استمرار نهب الزيتون في عفرين خلال موسم القطاف وسط فرض إتاوات وابتزاز المزارعين الكورد من قبل الميليشيات المسلّحة…

أكّدت مصادر محلية من مختلف نواحي منطقة عفرين المحتلة أن موسم قطاف الزيتون هناك، يواجه مخاطر النهب والسرقة التي تمارسها الفصائل والميليشيات السورية المسلّحة الموالية لأنقرة والمستوطنون من العرب الباقين هناك أو العائدين مع الفصائل إلى هناك.
وكشف تقرير لمنظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” عن استمرار عمليات النهب والابتزاز التي تمارسها فصائل مسلّحة بحقّ سكان منطقة عفرين، في روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا خصوصًا مزارعي الزيتون وأصحاب منشآت العصر، منذ العملية العسكرية الموسومة بـ “غصن الزيتون” ما شكّل عبئًا ماديًا ومعنويًا كبيرًا على الأهالي.
وجاء في تقرير المنظمة أن “39 شاهداً من المزارعين ومالكي الأراضي، جميعهم من الكورد، أكّدوا فرض إتاوات متفاوتة بحسب الفصيل المسيطر والقرية، شملت مراحل صناعة الزيتون كلها”.
وأوضح أن “الفصائل المسؤولة عن هذه الانتهاكات تضمّ “العمشات، والحمزات، والسلطان مراد، والمنتصر بالله، والمعتصم بالله، والفرقة التاسعة، وفيلق الشام، والفصيل 51 التابع للجبهة الشامية” وأن رفض دفع الإتاوات يعرّض المزارعين للضرب، والاعتقال، ومصادرة ممتلكاتهم، وأحيانًا لقطع أشجار الزيتون الخاصة بهم”.
وشدّد التقرير على “حقّ الضحايا في المطالبة بتعويضات عادلة” داعيًا إلى “حماية حقوق المزارعين من الفصائل المسلّحة التي لا تزال تحتفظ بسيطرتها على مناطق واسعة في عفرين، رغم إعلان اندماجها في وزارة الدفاع السورية” محملًا “الجهات الرسمية مسؤولية توفير الحماية القانونية والمعيشية للسكان”.
وأكّد نشطاء وحقوقيون عاملون في مجال حقوق الإنسان، الخميس (16 تشرين الأول 2025) أنّ “ما يشاع عن تحسّن الأوضاع في نواحي منطقة عفرين، بعيد عن الصحة، لأن الانتهاكات لا تزال مستمرة، ولا يزال مسلّحو الفصائل يجبرون المزارعين على دفع الإتاوات ويستولون على جزء من المحاصيل ويمارسون المضايقات للعائدين من مناطق النزوح إلى ديارهم، ويسمحون لبعض العرب المستوطنين هناك بأن ينهبوا المحاصيل”.
وفي السياق ذاته، أشاروا إلى أن “بعض عناصر الفصائل المسلّحة عادوا مع عوائلهم إلى منطقة عفرين، بعد أن ادّعوا سابقاً أنهم غادروها، حيث بدأوا مجدّداً بنهب موسم الزيتون في الأراضي والقرى، دون رادع”.
وأفادوا أن “اللجنة الاقتصادية التي شكّلتها إدارة منطقة عفرين، هي أيضاً أداة لنهب محاصيل الزيتون في الموسم الحالي، ولا تختلف ممارساتها عمّا كانت عليها ممارسات اقتصاديات الفصائل في السنوات السابقة” وذلك “في ظلّ حرمان العائدين الجدد إلى ديارهم وقراهم بعد سقوط النظام السوري في (8 كانون الأول 2024) من محاصيلهم ومنازلهم وممتلكاتهم والسماح للمستوطنين والمسلّحين بالسرقات أمام أعين أصحابها، دون أن تحرك قوات الأمن العام ساكناً”.
وأوردوا أمثلة عن تلك الانتهاكات التي لا يجرؤ المقيمون بعفرين على التصريح بها علناً: “ناشد عدد من أهالي قرى الميدانيات السبعة بناحية راجو، يوم الأربعاء (15 تشرين الأول 2025) المنظمات الحقوقية بإيصال معاناتهم إلى الجهات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، إذ عاد خلال الأيام القليلة الماضية كلّ من (أبو زيد، وأبو قصي، وأبو عمر) وهم من عناصر فصيل (فيلق الشام)، للاستيلاء على محاصيل وحقول الأهالي”.
وأشاروا أيضاً إلى “أن الأهالي ينتظرون مدة عامين لجني الثمار بعد خدمة الحقل من الكسح والحراثة وتكبّد المصاريف الباهظة في ظلّ الظروف المعيشية الصعبة، إلا أن الفصائل المسلّحة لا تزال تمارس انتهاكاتها في نهب المحاصيل، وأن مسلّحي فصيل (فيلق الشام) بقيادة صليل الخالدي، ومنهم (أبو زيد، وأبو قصي) طردا صاحب كرم الزيتون (صلاح رشيد) الملقب بعائلة (كيزة) في قرية سيمالا التابعة لناحية راجو، وبقوة السلاح، استوليا على محصول الزيتون أمام أعين أصحابه”.