العراق يواصل بناء الجدار الكونكريتي على الحدود مع سوريا منذ عامين…

في خطوة تُعتبر استراتيجية هامة، أنشأ العراق أول معمل لتصنيع الجدران الكونكريتية العسكرية في قضاء ربيعة التابع لمحافظة نينوى، وذلك بهدف تعزيز تأمين حدوده مع سوريا.
ووفقاً لسكان وأهالي شنگال-سنجار الذين عاشوا المعاناة القاسية والآلام التي تعرّضوا لها على أيدي تنظيم داعش الإرهابي الذين اجتازوا الحدود السورية ودخلوا مناطقهم. فهم يشعرون براحة أكبر لما توفره هذه الجدران من أمان، ممّا يسهم في غلق الطريق أمام المتسلّلين ويزيد من سعادتهم.
ويمتلك العراق حدوداً بطول 620 كيلومتراً مع سوريا، وقد بدأ منذ عامين في بناء جدار كونكريتي بارتفاع ثلاثة أمتار، وقد تمّ تشييده بالكامل من ناحية ربيعة وحتى قرب القائم. وتخطّط الحكومة العراقية لمواصلة العمل دون توقف حتى إكمال بناء الجدار الخرساني على كامل الحدود مع إقليم كوردستان المتاخمة لـ روجآفا كوردستان وسوريا.
ويقول اللواء ياسر حسن التميمي، قائد الفرقة السادسة من قوات الحدود العراقية، إن “طول الجدار في محافظة نينوى يبلغ 250 كيلومتراً، ويستمر في قاطعهم داخل المحافظة. بعد الجدار، هناك أيضاً الخندق الشقي وجدار الأسلاك، بالإضافة إلى ساتر حدودي، ممّا يشكل منظومة دفاعية متكاملة. كما يحتوي الجدار على أبواب لمراقبة المرافق الدفاعية، التي تشمل الخندق والساتر الحدودي”.
إلى جانب الجدار، تخضع كافة الحدود العراقية-السورية للمراقبة عبر كاميرات حديثة ومتطورة، كما يؤكّد ضابط في قوات الحدود، ثابت علي: “قمنا بتشغيل منظومة مراقبة للحدود العراقية السورية باستخدام كاميرات متطورة تعمل ليلاً ونهاراً، وتتمتع بخصائص حرارية تدور على مدار 24 ساعة”.
الجدير بالذكر أن الحدود السورية العراقية كانت موجودة منذ أكثر من 100 عام، لكن هذه هي المرة الأولى التي يعمل فيها العراق بشكل جاد على إحكام السيطرة على حدوده مع سوريا. وقد استفاد العراق من تجربة تركيا في بناء الجدران الحدودية، حيث كانت الولايات المتّحدة حريصة على إنشاء هذا الجدار الخرساني لحماية العراق من التهديدات التي كانت تتسلّل عبر الحدود في السابق.