سمكو عبد العزيز
بعد معرفتي بالكورد من أهالي جنوب كوردستان-إقليم كوردستان في أوروبا، أصبح لي العديد من الأصدقاء، نأكل معاً أحياناً، ونجلس ونناقش في أمور الحياة، وما لفت انتباهي هو أن كورد إقليم كوردستان يحبّون المداعبات والنكت والضحكات، وتدور مواضيع غالبية نكتهم ومداعباتهم حول الأنشطة الجنسية والمرأة، وهذه واحدة منها:
“ذات مرة تزوجت امرأة 10 مرات وأختها مرة واحدة فقط، فكانت الأخت التي تزوجت عشر مرات تقول في المجالس بأنها هي وأختها تزوّجتا 11 مرة! وكانت الأخت التي تزوّجت مرة واحدة تقول لها: لكنّني تزوجت مرة واحدة وأنت تزوجت 10 مرات! فكيف نحن شريكتان في عدد مرات الزواج؟! فتجيبها الأخرى: لكنّنا أخوات ومن أب واحد!”
المغزى من سردي لهذه القصة:
أرى أنه عندما تقع قيادة حزب العمال الكوردستاني بكك في متاعب ومشاكل عويصة تحيط بها من جميع الجهات، فيستذكرون على الفور ويسردون قصص بطولات أبطال سجن آمد (مظلوم دوغان، فرهاد كورتاي، أشرف نانيك، محمود زنكين، نجمي أونر، خيري دورموش، كمال بير، عاكف يلماز وعلي جيجك).
وعندما يروي حزب العمال الكوردستاني بكك قصة هؤلاء الأبطال أتذكر فورها نكتة كورد إقليم كوردستان: “تزوّجت أنا وأختي 11 مرة”.
صحيح أن أبطال سجن آمد كانوا أعضاء في حزب العمال الكوردستاني بكك، لكن لماذا ضحّوا بحياتهم؟ وماذا يريد حزب العمال الكوردستاني اليوم؟! فهل هدف هؤلاء الأبطال وهدفكم هو نفس الهدف؟
نجيب على الأسئلة التالية بإيجاز:
كان شعار هؤلاء الأبطال “المقاومة هي الحياة، الاستسلام هو الموت” لكنّ زعيمكم الذي تألّهونه وتقدسونه يقول: “والدتي تركية، أنا مستعد أن أصبح مقاولاً للدولة التركية لتدمير عائلتي البارزاني والطالباني وأربيل”.
بينما في سجن آمد حاولت الدولة ترديد شعار “نحن أتراك، تركيا أمة واحدة ولغة واحدة ووطن واحد” على لسان المعتقلين الكورد، لكنّ هؤلاء الأبطال رفضوا هذا وقرّروا التضحية بأرواحهم بدلاً من ترديد هذا الشعار!
لذلك شنق مظلوم دوغان نفسه، وهو بالضبط عكس ما تردّدونه في آذان الناس طيلة 40 عاماً الماضية أن دوغان أحرق نفسه وقال: “المقاومة هي الحياة”.
بعدها، وفي عيد نوروز 1982، أضرم فرهاد كورتاي، أشرف نانيك محمود زنكين ونجم أونر النار في أجسادهم مردّدين شعار “المقاومة حياة، الاستسلام موت”.
وكذلك قرّر رفاقهم الآخرون الصيام حتى الموت (صيام الموت) حتى لا يغيّروا أهدافهم، فضحّوا بأرواحهم هكذا.
لكنّكم تقولون اليوم إن القومية والدولة الكوردية تخلّف ورجعية، لا نريد دولة كوردية، نريد الديمقراطية للشعوب، نريد عودة مشروع ميثاق مللي لتركيا، كما تقولون إن كما أتاتورك كان طيباً مع الكورد، وتطالبون بسوريا موحّدة، وكنتم حلفاء وشركاء استراتيجيين لحزب البعث العراقي، واليوم أنتم جزء من ميليشيات الحشد الشعبي، وأصبحتم حرّاس حدود الدولة الإيرانية… باختصار، جميع مقاومتكم اليوم هي فقط من أجل القضاء على السلطة الكوردية في إقليم كوردستان وتصفيتها!
وختاماً نقول لقيادة حزب العمال الكوردستاني بكك: هل تعلمون أن ابطال سجن آمد لو عادوا للحياة مرّة أخرى فسيلعنونكم ويدينونكم أشدّ إدانة وشجب؟!!
لذلك يجب ألّا تذكروا أسماء أبطال سجن آمد على ألسنتكم، فأحذية هؤلاء الأبطال أطهر وأغلى من رأس زعيمكم وقائدكم الجبان الخائن…