في 9 يوليو/ تموز الجاري (2025) نُشر مقطع فيديو لرسالة أوجلان بصدد العملية الجارية في تركيا والموسومة بـ “تركيا خالية من الإرهاب” ومسألة نزع سلاح حزب العمال الكوردستاني بكك. في هذا الفيديو، أكّد أوجلان مجددًا على ضرورة إلقاء حزب العمال الكوردستاني لسلاحه وتسليمه للدولة وحلّ الحزب وفسخه، ورغم الدعاية المستمرة والمتواصلة للأطراف والكيانات المقرّبة والموالية للعمال الكوردستاني بكك لمقطع الفيديو لأوجلان ووصفه بـ “نداء تأريخي من أجل عصر جديد أو حقبة تأريخية جديدة…” لكن لم يكن هناك من جديد يُذكر في الخطاب. الجديد الوحيد في هذا الفيديو هو كشف العديد من أكاذيب ودجل وافتراءات حزب العمال الكوردستاني وأذرعه لا غير، وهذا ما أثار نقاشاً وجدلاً حادين في الأوساط الكوردية.
في اليوم الأول من عودة أوجلان إلى حضن تركيا في 15 فبراير/ شباط 1999، حاول حزب العمال الكوردستاني بكك تصوير أوجلان وإظهاره على أنه “مانديلا الكورد” فبدأت أبواقه الإعلامية بنشر الافتراءات والأكاذيب والأخبار المزيفة حول “عزلة مشدّدة وتجريد على أوجلان وتعذيبه في سجنه” وان “القائد تعرّض للتسمّم!” وغيرها من الادّعاءات وبشكل شبه يومي… ضمن محاولات ومساعي الحزب الرامية للتغطية على حقيقة عودة أوجلان إلى دولته الأم بصفته “مستشاراً للدولة”، ولكن وبعد مرور 26 عاماً وبفيديو واحد فقط انهار صرح الأكاذيب والادّعاءات هذا للحزب وأصبحت كلّ دعاية للعمال الكوردستاني مثل فقاعات وسراب لا أساس لها…
أظهر فيديو أوجلان وبوضوح أن جميع أخبار وادّعاءات حزب العمال الكوردستاني بكك عن عزلة أوجلان وتعذيبه كانت مجرد كذبة لتضليل الرأي العام وجماهير الحزب والشعب الكوردي، والحقيقة أن أوجلان لم يتعرّض قط لأي عزلة أو تجريد، بل كشف مقطع الفيديو هذا أن أوجلان ليس حتّى بسجين في سجون الدولة! بل هو بمثابة “مستشار” للدولة منذ عودته عام 1999، وجميع اللقاءات ومذكرات أوجلان المكتوبة التي باستطاعتنا الحصول عليها تشير إلى أنه كان يشير الدولة في العديد من القضايا والمسائل كـ “الدول الغربية تريد بناء دولة كوردية مركزية في أربيل، وتريد أوروبا أن يصبح الكورد أقوياء، عليكم كأتراك أن تسعوا لاحتواء الكورد آنذاك ستتحكّمون العالم، القومية-الوطنية الكوردية خطيرة؛ إنهم يريدون تقليص تركيا وتصغيرها وتغيير حدودها، لو وظّفتني الدولة سأعرقل وأعيق هذه المساعي وأفشلها…”، فكان يحذّر الدولة التركية من هواجسه ومخاوفه التي تهدّده شخصياً، وأما مسألة التجريد أو العزلة المفروضة على أوجلان فهي مجرّد غطاء للتغطية على مسالة مستشاريته للدولة التركية، وتقديمه كزعيم مغدور للكورد عند الضرورة والحاجة.
وهذا ما تمّ بالفعل، فقد استطاعت كلّ من تركيا وحزب العمال الكوردستاني ووفق مخطّط مغزٍ ومؤامرة خبيثة تقديم أوجلان كشخص مغدور مضطهد للكورد، وكذلك مصدر فخر في نظر الكورد للقيام بكلّ ما يريده الأتراك من خلاله.
فقد سعى حزب العمال الكوردستاني من خلال ماكينته الإعلامية الضخمة وصحافته الجبارة والمدعومة تركياً إلى إغماض أعين أنصاره ومريديه عن الحقيقة، وتضليل الشعب الكوردي عمومًا وأنصاره وأتباعه خصوصًا من وراء نشر أخبار كاذبة يوميًا، وقد تمّكن حزب العمال الكوردستاني بكك من تحقيق نجاح باهر في إيهامه الشعب وخداعه له بطريقة ما حول جميع مواقف زعيمه المعادية لكوردستان والمندرجة في خانة خدمة ومصلحة دولة الاحتلال التركي، فجعلهم يؤمنون بأن “أوجلان” يُمارس السياسة بكلامه ويحمي الكورد… لكن الحقيقة كانت خلاف ذلك بالتمام، فـ أوجلان فضلاً عن عدم دفاعه عن الكورد وحمايتهم لهذا الشعب جعلهم ضحايا وقرابين في سبيل ألّا تُمسّ حدود الدولة التركية!
وكما هو واضح، فقد منحت تركيا لحزب العمال الكردستاني دور “الفرسان الحميدية” وتريد توسيع حدود تركيا من خلال أوجلان وحزب العمال الكوردستاني، كما أُدرج في الميثاق الوطني-ميساق مللي.
ما نريد قوله هو أنه كما ترون بوضوح في الفيديو، فمن مظهر أوجلان نفسه يتّضح أنه لم يتعرّض للتعذيب أو للعزلة والتجريد أبدًا، بل كان دائمًا موضع احترام وترحيب كضيف شرف في إمرالي لخدماته الاستشارية للدولة. وتمّ تقديم الخدمات له بشكل جيد. لهذا نرى كرشه متدلّى ووجهه مشرقاً! وإذا لم يكن كذلك، فلماذا سمن إلى هذا الحد؟! ولماذا لم يسمن أحد السجناء الآخرين في سجن آمد مثل أوجلان؟!!
مسألة سمنة أوجلان وكرشه أصبحت حديث الساعة وموضوعاً ساخناً على وسائل التواصل الاجتماعي، وسخر منه الكثيرون وانتقدوه. ولكن، سمنة أوجلان وانتفاخ بطنه ليس فقط بسبب الخدمة الجيدة التي تلقاها من الدولة التركية في إمرالي… بل لأن أوجلان أصبح حبلى-حامل بـ “تركيا الجديدة التي تضمّ عموم حدود الميثاق الوطني-ميساق ملي لتركيا!”.