أشاد الزعيم الكوردي، مسعود بارزاني، اليوم الثلاثاء 2024/11/12، بمواقف الراحلة دانيال ميتران زوجة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران تجاه القضية الكوردية، مبيناً أن الراحلة كانت مطلعة بشكل كبير على معاناة وآلام الكورد، وأنها اول امرأة أوروبية اشاهدها تذرف الدموع على شعب كوردستان.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها ضمن مراسم الذكرى المئوية لميلاد دانيال ميتران في عاصمة إقليم كوردستان-أربيل، بحضور رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، وعدد من كبار المسؤولين في إقليم كوردستان، إلى جانب السفير الفرنسي لدى بغداد باتريك دوريل، والقنصل الفرنسي لدى أربيل يان بريم.
“المرة الأولى التي أرى فيها شخصية أوروبية تذرف الدموع من اجل الكورد”
وقال بارزاني، تلك السيدة لها حقّ كبير على الشعب الكوردي، ولعبت دوراً كبيراً في سبيل قضية الشعب الكوردي وكانت تريد فعل المزيد لكن ربما هذا ما كان بالإمكان”. وأضاف “التقيت بالسيدة ميتران في باريس، عقب جرائم الانفال، وقتها كانت هي قادمة للتو من زيارة للنازحين الكورد حيث أردتُ شرح مأساتنا لها إلا أنها كانت على اطلاع كبير بأحوال الكورد، وذرفت الدموع من أجل الكورد وكانت المرة الأولى التي أرى فيها شخصية أوروبية تذرف الدموع من اجل الكورد”.
“نَجت من الموت بأعجوبة لكنها تابعت برنامج زيارتها لإقليم كوردستان”
وتابع الزعيم بارزاني “عقب انتفاضة عام 1991، جاءت السيدة ميتران إلينا، كما أنها زارت كوردستان عام 2009 والقت كلمة في برلمان كوردستان وكادت أن تفقد حياتها وقتها، بتفجير سيارة مفخخة نجت منه بأعجوبة، ورغم ذلك تابعت برنامج زيارتها وتوجّهت إلى حلبجة أيضاً”.
وأردف بالقول: “نحن نعتبر أنفسنا مدينين للسيدة ميتران، فحتى وفاتها، كانت قضية الشعب الكوردي إحدى أولوياتها”.
كما أضاف أن “دانيال ميتران كانت تدافع عن حقوق الكورد في المحافل الدولية” مشيراً إلى أنه “بعد الانتفاضة وخلال زيارتها إلى إقليم كوردستان حاول نظام البعث اغتيالها عبر تفجير سيارة مفخّخة بين السليمانية وحلبجة لكنها نجت بأعجوبة، ورغم ذلك واصلت برنامجها وزارت حلبجة” وتابع بارزاني، إن دانيال ميتران لديها فضل كبير على الكورد، وكل ما نقدمه لها فهو قليل بحقها.
لديكم صديقٌ وفي في الإليزيه
وتطرّق الزعيم الكوردي مسعود بارزاني إلى لقائه الأول بالرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران عام 1992، والذي طلب منه رسالة يحملها معه للشعب الكوردي، فكان ردّه: “تأكّد من إخبار الشعب الكوردي أن لديكم صديقاً وفياً في الإليزيه”.
وزاد: “هذه السيدة العظيمة كانت مستمرة بتقديم كلّ شيء لذلك نحن مدينون لها، وفي عام 1993 عندما حصلت على جائزة حقوق الإنسان أنا من قدمتها لها وافتخر بذلك، وحتى آخر اللحظات من حياتها كانت قضية شعب كوردستان من أولوياتها”.
ويصادف اليوم الذكرى المئوية لميلاد دانيال ميتران؛ المرأة التي أعادت الأمل للشعب الكوردي عام 1991.
“الأمل يأتي من اليأس” حيث كان هذا صحيحاً بالنسبة للوضع الكوردي عندما قام الشعب بثورته عام 1991، فقد وصلت دانيال ميتران، زوجة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران، من باريس إلى مخيم للاجئين الكورد على الحدود بين باكور وإقليم كوردستان.
وفي العام 1991، التقت ميتران بالرئيس بارزاني والنازحين الكورد، وشاهدت محنتهم عن كثب وقالت: “لقد حاولنا إيصال صوت الكورد إلى العالم”.
ثم دعت فرنسا إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لحماية الشعب الكوردي. ونتيجة لذلك، صدر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 688 الخاص بالكورد، والذي أنشأ منطقة حظر طيران ومنطقة سلام على الخط 36.
ميتران زارت إقليم كوردستان عام 2009، وألقت كلمة في البرلمان قالت خلالها: “أنا سعيدة جداً في كوردستان، وأشعر هنا وكأنني في بلدي، نحن عائلة واحدة، إن تنوع البرلمان علامة على الثراء، ومصدر فخر لبرلمانكم أيضاً ويشير إلى ديمقراطية ناضجة وصحية”.
وولدت الراحلة عام 1924. وانخرطت في المقاومة الفرنسية إبان الحرب العالمية الثانية وهي لمّ تتجاوز بعد ربيعها السابع عشر، وقتها تعرفت على فرانسوا ميتران.
ترأست مؤسّسة “فرانس ـ ليبرتي” أو فرنسا الحرية المهتمة بشؤون التنمية في الدول الفقيرة.
عندما كانت دانيال ميتران سيدة فرنسا الأولى من عام 1981 إلى عام 1995 تبنّت العديد من الملفات المتعلقة بالشعوب المضطهدة، نذكر على سبيل المثال موقفها المساند للكورد أيام انتفاضة عام 1991 ودعمها لحقوق الشعب الكوردي.