سمكو عبد العزيزي
تعمل صحافة ووسائل إعلام حزب العمال الكوردستاني منذ فترة طويلة على إظهار صورة مفادها أن شعب جنوب كوردستان-إقليم كوردستان صامتون بشأن الاشتباكات والمعارك الدائرة بين حزب العمال الكوردستاني بكك والجيش التركي داخل أراضي إقليم كوردستان.
فيا تُرى هل شعب إقليم كوردستان فعلاً صامتون وبلا موقف تجاه هذه الاشتباكات والمعارك؟! لا صحة لهذه الادّعاءات والدعايات التي ينشرها إعلام حزب العمال الكوردستاني بكك وصحافته على الإطلاق، بل خلافاً لادعاءات العمال الكوردستاني، فإن شعب الجنوب، بجميع أطيافه ومكوناته وطبقاته، يقول بصوت عالٍ لكلا طرفي الحرب: أنقلوا صراعكم الشكلي والمزيّف إلى باكور كوردستان، يقول بصوت عالٍ لحزب العمال الكوردستاني بكك ومسلّحيه: لا حاجة لإقليم كوردستان لتواجد مسلّحيكم ومقاتليكم على أرضه، يقول بكلّ صراحة وشفافية نحن شعب إقليم كوردستان حرّرنا أرض إقليم كوردستان بدماء آلاف الشهداء، وانتخبنا برلماننا وحكومتنا بشكل حضاري وأسلوب ديمقراطي، وهذه هي مؤسّساتنا الرسمية على المستوى الإقليمي والدولي، ولا نفهم على أي أساس أتى حزب العمال الكوردستاني بكك إلى الجنوب وأسّس جمهورية الزاب وشكّل مناطق الدفاع المشروع-باراستنا مديا ومنظومة المجتمع الكوردستاني KCK وما إلى ذلك… في إقليم كوردستان كبديل لحكومة إقليم كوردستان وبرلمانه!
شعب إقليم كوردستان يقول بصوت عال إن بيشمركتنا حرّرت جبال ووديان وسهول ومدن وبلدات إقليم كوردستان، والآن نمتلك بشكل رسمي وزارة البيشمركة ووزارة الداخلية وكافة المؤسّسات الأمنية… لكنكم جئتم وأعلنتم عن هذه المناطق المحرّرة كمناطق حرب ومعارك من جديد! ألا تعلمون أن هذه المناطق قد تحرّرت بالكامل عام 1991 والحكومة الكوردية أعادت الحياة لهذه المناطق بكلّ قوتها؟!
أي باختصار، شعب الإقليم-جنوب كوردستان بأكمله ضدّ تواجد وانتشار الجيش التركي ومقاتليكم على أراضي إقليم كوردستان، أي أن شعب الإقليم بالضدّ من تواجد العساكر الأتراك في الإقليم بقدر وقوفه ضدّ وجود مقاتليكم على أرضه، لأنكم بمثابة جسر لعبور الجيش التركي لعمق أراضي إقليم كوردستان.
يعرف شعب الإقليم جيداً أن تركيا هي إحدى القوى المحتلة لكوردستان ولن تكون أبداً صديقة لإقليم كوردستان، ولو كان الأمر بيدها لما سمحت بإنشاء كيان إقليم كوردستان في تسعينيات القرن الماضي، وتتحرّك في هذا المضمار ولهذا الهدف باستمرار، لكنّ نضال وممارسات ودبلوماسية حكومة إقليم كوردستان أحبطت كافة هذه المحاولات والجهود، وكانت كفيلة بتدمير مخططات الغزاة المحتلّين وأوصلت بإقليم كوردستان كياناً وشعباً إلى برّ الأمان، بحيث أصبح هذا الكيان ليس ملاذاً آمناً وملجأً وحيداً لشعب الإقليم فحسب بل لعموم الشعب الكوردي في كافة أجزاء كوردستان الأربعة والعالم أجمع.
كذلك يقف شعب الإقليم أيضًا ضدّ وجود قواتكم المسلّحة على أراضيهم، لأنكم ومسلّحيكم لم تقدّموا أي فائدة لجنوب كوردستان-إقليم كوردستان، ولو أردتم تحرير بقعة من كوردستان فانطلقوا إلى منطقة محتلّة وحرّروها، توجّهوا صوب روجهلات كوردستان-كوردستان إيران أو باكور كوردستان-كوردستان تركيا، أمّا متينا وآفاشين وحفتنين وگاره وخواكورك وغيرها من مناطق إقليم كوردستان فهي محرّرة منذ عام 1991، ولا حاجة لها لوجودكم، بل على العكس تماماً، فمنذ مجيئكم إلى هناك ولغاية اليوم جلبتم معكم الفوضى واللااستقرار والاحتلال لعموم تلك المناطق، أصبحتم عامل زعزعة الاستقرار فيها، أصبحتم جسراً لعبور الجيش التركي لعمق إقليم كوردستان وبناء قرقولاته وقواعده العسكرية في جميع المناطق الإستراتيجية في الإقليم، كلّ ذلك بذريعة ملاحقتكم ومحاربتكم… ولا أحد يعلم ما يخفيه قادم الأيام من مشاكل عويصة وجسيمة للإقليم بسبب تواجدكم داخل أراضيه؟!
والسؤال الأخير والذي يجب أن يُطرح على قيادة حزب العمال الكوردستاني بكك، هو: ما هي إنجازاتكم لإقليم كوردستان؟ ما الذي قدّمه جنابكم لإقليم كوردستان عدا الخسائر والأضرار المادية والمعنوية؟! هذه قضية يجب على قيادة حزب العمال الكوردستاني بكك أن تدافع عن نفسها فيها أمام محكمة التاريخ.