بعد 140 يومًا من إعلانه حلّ نفسه… العمال الكوردستاني يؤجّج النيران في قلوب 156 عائلة كوردية بنبأ مقتل فلذة كبدها!

في الـ 27 فبراير/ شباط، أصدر زعيم حزب العمال الكوردستاني بكك، عبد الله أوجلان بيانًا دعا فيه تنظيمه العمال الكوردستاني بكك إلى حلّ نفسه وفسخ تنظيماته، فيما لبّى الحزب لدعوة زعيمه وأعلن فسخ نفسه وإنهاء كفاحه المسلّح في بيان صدر في شهر أيار/ مايو. منذ إعدادنا لهذا الفيديو، مرّ 140 يومًا على حلّ حزب العمال الكوردستاني بكك نفسَه، شهدت هذه الأيام الـ 140 أحداثًا مثيرة في المنطقة والشرق الأوسط، من أحداث غزّة وأوكرانيا وإدراج ميليشيات الحشد الشعبي على لوائح الإرهاب، والقفزة النوعية لارتفاع سعر الذهب… وغيرها. إلا أنه كانت هناك مشكلة أخرى: ألا وهو حرق قلوب 156 عائلة كوردية.

أين؟ في كوردستان.

كيف؟ وصلت أخبار مقتل 156 شاب كوردي لعوائلهم.

من هم هؤلاء الأطفال؟ كانوا شباب الكورد الذين أخفى حزب العمال الكوردستاني بكك موتهم لسنوات.

ها قد مرّ 140 يوماً على حلّ حزب العمال الكوردستاني. وتمّ الإعلان عن فقدان 156 شخصًا لحياتهم خلال هذه الأيام الـ 140 الماضية في رفوف قوات الدفاع الشعبي (HPG). هذا الرقم لا يشمل من فقدوا أرواحهم في روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا، شنگال-سنجار، ومخمور، وفي رفوف حزب الحياة الحرة الكوردستاني (PJAK). كما لم يشمل كبار مسؤولي الحزب أمثال علي حيدر كايتان ورضا ألتون، ونور الدين صوفي. أي أن القائمة أطول بكثير حقّاً. يمكننا تلخيص بيانات قوات الدفاع الشعبي (HPG) على النحو التالي:

أصدرت قوات الدفاع الشعبي 53 بيانًا حول مقاتليها الذين فقدوا حياتهم خلال هذه الأيام الـ 140.

وفقًا للتقارير، بلغ إجمالي عدد القتلى 156 شخصًا.

من بينهم 51 امرأة و105 رجال.

16 منهم قضوا حياتهم في باكور كوردستان-كوردستان تركيا، أما (المئة والأربعين) الـ 140 شخصًا المتبقين فقد فقدوا حياتهم على أراضي إقليم كوردستان الخاضعة لسيطرة حزب العمال الكوردستاني بكك.

14 من الأسماء المعلنة كانوا كبار مسؤولي الحزب (أسماؤهم موجودة وتمّ الإعلان عنها).

نعم، خلال هذه الأيام الـ 140 ناقش الكورد العديد من القضايا، لكنهم لم يتحدّثوا قطّ بشأن مقتل هؤلاء الأطفال والشباب الـ 156. لم يتحدّث أحدٌ أو يتساءل: لمَ قُتل هؤلاء؟! ولماذا أُخفي نبأ مقتلهم؟! ولماذا تمّ الإعلان عنهم الآن…؟ وكأنهم ملكٌ لحزب العمال الكوردستاني، فلا أحد يسأل!

70% من هؤلاء الـ 156 شخصا الذين أعلن حزب العمال الكوردستاني بكك عن مقتلهم قُتلوا قبل عام 2023، بعضهم قضوا حياتهم عامي 2016-2017، أي أن بعض هذه الوفيات تمّ إخفاؤها لمدة تسع سنوات! لماذا؟

ومع ذلك، تكشف الدولة التركية عن أسمائهم وصورهم عند ارتكاب جرائم القتل. على سبيل المثال، أعلنت الدولة التركية مقتل روهات روفر (آزاد أكينجي) في عام 2024، تمّ الكشف عن اسم وصورة ومهمة ومنصب روهات، لكن حزب العمال الكوردستاني أعلن ذلك بعد عام ونصف فقط… لماذا؟

كذلك، أعلنت الدولة التركية أيضًا عن مقتل أمينة أرجيس (نازل تاشپنار) عام 2021، مع تحديد موقع استهدافها، إلا أن حزب العمال الكوردستاني بكك أخفى ذلك طيلة 4 أعوام، وبعدما أعلن حلّ نفسه عام 2025 ها هو يُشيد بأمينة أرجييس بشكل شبه يومي.

فإذا كانت الدولة على علم وحزب العمال الكوردستاني يعلم، وكوادر الحزب يعلمون. فلماذا تُخفى وفاة هؤلاء الشباب عن عوائلهم؟! ولماذا تُخفى عن الرأي العام؟ ولماذا يخفي حزب العمال الكوردستاني هذه الوفيات عن جماهيره وأنصاره؟! في الحقيقة نتساءل: هل يقدّم حزب العمال الكوردستاني بكك معلومات دقيقة أم لا حول أسباب وأماكن الوفيات؟ هذا أيضاً ليس مؤكّداً بل موضع شكّ.

بين عامي 2017 و2024، عندما مُني حزب العمال الكوردستاني بهزيمة عسكرية مدوية، أخفى خسائره لإخفاء هزيمته وانتكاسته.

والآن، يكشف حزب العمال الكوردستاني أسماء الشباب القتلى يوميًا. يستخدم الحزب جثث هؤلاء الشباب لمواجهة ردود أفعال الشعب الكوردي الغاضبة تجاه عملية إلقاء السلاح العقيمة والفاشلة التي أعلنها عبد الله أوجلان. كلّ يوم، أول خبرٍ تنشره وسائل إعلام العمال الكوردستاني يزرع اليأس والإحباط لدى المرء، بيانات قوات الدفاع الشعبي المنشورة حول جثث هؤلاء الشباب الموتى، تُنشر صور فتيات جميلات والقصائد التي يقرأنها والأناشيد التي ينشدنها قبل وفاتهن، يسعى العمال الكوردستاني إلى منع انتقادات الشعب وردع ردود أفعالهم، في الوقت نفسه، يسعى إلى تجنب إثارة عاطفة وأحاسيس الشعب الكوردي للسيطرة عليه والتحكّم به.

وهذا ما يُسمّى بسياسة الجنائز-الجثث.

والحقيقة هي أن حزب العمال الكوردستاني لا يستخدم الشباب لإبقائهم على قيد الحياة، بل لممارسة السياسة بدمائهم والمتاجرة بجثثهم، كلّ شاب يموت هو مجرّد رقم في نظرهم، وأداة دعائية إعلامية، لا معنى ولا قيمة لحياتهم لها لدى حزب العمال الكوردستاني. في الوقت الذي تتجسّد حياة ذاك الطفل روح أمه وأمل أبيه. وهذه هي الخيانة الحقيقية والعظمى.

يجب على الشعب الكوردي وعوائل هؤلاء الأطفال أن يحاسبوا العمال الكوردستاني بكك ويطالبوه بالكشف عن مصير أطفالهم ومكانهم…

هناك آلاف الأسماء التي لم يكشف عنها حزب العمال الكوردستاني منذ تسعينيات القرن الماضي، ولا يزال مصيرهم مجهولاً. كذلك أُخفيت أسماء أكثر من ألف شاب فقدوا حياتهم منذ ما يسمّى بقفزة شمزينان عام 2013، ليس من المفروض أو الضروري إحراق قلب عائلة كوردية بشكل شبه يومي، فما دام حزب العمال الكوردستاني قد حلّ نفسه، فعليه الكشف عن جميع أسماء من فقدوا أرواحهم دفعةً واحدة. وكواجب أخلاقي وإنساني عليه نبذ سياسة الدماء والجثث وإنهاؤها.

ولكن وللأسف الشديد، سوف نرى ونسمع لأعوام عديدة قادمة أسماء من أخفى حزب العمال الكوردستاني موتهم…

مقالات ذات صلة