وجّهت والدة فتاة كوردية قاصرة أخرى خطفتها عصابات ومرتزقة شبيحة حزب العمال الكوردستاني بكك أو ما تسمّى بـ “الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر” المرتبطة بقيادة بكك في قنديل مباشرة، والعاملة في ظلّ قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ، من أمام منزلها في كوباني، نداء إلى قائد قوات سوريا الديمقراطية ‹قسد› مظلوم عبدي، طالبته فيه بإعادة ابنتها القاصرة إلى العائلة.
وقالت الأم زهرة، والدة الطفلة روجين عز الدين أحمد (14 عاماً) في فيديو مصوّر: “خطفت الشبيبة الثورية طفلتي من أمام منزلي في قرية قره قوي تحتاني في الساعة السابعة صباحا في 2025/4/16″.
وأضافت: “طفلتي مريضة تعاني من مرض الإغماء، وهي طالبة صغيرة، ليست مؤهّلة لحمل السلاح، حيث قامت الشبيبة بخداعها ولا نعلم عنها شيئاً”.
وأشارت إلى أنها طرقت كلّ أبواب المؤسّسات والمسؤولين في كوباني ولم يستجب لها أحد.
وناشدت مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية أن يتدخل لإعادة طفلتها القاصر، مؤكّدة أن “طفلتها مريضة وبحاجة إلى عناية خاصة”.
ويتمّ اختطاف الأطفال من أمام منازلهم ومدارسهم، ولا تلقى مناشدات الأهالي لقائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” أي استجابة.
وتشهد مناطق سيطرة قوات “قسد” بشكل عام، ومدينة كوباني في ريف محافظة حلب الشرقي على الوجه الخصوص، تزايداً وتصعيداً حادّاً في حالات اختطاف الأطفال بغية زجّهم في معسكرات التجنيد.
وفي سياق متّصل، كان المجلس الوطني الكوردي في سوريا (ENKS) قد طالب في وقت سابق، القائد العام لـ (قسد)، مظلوم عبدي، بشكل رسمي، بإنهاء وجود ما يُعرف بـ “الشبيبة الثورية” أو ‹جوانن شورشكر›، التابعة لحزب العمال الكوردستاني بكك في روجآفا كوردستان، وذلك بعد تصعيد هذه المجموعة في نشاطها المتعلق باختطاف الأطفال وتجنيدهم في رفوف مقاتلي الحزب، وخاصة خلال الأسابيع الأخيرة.
وفي الآونة الأخيرة، ظهرت عدة أمهات كورديات من روجآفا كوردستان عموماً وخاصة من كوباني، في مقاطع مصوّرة نشرنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تبكين أطفالهن المختطفين على يد عصابات وشبيحة حزب العمال الكوردستاني بكك، وتطالبن بعودة فلذات أكبادهن إلى أحضان العائلة، وتناشدن الجهات المسؤولة بإيقاف هذه الانتهاكات.
وفي تصريح، قال فيصل يوسف، المتحدّث الرسمي باسم المجلس الوطني الكوردي في سوريا، إن “غالبية أفراد هذه المجموعة ليسوا من أبناء روجآفا كوردستان، كما أن نشاطاتهم تتجاوز تجنيد القاصرين لتشمل الهجوم على مقرّات أحزاب تابعة للمجلس واختطاف كوادرها”.
وأضاف: “نحن في المجلس الوطني الكوردي قدّمنا طلباً رسمياً لقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي بضرورة إنهاء وجود هذه المجموعة التابعة لحزب العمال الكوردستاني داخل روجآفا كوردستان”.
وأشار أيضاً إلى أن مظلوم عبدي نفسه عبّر عن امتعاضه من نشاطات هذه المجموعة، وأكّد أنه لا يريد استمرارها.
وتصاعدت عمليات تجنيد الأطفال والقصر بوتيرة عالية من قبل عصابة الشبيبة الثورية-جوانن شورشكر الآبوجية، حيث خطفت هذه العصابة الآبوجية خلال شهر نيسان/ أبريل.
جديرٌ بالذكر، يتزامن تصعيد عصابة الشبيبة الثورية الآبوجية لعمليات خطف الأطفال والقُصر بهدف تجنيدهم وإلحاقهم بصفوف قوات الحزب مع دعوة زعيم الحزب المسجون بإمرالي، عبد الله أوجلان، لحلّ الحزب وإلقاء سلاحه والانخراط في عملية السلام، ما يطرح تساؤلات جدية عن مدى استعداد الحزب ونيته فعلاً للاستجابة لنداء زعيمه.
يُذكر، أنه جنّد حزب العمال الكوردستاني بكك، وإصداراته السورية، الآلاف من أبناء الكورد غالبيتهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 12-16 عاماً، لاستخدامهم في خوض حروبه العبثية ومقاومته الوهمية المزيّفة، ويمارس هذا الحزب عمليات خطف الأطفال عبر استغلال الظروف الاجتماعية للبعض ليغريهم أو يخدعهم لضمّهم إلى صفوف مسلحيه، فيما هذه الممارسات تشكل خطراً كبيراً على مستقبل المجتمع الكوردستاني برمته.