الدول المحتلّة لكوردستان تتربع على عرش المناطق الأكثر خطراً على الصحفيين في عام 2025!

الدول المحتلّة لكوردستان تتربع على عرش المناطق الأكثر خطراً على الصحفيين في عام 2025!

يظهر التقرير السنوي الذي تعده منظمة “مراسلون بلا حدود” تدهوراً خطيراً في التصنيف العالمي لحرية الصحافة حول العالم. وجاءت مناطق وبلدان الشرق الأوسط، لا سيما الدول المحتلة لكوردستان، في ذيل قائمة حرية الإعلام، حيث تعتبر ممارسة المهنة “عملاً خطراً”.

وباتت مهنة الصحافة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عالقة بين مطرقة قمع الأنظمة الاستبدادية وسندان عدم الاستقرار الاقتصادي المستمر، كما جاء في التقرير.

ويقارن التصنيف العالمي لحرية الصحافة مستوى الحرية المتاحة للصحفيين ووسائل الإعلام في 180 دولة، ويعتمد التحليل على خمسة مؤشّرات رئيسية هي: السياق القانوني، السياسي، الاجتماعي والثقافي والأمني.

واقع الصحافة في الدول المحتلة لكوردستان

سوريا

في فوضى الأحداث التي تشهدها الدولة السورية، احتلت دمشق المرتبة 177 في القائمة، بانتظار إجراء إصلاحات عميقة على المشهد الإعلامي في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد الذي عرف بتكميم الأصوات الإعلامية.

ويعكس اليوم العالمي لحرية الصحافة واقعًا مؤلمًا في سوريا، حيث لا تزال الكلمة الحرة تكلّف الصحفيين حريتهم وحياتهم، وفي ظل غياب بيئة قانونية محمية ومهنية، يظل مستقبل الإعلام السوري مرهونًا بالتغيير السياسي والإصلاح القانوني الذي يضع حرية التعبير في قلب العملية الديمقراطية.

إيران

تُعد إيران واحدة من أكبر السجون للصحفيين عالمياً وفقًا للتقرير السنوي لمنظمة “مراسلون بلا حدود” حيث جاءت هذا العام في المرتبة 176من أصل 180دولة، مما يجعلها واحدة من أسوأ الدول في مجال حرية الصحافة.

وتواجه المؤسّسات الإعلامية في إيران قيوداً صارمة، يتعرّض الصحفيون فيها للمضايقات والاعتقالات التعسفية لمجرد نقلهم الحقائق، وتزداد هذه التحديات مع القمع المستمر للصحفيات اللواتي تواجهن ضغوطات مستمرة.

تركيا

سجلت تركيا تراجعاً بمركز واحد عن تصنيف العام الماضي 2024 عندما احتلت المرتبة 158. وجاءت تركيا في التصنيف الحالي خلف باكستان (158) وتسبق فنزويلا (160) مباشرة. وكشف التقرير أن هناك 21 دولة فقط سجلت وضعاً أسوأ من بينها تركيا فيما يتعلق بحرية الصحافة.

وأبرز التقرير أن حوالي 90% من وسائل الإعلام الوطنية في تركيا تخضع لسيطرة الحكومة. كما أشار إلى أن “أعضاء وقادة حزب الحركة القومية المتطرف، الحليف لحزب العدالة والتنمية الحاكم، لا يترددون في تهديد الصحفيين الذين يجرؤون على تسليط الضوء على قضايا محرجة”.

مقارنة تركيا مع دول مجاورة وأخرى

فيما يتعلق بالدول المجاورة، جاءت اليونان في المرتبة 89، وقبرص الجنوبية في المرتبة 77، وجورجيا في المرتبة 114، وأرمينيا في المرتبة 34، وبلغاريا في المرتبة 70. أما على المستوى العالمي، فقد سبقت تركيا في التصنيف دول مثل باكستان (158) والبحرين (157) والسودان (156) والعراق (155)، بينما جاءت خلفها فنزويلا (160) وكمبوديا (161) والمملكة العربية السعودية (162) وفلسطين (163).

العراق

أكّد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق فاضل الغراوي، اليوم السبت (3 أيار 2025)، أن العالم يشهد تدهوراً غير مسبوق في واقع حرية الصحافة، مشيراً إلى أن مؤشر منظمة “مراسلون بلا حدود” لعام 2025 وضع العراق في المرتبة 155 عالمياً، مسجلاً تقدماً مقارنة بالمرتبة 169 التي احتلها في عام 2024، و172 في عام 2023.

وبيّن الغراوي أن العراق لا يزال يسجل أعلى عدد من الصحفيين الشهداء عالمياً خلال الثلاثين عاماً الماضية، بواقع أكثر من 340 صحفياً من أصل 2660 صحفياً قتلوا عالمياً خلال الفترة ذاتها.

ولفت إلى أن هذا التباين في حرية الصحافة عالمياً وعربياً يعود إلى الرقابة الحكومية، والتشريعات المقيدة، وغياب الاستقلالية الإعلامية، وارتفاع وتيرة الانتهاكات ضد الصحفيين والخوف من الملاحقة.

ودعا الغراوي الحكومة والبرلمان وكافة المؤسّسات المعنية إلى الإسراع بتشريع قانون “حق الحصول على المعلومة” لضمان حرية الوصول إلى المعلومات وتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، مشدداً على أهمية تشريع قانون شامل لحماية الحريات الصحفية وتوفير بيئة قانونية آمنة للصحفيين.

كما طالب بتعزيز الإجراءات الأمنية والقانونية لحماية الإعلاميين، وملاحقة مرتكبي الانتهاكات بحقهم، وإنهاء ظاهرة الإفلات من العقاب، إلى جانب مراجعة التشريعات المقيدة للعمل الصحفي وتعديلها بما ينسجم مع الدستور والمعايير الدولية.

وأكد الغراوي، ضرورة دعم النقابات والمؤسّسات الإعلامية المستقلة، وتوفير برامج تدريبية لتطوير الكفاءة المهنية، مشدداً على أن حماية حرية الصحافة تمثل مسؤولية وطنية تقع على عاتق الدولة لتعزيز الحريات والديمقراطية في العراق.

خريطة العالم تزداد احمراراً عاماً بعد آخر..

ويغطي اللون الأحمر منطقة الشرق الأوسط في الخريطة التوضيحية الموجودة على الموقع الرسمي للمنظمة، إضافة إلى بلدان شمال إفريقيا التي تعتبر الأكثر خطراً على سلامة الصحفيين.

ولا يقتصر القمع التعسفي للصحفيين والخطر المحيق بحياتهم وبطبيعة عملهم على البلدان العربية وبلدان الشرق الأوسط فحسب، بل أظهر التقرير السنوي لمراسلين بلا حدود أن أكثر من نصف سكان العالم ممن يعيشون في 42 دولة تصنف المنظمة أوضاع حرية الصحاتفة فيها بأنها “خطيرة للغاية”، كما جاء في التقرير.

وتقول المنظمة إن عمل الصحفيين في هذه المناطق يواجه “غياب حرية التعبير” حيث تصبح ممارسة الصحافية عملاً محفوفاً بالمخاطر، وسجلت نسب خطيرة في كل من آسيا الوسطى والصين التي شهدت تدهوراً ملحوظاً وأصبحت عند “مستوى قمعي” مع احتلالها المرتبة 178 في القائمة، تليها جارتها كوريا الشمالية التي حلّت في المرتبة 179 قبل أريتيريا التي حلت في المرتبة الأخيرة في أسفل القائمة.

مقالات ذات صلة