انتقادات حادّة لاستبعاد ممثلي الأحزاب الكوردية من اجتماع دمشق

عُقد في دمشق اجتماع اللجنة التحضيرية لمؤتمر “الحوار الوطني السوري” بمشاركة شخصيات من محافظة الحسكة، دون حضور ممثلين عن الأحزاب والحركات السياسية الكوردية، ما أثار انتقادات حادة وعلى نطاق واسع.
وأكّد المشاركون الكورد في الاجتماع أنهم “لا يمثلون الشعب الكوردي” مشدّدين على أن “الأحزاب السياسية هي المخولة بذلك”.
وشارك في الاجتماع نحو 15 كوردياً باعتبارات شخصية، بينما كان أغلب الحضور من العرب، دون تمثيل للحركة السياسية الكوردية.
وكانت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري قد دعت سابقاً إلى جلسة حوار ضمن “مسار الحوار الوطني” لأهالي الحسكة في دمشق، حيث عُقد المؤتمر أمس.
الكورد المشاركون: لا نمثّل الشعب الكوردي
ووفقاً للمعلومات الواردة، فقد أكّد المشاركون الكورد في الاجتماع أنّهم لا يمثّلون الشعب الكوردي، مشدّدين على أن الأحزاب والحركات السياسية الكوردية هي الجهة المخولة بتمثيل الكورد.
وفي هذا السياق، قال نايف جبيرو، كاتب كوردي مقيم في الحسكة: “لم تتح لي فرصة للحديث، لكنّني كتبت اقتراحاً وسلمته للجنة مفاده أن لا أحد من الكورد الحاضرين في المؤتمر يمثّل الشعب الكوردي، سواء كان دكتوراً أو محامياً أو كاتباً أو شاعراً. وإذا كان هناك نية لحلّ الأزمة السورية، فلا بدّ أن تكون الأحزاب السياسية الكوردية هي الممثّل الحقيقي للكورد، وأن يتمّ الحوار والتفاوض معها.”
من جانبه، صرّح أسامة شيخ علي، طبيب كوردي من الحسكة، قائلاً: “الحركة السياسية الكوردية ناضلت كثيراً خلال السنوات الماضية ولا يمكن لأحد تجاهل ذلك، ويجب دعوتها إلى مثل هذه المؤتمرات.”
وأضاف أن للكورد والعرب في المنطقة “الحقّ في إبداء آرائهم وملاحظاتهم، ويجب عدم منع الحركة السياسية الكوردية من التعبير عن موقفها والعمل.”
أما أحمد هلال، وهو ناشط كوردي من الحسكة، فقد أكّد بدوره أن المشاركين الكورد في المؤتمر حضروا بصفاتهم الشخصية، قائلاً: “المشاركون هنا جاؤوا بأسمائهم ولا يمثّلون الكورد، وحتى إن كانوا ينتمون إلى أحزاب، فقد حضروا بصفتهم الشخصية فقط لمعرفة ما يُقال وما سيتمّ اتّخاذه من قرارات.”
المجلس الوطني الكوردي في سوريا: استبعاد الحركة السياسية الكوردية انتهاك لمبدأ الشراكة الوطنية

من جانبه، أصدر المجلس الوطني الكوردي في سوريا (ENKS) بياناً أكّد فيه أن عقد جلسات الحوار الوطني دون إشراك الحركة السياسية الكوردية يمثّل “إخلالاً بمبدأ الشراكة الوطنية، وتجاهلاً لدور مكوّن رئيسي من الشعب السوري عانى لعقود من سياسات التمييز والإقصاء، وحُرم من حقوقه المشروعة في ظل الأنظمة المتعاقبة.”
ونوه المجلس إلى أن “أي حوار وطني يُعنى بمستقبل سوريا لا يمكن أن يكون جادّاً ما لم يضمن مشاركة فعلية لمختلف المكونات”.
كما أن “الحركة السياسية الكوردية تمتلك رؤية متكاملة تعكس معاناة الشعب الكوردي، وتطرح حلولاً واقعية لمعالجة قضاياه ضمن إطار وطني شامل”، وفقاً للبيان.
المتحدّث باسم المجلس الوطني الكوردي: لا يجب تهميش الكورد في صياغة مستقبل سوريا
من جهته، صرّح فيصل يوسف، المتحدّث باسم الـ ENKS، أن اجتماع 20 شباط في دمشق حول مستقبل محافظة الحسكة لم يشهد دعوة أي حزب أو جهة كوردية من المنطقة.
وأوضح فيصل يوسف: “تمّت دعوة بعض الشخصيات الكوردية كأفراد فقط، وهذا يمثّل تهميشاً للأحزاب الكوردية، لذلك نطالب بمشاركة الأحزاب الكوردية، لأنه لا يجب تهميش الكورد في صياغة مستقبل سوريا.”
سعد الدين ملا: الكورد يتحمّلون جزءاً من المسؤولية
أما الدكتور سعد الدين ملا، السياسي الكوردي من روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا والمقيم حالياً في السويد، فقد علّق على المؤتمر قائلاً: “لطالما سعى خصوم الكورد إلى تشتيتهم وتهميشهم، ويتمّ ذلك أحياناً عبر أفراد يمنحون أدواراً في مثل هذه الفعاليات لتمثيل الكورد بشكل غير رسمي.”
وأشار ملا إلى أن الكورد أنفسهم يتحمّلون جزءاً من المسؤولية عن استمرار هذا النهج، مضيفاً: “يجب على الكورد توحيد خطابهم بأسرع وقت والدخول في الحوارات بصورة موحدة.”

الحركة الكوردستانية المستقلة تطالب لجنة المؤتمر الوطني إشراك ممثلي الحركة السياسية الكوردية
من جانبها، طالبت الحركة الكوردستانية المستقلة السورية، لجنة مؤتمر الحوار الوطني، بمراجعة مهامهم ووضع المعايير الاساسية والسليمة، والأخذ بعين الاعتبار إشراك ممثلي الحركة السياسية الكوردية والمرأة والشباب ليكونوا مشاركين في تحضيرات المؤتمر الوطني وبرامجه.
وذكر ممثل الحركة زيد سفوك، في بيان أمس، أنه “منذ بداية الإعلان عن عقد مؤتمر وطني سوري من قِبل الإدارة الجديدة في دمشق بعد سقوط نظام البعث، وعزمهم تشكيل لجنة خاصة للتحضير للمؤتمر، اقترحنا للقائمين على الإدارة الجديدة والرئيس أحمد الشرع وعبر قنوات اتصال غير مباشرة من جهة، وعبر الإعلام من جهة أخرى بذات التوقيت، بضرورة تشكيل لجان مناطقية تتشاور وتتحاور فيما بينها لتحديد ممثلي جميع المناطق في سوريا، بما فيها الكورد والعرب والسنة والمسيحيين والدروز والعلويين، بهدف الوصول إلى سوريا جديدة ينال فيها الشعب الكوردي وباقي المكونات حقوقهم المشروعة والعادلة دستوريا”.
وأضاف، أنه “قد تبشرنا خيراً حين تمّ الإعلان بعد ذلك بذات الصيغة من قِبل الإدارة الجديدة، ومن خلال متابعتنا للتطورات والأحداث نرى بأن الغاية والهدف الأساسي من مهام اللجان قد تتّجه لمنحى آخر، وتحويلها إلى صيغة الاستفراد بالقرار الذي لن يفيد المؤتمر الوطني القادم، وسيكون هناك شرخ في الحلول والمساعي التي نحاول جاهدين للمشاركة في تطبيقها للوصول الى سوريا آمنة”.
ولفت، إلى أنه “من هذا المنطلق وحرصاً منا على ارساء السلام والديمقراطية والحرية للشعب السوري بكافة مكوناته، ندعو القائمين على تحضيرات المؤتمر بمراجعة مهامهم ووضع المعايير الأساسية والسليمة، والأخذ بعين الاعتبار إشراك ممثلي الحركة السياسية الكوردية والمرأة والشباب ليكونوا مشاركين في تحضيرات المؤتمر الوطني وبرامجه”.
وأكّد على أن “الشعب الكوردي الذي عانى طوال عقود من الزمن من الظلم والاضطهاد والقمع والقتل والتهجير ما زال يمدّ يده للسلام والشراكة الحقيقية يداً بيد، لإيمانه الراسخ إن المشاركة وحدها تحقّق النجاح وتؤدّي إلى المسار السليم لدستور يضمن حقّ الشعب الكوردي وجميع المكونات السورية “.
وكانت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري قد دعت سابقاً إلى جلسة حوار في إطار “مسار الحوار الوطني” لأهالي محافظة الحسكة في دمشق، حيث عُقد المؤتمر أمس بمشاركة عشرات الشخصيات من المحافظة، لكن لم تتم دعوة ممثلي الأحزاب الكوردية، ما أثار انتقادات حادة من قبل الفاعلين السياسيين الكورد.