واشطن بوست: أمريكا تسحب قواتها من العراق بحلول 2026 وتبقي قسماً منها في كوردستان

واشطن بوست: أمريكا تسحب قواتها من العراق بحلول 2026 وتبقي قسماً منها في كوردستان

أفادت صحيفة ‹واشنطن بوست› بأن الاتّفاق المبدئي بين واشنطن وبغداد بشأن تواجد القوات الأمريكية سينصّ على بقاء قوة صغيرة في إقليم كوردستان، مهمتها توفير ضمان أمني للكورد ضدّ الفصائل المدعومة من إيران، بينما ترى دانا سترول، المسؤولة السابقة في البنتاغون أن أي رئيس أمريكي سيرسل قوات مجدّداً إذا لم يتّخذ القادة العراقيون خطوات ملموسة لمكافحة الإرهاب ومنع العراق من أن يصبح ملعباً لإيران ومعالجة الفساد وتعزيز قدرات قوات الأمن.

وقال السيناتور جاك ريد، رئيس لجنة القوات المسلّحة بمجلس الشيوخ، إن المسؤولين الأمريكيين لم يكونوا سعداء بكون الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، اختار العراق كوجهته الأولى في جولته الخارجية، حيث لاقى ترحيباً رسمياً من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري عراقي، تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته لوصف الخطط التي لم يتم الإعلان عنها، قوله، إنه من المتوقع أن تبقى قوة أمريكية أصغر في كوردستان لتوفير ضمان أمني للكورد ضدّ الميليشيات المدعومة من إيران. ويتمتعون بنفوذ واسع في بقية أنحاء البلاد.

وإذا اكتمل الانسحاب، فسيكون هذا هو المرة الثانية التي تسحب فيها الولايات المتحدة معظم قواتها من العراق خلال أكثر من عقدين من التدخل الأمريكي، منذ غزو القوات الأمريكية في عام 2003 للإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وقال التقرير: “وكما هو الحال مع الخروج الأمريكي الأول في عام 2011، فإن الانسحاب الأمريكي من المحتمل أن يترك وراءه عراقاً مثقلاً بنقاط ضعف أمنية كبيرة، وانقسامات طائفية، وفساد، وهي المشاكل التي ساعدت في ظهور تنظيم داعش، الذي استولى على مساحات واسعة من البلاد في عام 2014”.

وأشار إلى أن حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حافظت مثل غيره من القادة العراقيين الجدد، على علاقات وثيقة مع إيران المجاورة، التي تدعم “مجموعة من الميليشيات العراقية القوية التي تضغط على بغداد لوضع اللمسات الأخيرة على رحيل الولايات المتحدة”.

وقد اعترف المسؤولون الأمريكيون منذ فترة طويلة بالمفاوضات الجارية التي قالوا إنها تهدف إلى تحديد «انتقال منظم» من المهمة العسكرية متعددة الجنسيات. وفي ذروتها، ضمت القيادة التي تقودها الولايات المتحدة الآلاف من القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها في العراق وسوريا لدعم العمليات الجوية والبرية واسعة النطاق ضد تنظيم داعش.

وقد اتفقت واشنطن وبغداد بالفعل من حيث المبدأ على إنهاء المهمة الأمريكية ضدّ داعش في العراق كجزء مما وصفه الرئيس جو بايدن والسوداني هذا الربيع بأنه «تطور طبيعي» مع تراجع هذا التهديد.

وأفادت رويترز مؤخّراً بوجود خطة من مرحلتين لسحب القوات الأمريكية بحلول عام 2026.

بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الوجود العسكري مستمر في كوردستان، حيث يدير البنتاغون منذ فترة طويلة مهمة منخفضة المستوى بالقرب من العاصمة أربيل، سيكون أيضًا أساسيًا لاستدامة عملياتها في سوريا المجاورة، حيث لا يزال هناك حوالي 900 جندي أمريكي.

ولم تعد القوات الأمريكية تشارك في العمليات القتالية المنتظمة في العراق وسوريا كما كانت في السنوات السابقة، إلا أنها تظلّ معرضة للخطر.

وقالت الصحيفة: “تحرص حكومة السوداني على إثبات قدرتها على إنهاء الوجود الأمريكي أو على الأقل تقليصه، وهو الأمر الذي لا يزال مثيراً للجدل نظراً لتاريخ أمريكا في العراق ونفوذ الميليشيات المعادية للولايات المتحدة. وهدّدت الميليشيات المرتبطة بإيران باستئناف أو تكثيف الهجمات ضد القوات الأجنبية إذا لم تغادر”.

وقال حسين علاوي، مستشار السوداني، إنه سيكون هناك قريباً إعلان مشترك حول الانسحاب المزمع.

وقال: “نريد أن تعود العلاقة مع الولايات المتحدة إلى ما كانت عليه قبل عام 2014” وأضاف أن “الحاجة إلى التحالف الدولي انتهت بهزيمة تنظيم داعش، والآن القوات العراقية قادرة تماماً على التعامل مع الملف الأمني بكفاءة”.

ولفت التقرير إلى أنه “من شأن الحفاظ على الوجود العسكري في العراق أن يدعم أيضًا الأهداف الأمنية الأمريكية الأكبر في المنطقة”.

وقالت دانا سترول، المسؤولة الكبيرة السابقة في البنتاغون والتي تعمل الآن مديرة أبحاث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن عودة القوات الأمريكية قبل عقد من الزمن كانت ضرورية عندما انهارت قوات الأمن العراقية إلى حد كبير وسط هجمات داعش.

وقالت: “أشكّ في أن أي رئيس سيعيد الجيش الأمريكي مرة أخرى إذا لم يتّخذ القادة العراقيون خطوات لإعطاء الأولوية لمهمة مكافحة الإرهاب هذه، ويشمل ذلك منع البلاد من أن تصبح ملعبًا لإيران، ومعالجة الفساد المستشري، وتوفير الموارد وتمكين قوات الأمن الشرعية، وضمان استجابة الحكومة لاحتياجات جميع العراقيين”.

وقال أشخاص مطّلعون على تلك المحادثات السرية إنه تمّ إطلاع بعض المشرعين والمساعدين الأمريكيين على خطط الانسحاب المتطورة.

ووصف النائب آدم سميث، أكبر عضو ديمقراطي في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، الوجود المستقبلي للقوات الأمريكية بأنه تحدي سياسي كبير للقادة العراقيين.

وقال: “شعب العراق يفضّل عدم وجود قوات أمريكية في العراق-ويفضّل أيضًا عدم وجود داعش” مضيفاً: “إنهم يدركون حقيقة أننا نساعد في حلّ هذه المشكلة الأخيرة، إنهم يريدون رحيلنا، ويريدون معرفة كيفية إنجاح ذلك. وهذا ليس بالأمر السهل”.

وقال السناتور جاك ريد، الذي يرأس لجنة القوات المسلّحة بمجلس الشيوخ، إن القضية جمعت مجموعة من المصالح المعقدة لكلا البلدين. وقال: “العراقيون يدركون أن هناك استقرارًا بوجودنا، ولكن هناك أيضًا خطر على قواتنا”.

وأشار ريد إلى أن المسؤولين الأمريكيين لم يكونوا مسرورين لأن الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان جعل العراق موقع أول زيارة خارجية له، حيث حظي بترحيب رسمي من السوداني يوم الأربعاء.

وقال النائب كوري ميلز (جمهوري من فلوريدا) وهو من قدامى المحاربين في حرب العراق وعضو في لجنتي الشؤون الخارجية والقوات المسلّحة بمجلس النواب، إنه يشعر بالقلق بشكل خاص بشأن تأثير إيران والميليشيات التي تدعمها. وعلى الرغم من عدم معارضته للانسحاب من حيث المبدأ، إلا أنه قال إنه يجب أن تكون هناك خطة لضمان استقرار العراق.

وقال: “أشعر أن لديك التزامًا، فإذا قمت بزعزعة استقرار الأمة، فعليك أن تساعدها على الاستقرار مرة أخرى”.

مقالات ذات صلة