكورد والقضية الكوردية؟! إذن، لماذا لم تُعتبر تهنئة قادة حزب الشعوب الديمقراطي “جناح البكك في باكور كوردستان-كوردستان تركيا” للذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية الحديثة، خيانة؟! بل اعتبرت خطوة لتعزيز أخوة الشعوب والسياسة والتحول الديمقراطي في تركيا؟! لماذا كل شيء حلال لحزب العمال الكوردستاني بكك وأجنحته وكياناته والأحزاب التابعة له، لكنه حرام على غيرهم من الناس؟!!
يعلم الجميع أن البكك صامتة ساكتة تجاه الغزاة المحتلّين لكوردستان، وبالأخص تجاه سوريا وإيران والعراق، ولا تنتقدهم، ولا تحارب أو تهاجم الدولة التركية أيضاً، سوى توجيه نقد يسير قليل لقادة وكبار شخصيات الأحزاب التركية أو جماعة الإخوان المسلمين، كما وتبذل جهوداً حثيثة لصهر الكورد وإذابتهم في بوتقة الدول المحتلّة لكوردستان تحت مسمّى مشروع (أخوة الشعوب) والتحوّل الديمقراطي!!
بالنسبة للبكك، تعتبر تهنئة نيجيرفان بارزاني ومسرور بارزاني بيوم الثقافة واللغة التركمانية أمراً غير طبيعي، بل خيانة! ولكن بالنسبة لهم من الطبيعي التسبّب في مقتل شباب الكورد وأطفالهم بأيد المحتل، ومن الطبيعي صهر الشعب الكوردي في المجتمع التركي، ومن الطبيعي كذلك التهنئة والاحتفال بمئوية تأسيس الجمهورية التركية؟! كلّ هذا عدا عدّهم أمراً طبيعياً شرعنة احتلال الأراضي المقدّسة لكوردستان بل وتبرير هذا الاحتلال والتعاون معه وجرّه إلى عمق وقلب إقليم كوردستان بحجج واهية وباسم المقاومة الزائفة وغيرها من المسمّيات والمصطلحات القذرة!
البكك لا تطالب ولا تريد أية أخوة للشعوب، بل هذا مجرّد شعار لخداع الكورد وتضليلهم ومصادرة إرادتهم وقمعهم وصهرهم، وبالأخص كورد باكور كوردستان-كوردستان تركيا، وإلّا فما الضرر الذي ألحق بالكورد والقضية الكوردية من وراء تهنئة صدرت من رئيس إقليم كوردستان أو رئيس حكومة الإقليم بمناسبة يوم اللغة والثقافة التركمانية في إقليم كوردستان؟! أليس هذا جزءاً من أخوة الشعوب ودمقرطة إقليم كوردستان والتزاماً من حكومة الإقليم بترسيخ حقوق كافة المكونات وتعزيز ثقافة التعايش السلمي بين جميع المكونات في كوردستان؟! ولكن نحن نعلم جيدًا أن هذا يؤلم حزب العمال الكوردستاني بكك وزعيمه المسجون…. ولكن…