عام 2014، تعرّضت السياسية الكوردية العظيمة والمناضلة الثورية، ليلى زانا، لانتقادات من قبل قادة حزب الشعوب الديمقراطي HDP، بسبب علاقاتها الوثيقة مع مسعود بارزاني وموقفها المستقل، وضغوطات أوجلان وتهديداته لها بالقتل، في مقابلات إمرالي (2014) (والتي صدرت ككتاب بعنوان-التحرير الديمقراطي وبناء حياة حرة (ملاحظات إمرالي) والذي يتضمّن ملاحظات لقاء أوجلان مع أعضاء الهيئة التنفيذية لحزب الشعوب الديمقراطي، طبع هذا الكتاب في ألمانيا من قبل منظومة العمال الكوردستاني بكك وصدر عن دار النشر ميزوبوتامبا-بلاد ما بين النهرين لعام 2015) بسبب ارتباطها الوثيق بمسعود البارزاني وسياستها الخاصة البعيدة عن إيعازات وإملاءات جهاز الاستخبارات الوطنية التركية MIT، وسياستها غير الخاضعة كذلك لإملاءات حزب الشعوب الديمقراطي وأوجلان، هدّد أوجلان ليلى زانا بطريقة مباشرة بالقتل، وقال بأنه يجب على ليلى زانا ألّا تخرج قيد أنملة من مسار سياسة حزب الشعوب الديمقراطي/ وحزب العمال الكوردستاني بكك.
أرسل أوجلان رسالة إلى ليلى زانا عبر سري سوريا أوندر وبرفين بولدان وإدريس بالوكين، قال فيها: “أخبروا ليلى أن لقاء أوجلان أمر جادّ، وأمر بارزاني أمر آخر وثانوي، ولولا محادثاتنا لما كانت في منصبها-مركزها الحالي، أخبروها نحن حركة سياسية، وإذا ما حاولت أن تلعب بالسياسة فإنها سوف تدفع حياتها ثمناً لذلك، فهذه ليست لعبة وليست مزحة-دعابة، حتّى تأتي إليّ مع مستشاريها، فلو أرادت أن تقابلني مع السيد سري فيمكننا أن نلتقي ونجتمع ببعض”.
وكما هو معلوم، بعد تهديدات أوجلان، انسحبت ليلى زانا من السياسة، توجّهت لقريتها وبقيت في منزلها وانهت حياتها السياسية، كانت شخصيتها ومشاعرها ومواقفها الكوردية وصلتها وارتباطها الودي والوثيق بمسعود البارزاني كانت تشكّل خطراً كبيراً على المخابرات التركية وحزب العمال الكوردستاني وحزب الشعوب الديمقراطي وأوجلان، كما كانت ضدّ سياسات المخابرات التركية وحزب العمال الكوردستاني وأوجلان، ولذلك أراد جهاز المخابرات وأوجلان تدميرها وإبعادها عن السياسة.
يريد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) ترشيح السياسية الكوردية ليلى زانا لمنصب الرئاسة المشتركة لبلدية ولاية ئامد-دياربكر، للانتخابات المحلية-الانتخابات البلدية المقرّرة إجراؤها في 31 آذار/ مارس 2024، وبحسب ما ورد في الصحافة والإعلام، فإن قيادات حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) اقترحت على ليلى زانا الترشيح إمّا لرئاسة بلدية كبرى المدن الكوردستانية ئامد أو لرئاسة بلدية إسطنبول، وأن الحزب ينتظر ردّ ليلى وقرارها بهذا الصدد.
علماً، أن ترشيح ليلى زانا ليس في أيدي قادة حزب المساواة وديمقراطية الشعوب كالعادة، حيث يتمّ إرسال أسماء المرشحين كقائمة إلى إمرالي/ أوجلان، حيث يتمّ اختيارهم بناءً على مشورة مدراء ومسؤولي المخابرات التركية للانتخابات، وبعدها يتمّ الإعلان عنهم لاحقًا كمرشحين.
وبلا شكّ، فليلى زانا تعرف هذه الأمور جيداً، وقد عاشتها ومرّت بها.
وكيف سيكون ترشيح ليلى زانا وقرار أوجلان وقادة إمرالي هذه المرة؟ هذا ما ننتظره في الأيام المقبلة.
رۆژەڤاکورد
ترجمة إلى العربية: موقع داركا مازي