كشف مصدر حكومي عراقي، اليوم الأحد 17 أغسطس/ آب 2025 عن بدء عملية الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من بغداد إلى عاصمة إقليم كوردستان/ أربيل مطلع شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.
وأفاد المصدر الحكومي في تصريح خاص لقناة ‹الجزيرة› بأن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتّحدة الأمريكية سيبدأ بسحب قواته من قاعدة عين الأسد الجوية ومطار بغداد الدولي ومقرّ قيادة العمليات المشتركة، متجهاً نحو أربيل.
وأضاف المصدر بأن عملية انسحاب قوات التحالف ستتمّ في سبتمبر القادم تنفيذاً للاتفاق المبرم بين بغداد وواشنطن، موضّحاً أن المدرّبين العسكريين سيظلون في البلاد، لكن وجودهم لا يرتبط بقوات التحالف الدولي.
وتأتي هذه المعلومات متوافقة مع تقارير سابقة نشرتها صحيفتا ‹العربي الجديد› و‹الشرق الأوسط› حول بدء عملية سحب المعدات العسكرية الأمريكية من قاعدة عين الأسد غرب العراق، تنفيذاً للاتفاق العراقي-الأمريكي الذي ينصّ على إنهاء مهمة التحالف الدولي بحلول سبتمبر 2025، بينما ستستمر القوات في التواجد بأربيل وإقليم كوردستان حتى سبتمبر 2026.
ويجري هذا التطور في وقت يشهد فيه مشروع قانون الحشد الشعبي جدلاً واسعاً في البرلمان العراقي، حيث بذلت محاولات لإقراره دون نجاح حتى الآن، فيما تواصل الولايات المتّحدة الضغط على الحكومة العراقية للمطالبة بإنهاء أنشطة بعض المجموعات المسلحة.
وكانت مصادر سياسية وحكومية عراقية قد كشفت أن الإدارة الأميركية أخطرت حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بقرب بدء عملية سحب المئات من الجنود والعسكريين الأميركيين الموجودين في قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار غربي البلاد، لأسباب تتعلّق بالاتفاق العراقي الأميركي المتضمن انسحاباً تدريجياً للقوات الأميركية العاملة تحت غطاء التحالف الدولي للحرب على تنظيم داعش منذ العام 2014. غير أن مصادر أخرى تحدّثت عن “استياء” أميركي من عدم التزام الحكومة العراقية بالتفاهمات والاتفاقات مع الإدارة الأميركية.
ووفقاً لتلك المصادر فإن “مستشاراً بارزا بالحكومة العراقية زار واشنطن مؤخّراً، واجتمع مع مسؤولين أميركيين وأبلغوه أن الحكومة العراقية لم تف بالالتزامات تجاه حصر سلاح الفصائل ومنع تمكينها، بالإضافة إلى عدم التمكّن من إنهاء الاعتماد على الغاز الإيراني، ومنع الهجمات الصاروخية على مناطق إقليم كوردستان، ناهيك عن الفشل بتحرير المختطفة الروسية الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف”.
وأضافت المصادر أن “المسؤولين الأميركيين أبلغوا المستشار العراقي بأن على رئيس الحكومة سحب مشروع قانون “الحشد الشعبي” من البرلمان، لكن المستشار أبلغهم بصعوبة هذا الأمر لأن مشروع القانون تمّت قراءته لمرتين، ولم يعد هناك إمكانية لسحبه من مجلس النواب” موضّحة أن “إدارة واشنطن ترى بأن إجراءات السوداني تجاه الفصائل المسلّحة غير كافية”.
ولفتت المصادر إلى أن قرار سحب جزء من القوات الأميركية يأتي خلافاً للجدول الزمني الذي كان معتمداً سابقاً بين بغداد وواشنطن بشأن الانسحاب التدريجي، وكان من المفترض أن يجري بعد إجراء الانتخابات البرلمانية المقرّرة في نوفمبر/ تشرين الثاني (المقبل) ما يعني أنه ردّ انفعالي من الإدارة الأميركية متوقعة أن يبدأ الانسحاب من قاعدة عين الأسد الشهر المقبل.