وهل هناك گريلا في باكور كوردستان حتى تقرّروا سحبهم؟!

وهل هناك گريلا في باكور كوردستان حتى تقرّروا سحبهم؟!

في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، أعلن حزب العمال الكوردستاني بكك أنه سيسحب جميع قواته المسلّحة من تركيا إلى إقليم كوردستان، يأتي ذلك في وقت لا يملك فيه الحزب أي قوات تُذكر في تركيا، وما هو موجود هناك هو بعض فرق الگريلا المتنقّلة المكونة من ثلاثة أفراد ولا تنفذ أي عمليات.

وكان وزير الداخلية التركي السابق، سليمان صويلو، قد صرّح في 9 مارس/ آذار 2021 أن عدد مقاتلي حزب العمال الكوردستاني في تركيا انخفض بنسبة 83%، ممّا يعني أن حزب العمال الكوردستاني بكك قد حوّل أراضي إقليم كوردستان إلى ساحة حربه مع تركيا.

وأضاف صويلو: “لم يتبقَّ لحزب العمال الكوردستاني سوى ما يقرب من 300 مقاتل في تركيا”.

هذه الإحصائيات والأرقام لم تُنشر من قبل تركيا فحسب، بل نشر مركز (ACLED– بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة، وهو مؤسّسة أمريكية غير حكومية وجهة رصد عالمية مستقلة ومحايدة تجمع البيانات المتعلقة بالصراعات والاحتجاجات، وتحلّلها، وترسم خرائط لها) نشر تقريراً في عام 2020 كشف فيه أن نسبة 77% من الصراع والحرب والمعارك الدائرة بين الدولة التركية وحزب العمال الكوردستاني بكك تدور على أراضي جنوب كوردستان.

وأكّدت الوكالة الأمريكية آنذاك أن حزب العمال الكوردستاني لم ينفّذ أي أنشطة تُذكر في باكور كوردستان-كوردستان تركيا.

وهل هناك گريلا في باكور كوردستان حتى تقرّروا سحبهم؟!

إذن… ماذا سيحدث بانسحاب هذا العدد القليل من الگريلا؟

منذ عام 2012، حوّل حزب العمال الكوردستاني إقليم كوردستان بسمائه وأرضه وبشكل ممنهج ومنسّق مع الدولة العميقة في تركيا، حوّله إلى ساحة حرب لمعاركه الشكلية وصراعه الزائف مع تركيا، وحوّل العديد من المناطق الجديدة بمرور الوقت وبشكلٍ تدريجي إلى مناطق محظورة. الحصيلة كانت أن حزب العمال الكوردستاني اقترب كثيراً من القرى، كما وأنشأت تركيا قواعدها وثكناتها العسكرية وعزّزت تواجدها في تلك المناطق بذريعة ملاحقة مقاتلي حزب العمال الكوردستاني.

العملية التي بدأت في 27 شباط بدعوة من أوجلان استجابة وخضوعاً لنداء دولت باخجلي، لم ولن تصبّ إلا في مصلحة تركيا، بدءاً من حلّ حزب العمال الكوردستاني ونزع سلاحه والخطوة المتّخذة أخيراً ألا وهي سحب الگريلا من تركيا.

أوجلان جعل تركيا بلا إرهاب!

بقرار سحب جميع قواته هذا، أوفى أوجلان ببنود “مشروع السلام” الذي تسميه تركيا “تركيا بلا إرهاب”، حيث أفرغ تركيا من مجاميع وفرق الگريلا، ومن المتوقّع أن تنعم تركيا بجوٍّ من الأمان والاستقرار يفتح الباب على مصراعيه أمام ازدهار وتطوّر السياحة والاقتصاد والزراعة…

لكن، وبينما في إقليم كوردستان، حيث ينتظر الناس على جمر آملين راجين رحيل ومغادرة حزب العمال الكوردستاني منذ عقود وسنوات، بدد هذا الانسحاب آمالهم، وأصبح من الواضح أن حزب العمال الكوردستاني خطّط للبقاء في قراهم ومناطقهم وديارهم.

فيا تُرى: ماذا ستفعل هذه القوات المسلّحة في إقليم كوردستان إذا لم تستمر في خدمة تركيا؟

مقالات ذات صلة