صحفية كوردية سجينة ضمن قائمة أكثر 100 امرأة تأثيراً في العالم لعام 2024

صحفية كوردية سجينة ضمن قائمة أكثر 100 امرأة تأثيراً في العالم لعام 2024

اختيرت الصحفية والناشطة الكوردية في مجال حقوق المرأة (ژينا موداريس گورجي) من قبل القسم العالمي لموقع BBC كواحدة من أكثر 100 امرأة تأثيراً وإلهاماً في العالم لعام 2024.

يأتي هذا الاختيار بينما تقضي موداريس گورجي حالياً حكماً بالسجن في مدينة سنندج (سنه) بروجهلات كوردستان-كوردستان إيران.

وأطلقت BBC اسم ژينا موداريس گورجي ضمن قائمتها السنوية المخصّصة للنساء المؤثّرات، تقديراً لجهودها البارزة في الدفاع عن حقوق المرأة ومكافحة التمييز والعنف ضد النساء في إيران.

وكانت محكمة النظام الإيراني قد حكمت على الصحفية الكوردية ژينا موداريس بالسجن لمدة 21 عاماً، وذلك على خلفية تهم كيدية تتعلّق بالتآمر للإطاحة بالنظام الإيراني من خلال تبني “الأيديولوجية النسوية”.

ژينا موداريس گورجي، ناشطة نسوية ومدافعة عن حقوق الإنسان وبائعة كتب ومدونة، تنحدر من إقليم سنندج (سينه) بكوردستان. وتُعدّ من أبرز المدافعات عن قضايا النساء والفتيات في المجتمع الكوردي، وعن الحقوق الاجتماعية والثقافية للأقليات في إيران.

أعمالها ونشاطها

موداريس گورجي، مؤسّسة جمعية «ژیوانو» النسوية، بدأت مسيرتها منذ عام 2019 عبر تنظيم برامج تعليمية وحملات احتجاجية ضدّ العنف ضدّ النساء. كما شاركت في حملة «مليون توقيع» التي سعت لجمع دعم شعبي لإصلاح القوانين التمييزية ضد المرأة في إيران. 

إلى جانب ذلك، أسست مجموعة تصوير خاصة بالنساء الكورديات، وقدّمت برنامجاً إذاعياً مخصصاً لقضايا المرأة، وألّفت كتاباً للأطفال عن النساء الكورديات الملهمات.

تمارس ژينا موداريس نشاطها من خلال عقد نوادي الكتب وكتابة المدونات وكذا العمل التنظيمي والصحفي.

الاعتقال والحكم

تعرضت موداريس گورجي للاعتقال مرتين خلال الاحتجاجات التي أعقبت حادث اغتيال الفتاة الكوردية (ژینا أميني) على يد الشرطة الإيرانية، في أحدث محاكمة لها في أيار/ مايو 2024، حُكم عليها بالسجن لمدة 21 عاماً بتهم تتعلق بتشكيل «مجموعة غير قانونية تهدف للإطاحة بالحكومة» و«الدعاية ضد النظام». لاحقاً، خُفّض الحكم إلى عامين وأربعة أشهر.

التأثير والاعتراف العالمي

رغم التحديات، لعبت ژينا موداريس گورجي دوراً محورياً في تعزيز حقوق المرأة ومطالب الحرية في كوردستان وإيران. اختيارها ضمن قائمة BBC يعكس تقديراً عالمياً لجهودها وشجاعتها، وهو شهادة على التزامها بالنضال من أجل مجتمع أكثر عدالة ومساواة.

سجن ژينا ضربة أخرى لحقوق النساء في إيران

في هذا الصدد قالت الشبكة الكوردية لحقوق الإنسان، ومقرها فرنسا، أن ژينا موداريس گورجي كانت لفترة طويلة ملاحقة من النظام الإيراني، حيث اعتقلت لأول مرة من قبل وزارة المخابرات الإيرانية في مدينة سينه في 21 سبتمبر/أيلول 2022 بعد وقت قصير من بدء الاحتجاجات.

وقد تم إخطار ژينا موداريس گورجي في 24 مايو/ أيار 2024، بأن الفرع الأول لمحكمة سنندج الثورية حكم عليها بالسجن لمدة إجمالية تصل إلى واحد وعشرين عامًا.

ووفقاً للشبكة الكوردية لحقوق الإنسان فقد أصدرت المحكمة على ژينا موداريس گورجي مجموعة من الأحكام بتهم كيدية، وهي السجن 10 سنوات بتهمة “تشكيل جماعة غير قانونية بهدف الإطاحة بالنظام”. السجن لمدة عام بتهمة “الدعاية المعادية ضدّ الدولة”، و10 سنوات أخرى بتهمة التواطؤ مع الجماعات والدول المعادية”.

ويتضمن الحكم أيضًا النفي إلى سجن همدان ضمن الإجراءات العقابية.

وفي حالة تأكيد هذا الحكم، سيتم تنفيذ عقوبة السجن لمدة عشر سنوات على ژينا، بموجب المادة 134 من قانون العقوبات الإسلامي في إيران، والذي على أساسه، يتمّ تنفيذ العقوبة القصوى في حالات الجرائم المتعددة من أنواع مختلفة، أي سيتم اختيار الحكم الأقصى ضمن الأحكام التي صدرت في حقها.

وقد قدّم دفاع ژينا موداريس استئنافًا ضدّ الحكم، ويجب أن تبت فيه محكمة الاستئناف في سنندج قريبًا.

يأتي هذا الحكم الإنتقامي ضمن موجة اعتقالات وأحكام قاسية بحق النسويات والصحافيات والمدافعات عن حقوق الإنسان في إيران وكوردستان.

ولا شكّ أن عمل ژينا موداريس گورجي الصحفي والنسوي قد شكّل تهديداً كبيراً للنظام الأبوي الإيراني، الذي أعلن حربه على النساء والنسوية وأصبح السجن لعشرات السنوات وسيلته المُثلى لإسكات الأصوات المعارضة وفرض مزيد من القمع.

مقالات ذات صلة