لا يدّخر العمال الكوردستاني بكك جهداً في تقديم نفسه على أنه الحركة المثالية الأسمى ليس فقط بالنسبة للكورد، بل للعالم أجمع، لهذا السبب يشهر بمحيطه ويقول إن كلّ الحركات الكوردية باستثناءي متخلفة ورجعية وجواسيس وخونة.
لكن الحقيقة مغايرة تماماً، فما أظلم تأريخ بكك وزعيمه! واليوم، بات العمال الكوردستاني بكك حركة تتمتّع بعلاقات سرية ومشبوه مع كافة الأجهزة الاستخباراتية في الشرق الأوسط، فيتمتّع بعلاقات مع نظام الأسد ومخابراته في سوريا، وكذلك مع الشيعة وميليشيات الحشد الشعبي في العراق، علاوة على علاقاته الواسعة والعميقة مع المخابرات (اطّلاعات) والحرس الثوري في إيران، أمّا علاقاته المظلمة مع الدولة التركية فحدّث عنها ولا حرج إذ تعود لأكثر من 40 عامًا. وأشخاص مثل أوغور مومجو وأحمد تانر كيشلالي… كانوا ضحايا رحلة الغور عن هذه العلاقات السرية المظلمة بين الدولة التركية والعمال الكوردستاني بكك وعلى يديهما.
ومن يقول هذه الحقيقة لسنا نحن، بل هم قادة العمال الكوردستاني بكك أنفسهم، فاعترفوا بها وقالوها. تعالوا لنستمع إليهم:
بالنسبة لتركيا؛
العضو المؤسّس لحزب العمال الكوردستاني علي حيدر قيتان:
“التقارب مثل الدولة التركية هو عدونا، أو أنّنا سنسقط-ندمّر الدولة التركية، غير صحيح بالتأكيد”
مصطفى قاره سو:
يجب على الجميع أن يدركوا حقيقة أن حزب العمال الكوردستاني بكك لا ينوي تقسيم وتجزئة تركيا!
دوران كالكان:
“نحن لسنا حركة تريد الإطاحة بالدولة التركية وتدمير جيشها وبناء دولة أخرى ومحاربة الجيش على هذا الأساس. نحن لسنا كذلك”.
لكن التصريح الأهمّ من بينها كان من نصيب زعيم البكك أوجلان، عندما قال:
“أشعر أنني تركي أكثر من أي تركي آخر، لقد قلت هذا دائمًا”
أمّا ما يقوله قادة حزب العمال الكوردستاني عن سوريا ونظام الأسد؛
باهوز أردال: “لولا وحدات حماية الشعب وسياسة الإدارة الذاتية الحالية، لكان النظام السوري قد انهار مبكراً”.
جميل بايك: “قام الكورد بحماية سوريا حتى الآن، ومنعت انهيارها وجعلتها واقفة على قدميها”
آلدار خليل: لم نسمّ هذه الأرض لغاية الآن باسم غير اسم سوريا، هذه الأرض جزء من سوريا.
ماذا يقول قادة حزب العمال الكوردستاني عن العراق؟
عام 1991، أثناء التدخل الأمريكي ضدّ نظام صدام، نظّم حزب العمال الكوردستاني وأنصار صدام في أوروبا احتجاجات الاستنكار والإدانة ضدّ الولايات المتحدة.
وفي عام 2003، رفض العملية ضدّ نظام صدام ونظّم مسيرات ومظاهرات في أوروبا لدعم صدام وتأييده.
وكان العمال الكوردستاني بكك مؤيّداً لصدام حسين آنذاك، وهو الآن مؤيّد للحشد الشعبي.
اسمعوا ما يقوله قادة حزب العمال الكوردستاني:
آيتن درسيم: نريد العيش تحت العلم العراقي.
بسي هوزات: شنگال-سنجار أرض عراقية.
جميل بايك: من الضروري حماية وحدة العراق
ما يقوله قادة حزب العمال الكوردستاني بالنسبة لإيران:
بايك: حزب العمال الكوردستاني بكك هو العائق الأكبر أمام التحالف ضدّ إيران.
نعم، كما يتبين من تصريحات قادة حزب العمال الكوردستاني بكك، فإن بكك هو حركة غايتها حماية وحدة تركيا وسوريا والعراق وإيران، ويعترف العمال الكوردستاني نفسه بأنه وقف أمام انهيار الدول الاستعمارية الأربعة المحتلّة لكوردستان، تلك الدول التي قسّمت كوردستان إلى أربعة أجزاء إثر معاهدة لوزان، فالعمال الكوردستاني بكك هو حارس حدود معاهدة لوزان.
وهنا نسأل: ماذا يريد حزب العمال الكوردستاني بكك؟
إذا كان العمال الكوردستاني بكك يحمي الدول الاستعمارية الأربع، فلماذا يتسبّب بقتل الشباب من كافة أجزاء كوردستان الأربعة؟ ولماذا يجب تقديم أرواح أبناء الكورد قرابين من أجل دمقرطة المستعمرين؟! ولن يتمكّن الكورد من الإفلات والخلاص من مصيدة البكك التي نصبها للكورد لغاية الإجابة على هذا التساؤل.
فالعمال الكوردستاني بكك هو سيف الدول الاستعمارية المسلّط على رقاب الكورد وكوردستان، وكما قال جميل بايك مؤخّراً، فإن بكك يحمي كيان المستعمرين، فهو يحمي الدول الاستعمارية التي قامت بالإبادة الجماعية بحقّ الكورد بل وقامت وتقوم على إنكار الكورد وإبادتهم، فالبكك خادم مخلص لكيان الدول الاستعمارية الإقليمية، وهو فقط يعادي ويحارب حكومة إقليم كوردستان؛ تلك الحكومة التي هي أمل جميع الكورد وكوردستان، هو عدو لكيان الكورد العاصمة أربيل.
والمركز الوحيد في عموم الشرق الأوسط، الذي يريد العمال الكوردستاني بكك تدميره هو أربيل، والقوة الوحيدة التي يريد تدميرها هي الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبيشمركة كوردستان.
إن حرب العمال الكوردستاني بكك ليست ضدّ المستعمرين المحتلّين، بل هي ضدّ الكورد.