العمال الكوردستاني بعد لقاء أردوغان ووفد إمرالي: لن يحضر الصحفيون مراسم إلقاء السلاح لأسباب أمنية!

العمال الكوردستاني بعد لقاء أردوغان ووفد إمرالي: لن يحضر الصحفيون مراسم إلقاء السلاح لأسباب أمنية!

أعلن مكتب الإعلام لمنظومة المجتمع الكوردستاني KCK المظلّة السياسية لهياكل وأذرع حزب العمال الكوردستاني بكك، أن الصحفيين لن يحضروا مراسم إلقاء السلاح الذي سيقيمه الكريلا في محافظة السليمانية بإقليم كوردستان عازياً الأمر لأسباب أمنية.

وقد جاء في بيان مكتب الإعلام أن بعض التغييرات قد حدثت من ناحية التنظيم والتغطية الإعلامية “بسبب الوضع الأمني المتغيّر، تمّ تعديل بعض التفاصيل المتعلقة بالمراسم التي كان من المقرّر تنظيمها في السليمانية في وقت قصير. ستُقام المراسم كما خُطط لها، لكن لن تُبث بشكل مباشر، ولن يُسمح لوسائل الإعلام بالمشاركة. وهذا ما يسبّب لنا أسفاً كبيراً، ونطلب أن يُفهم هذا التغيير الطارئ على أنه إجراء ضروري فرضته الظروف”.

وأضاف البيان “سيتم وضع شاشة قريبة من مكان المراسم، وسيُعرض في نهايتها تسجيل للفعالية. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها إيصال المعلومات إليكم. نعلم أنكم تنتظرون، وقد يكون البعض منكم قرّر عدم المشاركة في المراسم بسبب هذا التغيير الطارئ؛ نحن نتفهم هذا القرار ونحترمه، ونعبر عن أسفنا لهذا الوضع”.

يأتي هذا التطوّر بعد اللقاء الذي أجراه وفد إمرالي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم.

فقد استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفد إمرالي لـ (DEM Partî) ضمّ كلًّا من بروين بولدان ومدحت سنجار. وتصدّر ملف نزع السلاح من جانب الحزب، وسبل دفع العملية نحو الأمام، جدول أعمال اللقاء، الذي تفضله أنقرة تحت شعار “تركيا بلا إرهاب”.

الاجتماع الذي استغرق ساعة واحدة، حظي بمتابعة مكثّفة من وسائل الإعلام التركية. وقالت بروين بولدان، في تصريح للصحفيين بعد اللقاء، إن “هذا الاجتماع تاريخي من وجهة نظرنا، لأن ملف الحلّ السياسي في لحظة حساسة، ويتطلب الحوار والنقاش واللقاءات المباشرة”.

بدوره، أكّد مدحت سنجار، الذي شارك أيضًا في الاجتماع، أن اللقاء كان مهمًا للغاية، موضحًا أن وفد الحزب ناقش مع أردوغان قضية نزع السلاح من قبل حزب العمال الكوردستاني، وآفاق استمرار المحادثات في هذا الاتجاه.

زيارة وفد إمرالي لـ أردوغان جاءت بعد يوم واحد من زيارة الوفد نفسه إلى إيمرالي، حيث التقى مع عبد الله أوجلان، وبحث معه ملف نزع السلاح، وسط أنباء عن اتّفاق مبدئي يقضي بإطلاق أولى خطوات تسليم السلاح في إقليم كوردستان، ضمن مراسم متفق عليها، خلال وقت قريب.

وبعد اللقاء مع أردوغان، أصدر حزب المساواة وديمقراطية الشعوب بيانًا أكّد فيه أن المحادثات ستتواصل بشكل أعمق في المرحلة المقبلة، معتبراً لقاء أردوغان خطوة ضرورية لإحراز تقدّم في الملف، وأن لدى الجانب المقابل إرادة واضحة لمواصلة المسار.

وبحسب المعلومات، فإن لقاء وفد الحزب مع أوجلان استمر ساعتين ونصف، فيما دام اللقاء مع أردوغان ساعة واحدة، وكان الملف الأبرز فيهما هو نزع سلاح حزب العمال الكوردستاني بكك وسبل التوصل إلى حلّ سياسي شامل في تركيا.

وحتى الآن، لم تتّضح شروط حزب العمال الكوردستاني مقابل التخلي عن السلاح، غير أن الإعلام التركي تحدّث عن أن أوجلان نقل عبر وفد الحزب مطالب تتعلّق بتعديلات دستورية، تشمل تغيير قانون السجناء السياسيين، والإفراج عن المرضى من المعتقلين، إضافة إلى تعديل قانون الإرهاب في تركيا.

ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) التركية، فإن مطلبًا خاصًا طُرح بمنح أوجلان ما يعرف بـ«حق الأمل»، وهو حق مكفول في النظام القضائي الأوروبي، وينصّ على إمكانية إعادة النظر بعقوبة السجن المؤبد بعد 25 سنة من تنفيذها، وهو ما قد يتيح لأوجلان فرصة الخروج.

وكان دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية، قد أعلن في وقت سابق عن تأييده منح أوجلان «حق الأمل» بشرط أن يدعو تنظيمه “الإرهابي” إلى حلّ نفسه ونزع سلاحه، حسب قوله.

جديرٌ بالذكر، رفضت الدولة التركية أية شروط في هذه العملية من جانب حزب العمال الكوردستاني بكك، مصرّة على أنه يجب حلّ الحزب وإلقاء السلاح وتسليمه للدولة وإنهاء الكفاح المسلّح دون قيد أو شرط منذ اليوم الأول من العملية، كما رفضت أيضاً إشراك دولة ضامنة على هذه العملية باعتبارها شأناً داخلياً تركياً.

مقالات ذات صلة