بالتزامن مع حديث رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، حول أنه لا حلّ للقضية الكوردية في تركيا من دون إعلان زعيم حزب العمال الكوردستاني بكك، عبد الله أوجلان، المعتقل في تركيا منذ فبراير/ شباط 1999، تصفية حزبه، يتحدث كاتب كوردي سوري معروف والخبير بشؤون العمال الكوردستاني بكك عن بنود ما سماه بـ “اتفاق” بين اوجلان والاستخبارات التركية.
وكان بهجلي قد قال في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه في البرلمان التركي، إنه “إذا تمّ رفع العزلة عن الزعيم الإرهابي (في إشارة الى اوجلان) فعليه أن يأتي ويتحدث في اجتماع كتلة حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) ويعلن أن الإرهاب قد انتهى وتمّ تصفية المنظمة”.
الكاتب الكوردي من روجآفا كوردستان، هوشنك أوسي، كتب في منشور على صفحته في فيس بوك، إن النقطة الأولى من الاتفاق هي أن “أوجلان موافق على ضمّ شرق الفرات إلى تركيا، والأخيرة موافقة على محافظة العمال الكوردستاني بكك على السلطة والإدارة بنفس القدر الذي تمنحه الدولة التركية للجناح الرسمي للعمال الكوردستاني في دياربكر، ميردين وبقية مناطق نفوذ الحزب. يعني بلا إدارة بلا مدارة، ولا بلا قسد وبلا مسد”.
وأضاف “الاستخبارات التركية أقنعت دميرتاش وقطاعات واسعة من DEM-Parti بالاتفاق المبرم مع أوجلان، وحالياً قيادة الحزب في قنديل حائرة وتعقد اجتماعات مكثفة، وترفض ذلك”.
وأردف بالقول: “ورفضها رفض إيراني محض وصارم. وحيرة جماعة جميل بايق في قنديل يمكن تلخيصها في أمرين: إذا رفضوا اتفاقOcalan-MIT ، سوف تستخدم الدولة أوجلان بشكل مباشر وعلني ضدّ قنديل، وتخرجه من السجن إلى الإقامة الجبرية والتواصل مع الإعلام. وربما يتحوّل هو إلى زعيم مباشر لـ DEM-Parti، ويحدث طلاق نهائي بين APO وزمرة جميل بايق ومن حوله”.
ويتابع أوسي: “إذا وافق الحزب على ضمّ شرق الفرات وتسليم المنطقة لتركيا، كما فعل في عفرين، سيدخل بذلك في مواجهة مباشرة مع الداعم والراعي الإيراني. وفي كلتا الحالتين أكذوبة وخرافة حزب العمال الكوردستاني كحركة وطنية سياسية نضالية كوردستانية تنتهي إلى الأبد”.
وأوضح “النقطة الثانية من اتفاق APO مع الـ MIT التركي، التخلي عن سلاح الحزب ونبذ العنف، بالتزامن مع مجموعة الإجراءات التي ستقوم بها تركيا فيما يتعلق بالملف الكوردي؛ بعض الاصلاحات الدستورية الطفيفة، تبييض سجون، وضع أوجلان في الإقامة الجبرية، كمرحلة انتقالية لإصدار عفو عام عن أوجلان وقيادات حزبه داخل وخارج تركيا، ثم منح أوجلان حقّ العمل السياسي وربما الترشح لعضوية البرلمان التركي”.
ولفت الكاتب الكوردي إلى أن “النقطة الثالثة والرئيسية في الاتفاق وتتقاطع مع المخاوف الايرانية، دعوة أوجلان حزبه وكلّ الشعب الكوردي إلى الوقوف ضدّ المشاريع الأمريكية والصهيونية وإسرائيل وأمريكا والرأسمالية لأنها مشاريع استثمارية… إلى آخر هذه الاسطوانة المتفق عليها بين اليمين واليسار في تركيا والشرق الأوسط”.
وأشار إلى أن “تركيا تريد تسريع تنفيذ هذا الاتفاق؛ لأنها تخاف من تطوّر الأحداث في الشرق الأوسط واحتمال تفتّت إيران وتشكيل إقليم كوردي فدرالي آخر داخل إيران، مع احتمال تطور علاقة شرق الفرات مع الامريكيين، من شأن ذلك احتمال تشكّل كيان كوردي: يمتد من كوردستان إيران وينتهي بشرق الفرات مرورا بإقليم كوردستان، ما سيجبر تركيا على تقديم تنازلات قاسية للكورد في تركيا وخارجها وتقبل بالواقع الكوردي الجديد كرهاً”.
وأردف أوسي قائلاً: “هنا، كلّ الجهد والتعب الذي بذلته الدولة العميقة مع أوجلان بهدف تمييع وتسطيح المطالب الكوردية سيذهب ادراج الرياح الأمريكية المفاجئة”.
وأكّد أن “هناك محاولات حثيثة لإقناع جميل بايق والضغط عليه، بل تهديده بورقة عبد الله أوجلان، وبايق ومن معه، لا يمكنهم إعلان أوجلان خائناً ومستسلماً للدولة بعد أربعة عقود ونصف من التأليه والقداسة التي أضفاها الحزب على زعيمه”.
وختم الكاتب الكوردي المعروف والمتابع لشؤون العمال الكوردستاني بكك، منشوره، بالقول: “أعتقد أن الأيام القادمة ستدخل PKK في حالة تصادم مع أوجلان الذي أصبح أتاتوركيا أكثر من دولت بهجلي والسؤال هنا؛ ما محل حزب الاتّحاد الديمقراطي PYD وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” وبقية معشر الدمى الخابوجية؟ إذا استمروا كالمهابيل والمساطيل في مستنقع الخابوجية، غالب الظن سوف يصار إلى تدويرهم كما تتم تدوير الزبالة، ويلي هرب ونهب، هرب” وفق تعبيره…