ضمن الانتهاكات المستمرّة بحقّ الطفولة والأطفال في مدن وبلدات روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا، والمناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” أقدمت عصابات ومرتزقة شبيحة حزب العمال الكوردستاني بكك أو ما تسمّى بـ “الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر” المرتبطة بقيادة بكك في قنديل مباشرة، والعاملة في ظلّ قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على اختطاف طفلة لم تتجاوز 14 عاماً من بلدة تل رفعت بريف محافظة حلب بهدف تجنيدها قسرياً في رفوف مقاتلات الحزب في أحدث مسلسل للانتهاكات المستمرة لدى هذه القوات.
مصادر حقوقية في روجآفا كوردستان، أكّدت قيام ما تسمّى بـ «الشبيبة الثورية» التابعة لحزب العمال الكوردستاني بكك خطفت قاصرة كوردية أخرى في منطقة الشهباء بريف حلب الشمالي، بهدف تجنيدها في صفوف قوات الحزب.
وقالت إن “ما تسمى الشبيبة الثورية خطفت القاصرة جلنار حسين صالح (14 عاماً) في مدينة تل رفعت بمنطقة الشهباء بهدف تجنيدها قسرياً”.
وأضافت أن عصابة الشبيبة الثورية لـ بكك اقتادت الفتاة القاصرة إلى معسكرات تجنيد الأطفال التابعة للحزب في حلب لتتلقى تدريبات عسكرية وأيدلوجية.
وبحسب حقوقيين كورد اختطفت شبيبة حزب العمال الكوردستاني بكك أكثر من 150 قاصراً في مناطق روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا، والمناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” منذ بداية العام الجاري، بهدف تجنيدهم قسرياً في صفوف قوات الحزب.
وكانت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان، قد أكّدت في تقرير لها في 2024/9/4، أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قامت بإنشاء معسكر جديد للأطفال الذين تختطفهم عصابات وشبيحة حزب العمال الكوردستاني المعروفة بـ “الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر” حيث يتمّ احتجاز نحو 400 طفل وطفلة تتراوح أعمارهم بين 11 و13 عاماً، مؤكّدة أن هؤلاء الأطفال يُجبرون على الخضوع لتدريبات عسكرية مكثّفة على حمل السلاح، ويتعرضون لعمليات غسل دماغ عبر دورات أيديولوجية مع استخدام حبوب مخدرة وعقاقير محظورة دوليًا، وذلك في منطقة “صباح الخير” على أطراف محافظة الحسكة، في روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا.
كما كانت قد أكّدت في السابق، قيام عصابات الشبيبة الثورية الآبوجية بتهديد ذوي الأطفال المختطفين بالقتل والضرب في حال استمرار مطالبتهم بإعادة أبنائهم.
كما كانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية العالمية، قد قالت مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إن مجموعة الشبيبة الثورية في شمال شرق سوريا، تربطها صِلات بسلطات الأمر الواقع (في إشارة إلى الإدارة الذاتية التي يشرف عليها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD) تُجنّد الأطفال ليلتحقوا بعد ذلك حسب الافتراض بمجموعات مسلّحة.
وأشارت إلى أن تجنيد الأطفال يحرّمهم من طفولتهم ويُعرّضهم للعنف الشديد وقد يؤدّي إلى صدمات جسدية ونفسية طويلة الأمد.
وكانت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا قد أكّدت في تقرير جديد لها، أن قوات سوريا الديمقراطية ‹قسد› لا تزال تواصل تجنيد الأطفال القصر الذين تتراوح أعمارهم من 12 عاماً إلى 17 عاماً في مناطق سيطرتها على الرغم من خطة العمل الموقعة مع الأمم المتحدة بوقف عمليات تجنيد الأطفال.
كما ذكر التقرير، أن “إدارة PYD لم تتجاوب مع ذوي الأطفال المخطوفين، ولم تقدّم لهم أي مساعدة لمعرفة مصير أبنائهم المختطفين، وقد أعرب بعص هؤلاء عن خوفهم من الانتقام”.
يُذكر أن حزب العمال الكوردستاني بكك، وإصداراته السورية، جنّد الآلاف من أبناء الكورد غالبيتهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 10-16 عاماً، لاستخدامهم في خوض حروبه العبثية ومقاومته الوهمية المزيّفة، ويمارس هذا الحزب عمليات خطف الأطفال عبر استغلال الظروف الاجتماعية للبعض ليغريهم أو يخدعهم لضمّهم إلى صفوف مسلحيه، فيما هذه الممارسات تشكل خطراً كبيراً على مستقبل المجتمع الكوردستاني برمته.