انهيار نظام الأسد الممتدّ طيلة 61 عاماً، والتطوّرات التي شهدتها سوريا مؤخّراً تصدرت وسائل الإعلام وباتت إحدى المواضيع الرئيسية الساخنة على الساحة العالمية، وفي هذا التوقيت الذي يتعيّن ويجب على الكورد أن يتصرفوا بحسّ وطني ووعي وعقل سليم، نرى حزب العمال الكوردستاني بكك ووسائل إعلامه القذرة تحاول زرع بذور الفتنة والعداوة والحقد والكراهية بين الكورد.
حيث تحاول وسائل إعلام حزب العمال الكوردستاني بكك وبعض المؤسّسات الإعلامية التابعة للاتّحاد الوطني الكوردستاني العاملة في إقليم كوردستان، استفزاز الكورد وتأجيج مشاعر الحقد والكراهية لديهم، من خلال نشر أخبار كاذبة حول إغلاق معبر سيمالكا الحدودي-فيشخابور، تزامناً مع إسقاط نظام الأسد.
معبر سيمالكا مفتوح ويعمل بشكل طبيعي…
تعتبر بوابة معبر سيمالكا-فيش خابور الحدودي، الواقع بين إقليم كوردستان وروجآفا كوردستان-كوردستان سوريا، حلقة وصل هامة تربط بين جزءي كوردستان، ويعتبر شريانًا حيويًا لربط إقليم كوردستان بروجآفا كوردستان، وتنشر وسائل إعلام حزب العمال الكوردستاني بكك منذ أربعة أيام، أنباءً كاذبة ومفترية حول إغلاق المعبر.
وبعد أن أثارت هذه الأنباء موجة استياء وردود فعل غاضبة، أجرى موقع “داركا مازي” تحقيقاً حول الموضوع وحقيقته وأسبابه إن كان صحيحاً، لكنّ النتائج أظهرت أن معبر سيمالكا الحدودي غير مغلق بتاتاً بل هو مفتوح على الدوام ويعمل بشكل يومي وطبيعي.
وقالت مصادر موقع “داركا مازي” في إقليم كوردستان: إنّ “المعبر يعمل بشكل طبيعي كما كان من قبل، بل ومع بداية أحداث حلب، زادت حركة مرور الأشخاص وتدفّق المساعدات الإنسانية ونقل المواد الغذائية والمستلزمات الطبية أكثر من أي وقت مضى”.
وأكّدت المصادر عن إدارة المعبر “ليست لدينا نوايا بإغلاق المعبر، وحتى الآن لم تظهر أية مشكلة بالنسبة لنا حتّى نغلق المعبر، لكنّ حزب الاتّحاد الديمقراطي (PYD) يستخدم المعبر الحدودي لأغراض وأهداف سياسية، فقد أغلقوا المعبر من جانبهم وبأنفسهم أو أرادوا أن يتمّ إغلاق المعبر من وراء بعض الممارسات والتصرفات”.
وسبق أن أطلقت إدارة حزب العمال الكوردستاني وذراعه السوري (حزب الاتحاد الديمقراطي) عدة حملات هجومية على معبر سيمالكا ضدّ إقليم كوردستان، ففي 15 ديسمبر/ كانون الأول 2021، قام أفراد عصابات ما تُسمّى بـ (الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر) بحشد الشبيبة العرب والهجوم على المعبر وإطلاق زجاجات المولوتوف عليه.
البيان المشترك الكاذب لكلّ من العمال الكوردستاني والاتّحاد الوطني حول معبر سيمالكا
ينشر إعلام حزب العمال الكوردستاني باستمرار أخبارًا كاذبة حول إغلاق المعبر لغرض تحريض الكورد ضدّ بعضهم البعض وزرع بذور التفرقة والفتنة والكراهية بينهم، ومن أجل تعزيز هذا الادّعاء الكاذب يقوم الحزب بإشراك الاتّحاد الوطني والتنسيق معه، كما يحاول بعض الأشخاص والمؤسّسات الأخرى أيضاً نشر هذه الأكاذيب المنسّقة بين العمال الكوردستاني بكك والاتّحاد الوطني حول إغلاق المعبر من جانب حكومة إقليم كوردستان ومطالبتها بفتح المعبر دون التحقيق في الأمر.
التعاون والتنسيق المشترك في هذه القضية علامة واضحة على أن حزب العمال الكوردستاني بكك إلى جانب واقعه المفروض على روجآفا كوردستان، يحاول تحريض الكورد وتأجيج كراهيتهم ضدّ إقليم كوردستان. ولن يكون من الخطأ التنبؤ بأنه سيستمر في ممارساته في المستقبل أيضاً. لأن حزب العمال الكوردستاني بكك بنى وطوّر استراتيجيته على تحويل روجآفا كوردستان ورقة وعامل ضغط له.
العمال الكوردستاني بكك يعادي ويهاجم آمال الكورد في “وحدة الصفّ الكوردي في روجآفا”
على مدى السنوات الـ 13 الماضية، نظّم حزب العمال الكوردستاني روجآفا كوردستان باعتباره ساحته المربحة لتحقيق مصالحه، كما شارك مع إيران في احتلاله. ومع التطوّرات الأخيرة في سوريا، بات الكورد يحلمون ويأملون وينتظرون وحدة الصف من قبل الأطراف والأحزاب والكيانات الكوردية وتحقيق وحدة وطنية بينهم، بينما يبذل حزب العمال الكوردستاني بكك كافة جهوده لتدمير آمال الكورد ووأد أحلامهم بشتّى الطرق والوسائل كـقول: “الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحكومة كوردستان حلفاء للأتراك ومتعاونون معه وأعداء لإنجازات روجآفا كوردستان…” وغيرها من الادّعاءات التافهة والباطلة، ونظراً لهذه الحقيقة المؤلمة عن العمال الكوردستاني ليس من الخطأ أن يتوقّع المرء أن هذا التنظيم الدخيل سينفّذ مثل هذه الهجمات في المستقبل ايضاً.
ولم تستبعد مصادر محلية أيضاً أنه مع تطور وضع الحرب، أن تجتاح موجة نزوح أخرى شعب روجآفا كوردستان، وهذا ما قد يجبر إدارة حزب الاتّحاد الديمقراطي على إغلاق المعبر الحدودي مع إقليم كوردستان في محاولة منه لوقف نزيف النزوح والهجرة…