كما هو معروف، زار الوفد المعروف إعلامياً بـ “وفد إمرالي” لـ حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) سجن إمرالي (في 25 أبريل نيسان 2025) للقاء زعيم حزب العمال الكوردستاني بكك المسجون، عبد الله أوجلان. خلال اللقاء، ناقش أوجلان والوفد العديد من القضايا، بما في ذلك الحالة الصحية لـ (سري سريا أوندر- عضو وفد إمرالي وعضو حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) ونائب رئيس الكتلة البرلمانية لـ (DEM Partî) ونائب رئيس البرلمان التركي)، وقد نُشر قسم من فحوى ومضمون هذا اللقاء على وسائل الإعلام لكن بقي معظمه طيّ الكتمان، لذلك، تواصل موقع “داركا مازي” مع أحد أعضاء الوفد للحصول على مضمون وفحوى اللقاء كاملاً (اللقاء الكامل) بين الوفد وأوجلان. وقد استطاع بالفعل الحصول على اللقاء الكامل الذي دار خلال الزيارة، وسننشر فحوى اللقاء كاملاً كما هو.
يقول عضو وفد إمرالي لـ حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) هذا: “بعد تفتيش روتيني خارج السجن-أمام باب السجن، توجّهنا إلى مكتب مدير السجن. بعد خمس دقائق، توجّهنا إلى قاعة اللقاء-الاجتماع، عندما وصلنا لم يكن القائد “أوجلان” قد حضر بعد. وكان عادةً ما يسبقنا القائد في الحضور إلى القاعة ويستقبلنا ويرحّب بنا، لكن هذه المرة لم يكن الأمر كذلك. بعد قليل من دخولنا القاعة، جاء القائد وبعد السؤال عن أحوالنا جلس مكانه.
ويواصل عضو وفد (DEM Partî) -الذي طلب عدم الكشف عن اسمه- يواصل كلامه قائلاً: إنه “بعد وصول القائد أوجلان، بدأ حوارنا، وكان الحوار كالتالي:
القائد: ناضلنا وعملنا مع سري سريا أوندر مدّة 12 عامًا. أيا تُرى هل سينجو ويبقى حياً؟
بروين بولدان: إن شاء الله.
القائد: كيف هي حالته الآن؟
بروين بولدان: حالته لم تتغير. هناك خطر على حياته، يقول الأطباء إنه لم يعد يعاني من مشاكل قلبية عديدة، لكن لا يمكننا الجزم بأي شيء عن دماغه-حالته العصبية، تمّ نقله إلى المستشفى على وجه السرعة وخضع لعملية جراحية طارئة..
القائد: ذكرتُ شكوكًا. تتزامن هذه الحادثة مع ذكرى حادثة أوزال. توفي أوزال بسب قلبه أيضاً، وغاية الغرابة في الأمر أن حالتي كلاهما متشابهة تماماً، هل كان معكم آنذاك؟
بولدان: في ذلك الوقت كان قد ذهب لزيارة دوغو برينجك، وعاد بعدها إلى المنزل مع صديق له، كان أحد أصدقائه معه في المنزل عندما تدهورت حالته الصحية فجأة، وهو من طلب من صديقه بنفسه الاتصال بالإسعاف-الطوارئ على الرقم 155.
القائد: لو تأخّر عشر دقائق، لكان قد مات وفقد الحياة. مثل حادثة تورغوت أوزال. وهذا موضع تساءل وشكّ بالنسبة لي، أريد أن أعرف إن كانت أجزاء أخرى من جسده قد تضرّرت؟ وهل هناك علاقة بين هذا وتضرّر أعضاء أخرى من جسده أم لا؟
بروين بولدان: لا يا سيدي، لقد بحثوا عن تسمّمه في فحص الدم الأول، ولكن لا شيء من هذا القبيل.
القائد: هل كان يعاني قبل ذلك من أزمة قلبية؟
بروين بولدان: لا، لكنه كان يعاني من مشكلة في الشريان الأورطي، كان الشريان قد تمدّد-تضخّم.
القائد: كانت السلطات-المسؤولون على علم بذلك. ماذا عسانا أن نقول؟ كنتُ أرغب بشدة في التحدث إليه. كان مرضه مبكرًا. المشكلة هنا هي أن وقتكم وشروطكم وظروفكم وفرصكم محدودة للغاية-أو لم تبق، لم نتمكّن من التحدث كما نشاء ونرغب، سرّ أهمية سري سريا يكمن في كونه تركمانيًا وشخصيةً طيبة للغاية، وبنضاله وعمله ترك أثرًا طيبًا في المجتمع، كان قد كسر المخاوف-حواجز الخوف في المجتمع وفي البرلمان. ما نتحدّث عنه عن تراث-ثقافة الأناضول هو هذا، هذا هو السلام فحسب. امتزجت في شخصيته تراث الأناضول وثقافتها بالثقافة التركمانية. كان شخصيةً فذة. نشأ في ثقافة بابا إسحاق. هذا هو الجوهر الحقيقي للتركمان. الهوية الفضلى للسلام، ثقافة السلام الأفضل ضدّ ثقافة صنع العداء-أو خلق العداوة بالقوة والقومية العصبية، السبب الرئيسي الذي دفعني للقول بأنه يجب التحقيق في هذه الحادثة هو أنني أرى أن الكثيرين يأتون إليه ويحترمونه، ويحترمون جهوده وسعيه الدؤوب في تحقيق مساعيه من أجل السلام، وهذا فقط ما آمله أنا، هل يمكنكم نقل رسالتي إليه كتابيًا أو شفويًا؟
بروين بولدان: لا يا سيادة القائد، ما زال في غيبوبة-فاقداً للوعي، عندما يستعيد وعيه سننقل له رسالتك.
القائد: حسنًا، فهمت.
بروين بولدان: قمنا بزيارة رئيس الجمهورية، ذهبنا أنا وسري سريا معاً والتقينا برئيس الجمهورية، كان اجتماعًا جيدًا للغاية، ونقلنا رسائلكم. تحدثنا عن “حقّ الأمل” ووضع السجناء المرضى، وتعديلات قانون العقوبات، والعديد من القضايا الأخرى، كان موقفه إيجابياً وجيداً للغاية، أكّد على دعمه للعملية، استمع بدقة وعناية إلى كلامنا وأمر أفكان آلا وإبراهيم كالن بإعداد تقرير موسّع وشامل عن لقاءاتنا واجتماعاتنا، وأكّد أن حوارنا سيستمر لحلّ المشاكل والقضايا، وأنهم سيتّخذون خطوات أسرع بعد المؤتمر.
القائد: الطريق مفتوح سالك، وكذلك يد أردوغان ممدودة ومبسوطة. وهذا هو توقعي. كان أوزال أيضاً كذلك. كان رئيساً للجمهورية، عندما يقول رئيس الجمهورية شيئاً كهذا يقوم الذين يعملون باسم الدولة بتأجيج القتال والصراع وإشعاله أكثر، هل يجوز شيء من هذا القبيل؟ يجب أن تكون جادًا ومصمّماً، لا توجد عقبات أمام رئيس الدولة، يجب أن تكون لديكم خبرة عملية، المبرّرات-الذرائع مثل مشاكل تكنيكية ومسائل فنية ليست محلّ قبول على الإطلاق، أنا معارض وأحترمه. فكيف أنتم كدولة لا تحترمون الرئيس؟
«بما أن هذا اللقاء-الاجتماع طويل للغاية، فسنشارككم جزءًا آخر من الحوار بين وفد إمرالي وأوجلان في مقال آخر».