كشفت مصادر كوردية مطلعة، اليوم الأربعاء 8 تشرين الأول 2025، أن اللقاء الذي جرى في العاصمة السورية-دمشق بين وفد من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والقيادة السورية المؤقتة بحضور المبعوث الأمريكي توم باراك، تمحور في جانب أساسي منه حول القضية الكوردية ومستقبلها الدستوري والسياسي في البلاد.
وبحسب هذه المصادر، ناقش الجانبان إعادة النظر في الإعلان الدستوري بما يضمن الاعتراف بالخصوصية الكوردية من خلال تثبيت اللغة الكوردية كلغة معترف بها إلى جانب العربية، وضمان الحقوق الثقافية والاجتماعية والسياسية للكورد، إلى جانب تسهيل إعادة الجنسية للمواطنين الكورد الذين فقدوها نتيجة إحصاء عام 1962، بمن فيهم مكتومو القيد.
كما أكّدت المصادر نفسها أن مطلب الحكم الذاتي ما يزال مطروحاً للنقاش ضمن الأجندة المشتركة، إلى حين التوصّل إلى تفاهم شامل حول صلاحياته وإطاره الإداري.
أما على الصعيد الميداني، فقد أسفر اللقاء عن اتّفاق فوري لوقف شامل لإطلاق النار على جميع محاور التماس، وإعادة فتح المعابر بين مناطق شرق الفرات والداخل السوري.
كما تمّ الاتّفاق على تفعيل اتّفاق العاشر من آذار بين عبدي والشرع، حيث ستباشر اللجان المختصّة قريباً مناقشة آليات التنفيذ.
وتضمّنت التفاهمات أيضاً ترتيبات تخصّ إدارة المؤسّسات، بحيث تكون الدوائر السيادية مثل المعابر والمطارات والجوازات والنفوس والمحاكم والمالية تحت إدارة الحكومة السورية، بينما تظلّ الخدمات المحلية كالبلديات والمياه والكهرباء ضمن إدارة محلية.
وفي الملف العسكري والأمني، من المقرّر أن تبدأ اللجنة العسكرية بمناقشة خطوات دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن هيكل الجيش السوري تحت مسمى جديد، على أن يتولّى أحد قياداتها (الجنرال مظلوم عبدي) قيادة الفيلق الجديد المخصّص لحماية منطقة شرق الفرات ومكافحة الإرهاب.
كما ستنضم قوى الأمن الداخلي (الآسايش) إلى وزارة الداخلية مع الاحتفاظ بدورها في حفظ الأمن بالمناطق الشرقية.
أمّا في مجال الموارد الطبيعية، فستدار الثروات الباطنية كالنفط والغاز من قبل الدولة، مع تخصيص نسبة من العائدات لتطوير منطقة شرق الفرات. وتستمر الإدارة الذاتية في أداء مهامها ريثما تُستكمل النقاشات حول التفاصيل الإدارية المتبقية.