عندما انفجرت أجهزة النداء-اللاسلكي (بيجر) في أيدي الناس وحقائبهم في بيروت (لبنان) قبل بضعة أيام، وأسفرت عن مقتل العشرات وجرح الآلاف، تذكّرت على الفور أحذية مكاب (MEKAP) لأعضاء ومقاتلي حزب العمال الكوردستاني بكك.
ذات مرة (قبل بضع سنوات) أردت أن أكتب عن حذاء مكاب (MEKAP) وحركة حزب العمال الكوردستاني بكك، فاتّصلت برفيق لي وطرحت له الفكرة حول كتابة مقال بهذا العنوان، لكنّي رأيت بالفعل أنه كتبه ونشره فتوقفت عن الكتابة.
خلال هذه الأيام، ذكّرتني انفجارات جهاز النداء اللاسلكي (البيجر) التي انفجرت في أيدي وحقائب أعضاء حزب الله في لبنان بأحذية مكاب (MEKAP) من جديد. وكما تعلمون، فإن أحذية مكاب (MEKAP) تُصنع في تركيا، ويستخدم مقاتلو حزب العمال الكوردستاني هذه الأحذية على نطاق واسع رجالاً ونساءً، بل لا يتمّ ارتداء أية احذية أخرى سوى مكاب على الإطلاق!
وهنا، لن أتحدّث عن المليارات التي تنفقها حركة حزب العمال الكوردستاني لشراء أحذية المكاب من تركيا سنوياً، تلك الدولة التي يحاربها العمال الكوردستاني بكك، بل سأكتفي فقط بالتذكير بكلام وزير الداخلية التركي السابق سليمان صويلو عندما قال: نحن نعرف حتّى مقاس أحذية مقاتلي حزب العمال الكوردستاني بكك!
سليمان صويلو كان يقصد بكلامه هذا أحذية مكاب، أراد صويلو إرسال رسالة للناس مفادها أنّنا نعرف كلّ شيء عنهم، من هم؟ وأين هم؟ وأين يقصدون وأين يقيمون…
وكما قام الموساد الإسرائيلي بإعداد أجهزة البيجر التي تتحصّل عليها حركة حماس وحزب الله للتجسّس عليها ووضعهما تحت سيطرته، فممّا لا شكّ فيه أن تركيا أيضاً تسيطر على تحركات أعضاء وكوادر حزب العمال الكوردستاني بكك من خلال أحذية مكاب، هذا هو بيت القصيد من كلام صويلو: “نحن نعرف حتّى مقاس أحذية مقاتلي حزب العمال الكوردستاني بكك”.
فمن ناحية، يقاتل حزب العمال الكوردستاني ضد الدولة التركية، ومن ناحية أخرى، فهو يشتري أحذية مكاب منها بالمليارات!
في عصر التكنولوجيا هذا، هل الدولة التركية غبية لدرجة أنها لا تستطيع تثبيت نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في الأحذية؟ لا شكّ أن كلّ حذاء تصنعه تركيا لأعضاء ومقاتلي حزب العمال الكوردستاني لا يخلو من جهاز نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
رەشۆیێ داری
2024/9/22
المقال منقول من صفحة الكاتب على الفيسبوك-باللغة الكوردية
