إعلام الاتّحاد الوطني معنّفاً مظلوم عبدي… ثوري قديم، رجل أعمال-تاجر جديد…

شنّت وسائل إعلام الاتّحاد الوطني الكوردستاني، هجمة لاذعة وعنيفة على القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، الجنرال مظلوم عبدي، بسبب مشاركته في منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط (MEPS)، الذي نظّمته الجامعة الأمريكية في كوردستان – دهوك، مستخدمة عبارة “ثوري قديم، رجل أعمال جديد” في صورها.
وشهدت مدينة دهوك بإقليم كوردستان، الأسبوع الماضي، أعمال منتدى الشرق الأوسط للأمن والسلام “ميبس 2025” (MEPS 2025) الذي نظمته الجامعة الأميركية بمشاركة واسعة من سياسيين بارزين من العراق وإقليم كوردستان وممثّلين عن روجآفا كوردستان-شمال وشرق سوريا، إلى جانب وفود أكاديمية ودبلوماسية من الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا الشمالية. إلّا أن مرتكز المنتدى كان رسالة الوحدة الكوردية. وقد رحّب الكورد في كافة أجزاء كوردستان الأربعة وجميع أنحاء العالم بحماس برسالة الوحدة لـ “مسرور بارزاني ومظلوم عبدي”.
وقد أبدت العديد من الأطراف والجماعات والأحزاب امتعاضها الشديد واستياءها البالغ تجاه هذه الوحدة الكوردية. هذا عدا استياء السياسيين الأتراك، حيث كان هناك أيضًا من بين الكورد من شعروا بخيبة أمل كبيرة وامتعاض شديد، على رأسهم وسائل إعلام الاتّحاد الوطني الكوردستاني بقيادة بافل طالباني.
لطالما استخدم الاتّحاد الوطني هذه الوحدة كأداة دعائية مهمة، لا سيما في كركوك، في محاولة للحدّ من التأثير السلبي لاتفاقياته وتحالفاته مع ميليشيات الحشد الشعبي على الرأي العام. حتى وصل لمستوى أنهم خلال الانتخابات العراقية الأخيرة، علّقوا صورًا لمظلوم عبدي وبافل طالباني في مناطق عديدة. واتبع حزب العمال الكوردستاني بكك سياسةً موازيةً لسياسة الاتّحاد الوطني الكوردستاني، سعيًا منهما إلى تصوير الحزب الديمقراطي الكوردستاني على أنه “عدو روجآفا كوردستان”.
ولكن، وخلال منتدى (MEPSE) فنّد قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، مساعي ومحاولات الاتّحاد الوطني والعمال الكوردستاني عندما قدّم شكره وامتنانه للزعيم والمرجع الكوردي، الرئيس مسعود بارزاني، لدعمه اللامحدود لروجآفا كوردستان، فبينما صوّر الإعلام الرسمي للاتّحاد الوطني الكوردستاني زيارة مظلوم عبدي إلى دهوك كحدث عادي، استهدفت وسائل الإعلام غير الرسمية للاتّحاد الوطني مظلوم عبدي بشكل مباشر، وقادت (مله ت ميديا) هذه الحملة الدعائية العدوانية. ونشرت (مله ت ميديا) صورًا للجنرال مظلوم عبدي بالزي العسكري على منصتها للتواصل الاجتماعي، وكتبت عليها “ثوري” بينما نشرت صوره بالبدلة الرسمية خلال مشاركته في منتدى دهوك وكتبت عليها “رجل أعمال-تاجر”. كما نشرت حسابات ظل أخرى تابعة للاتّحاد الوطني أخبارًا مماثلة. ولكن بعد ردود الأفعال وحالة الاستياء الشعبي الواسعة أُزالت بعض المواقع هذه الصور وحذفتها.
وبنفس الأسلوب، صرّح مستشار بافل طالباني، بيستون فائق، بأن هذه الاجتماعات كانت بلا معنى ولا فائدة للكورد، وأظهر زيارة عبدي لدهوك وكأنها لا تحمل في طياتها أية فائدة أو معنى!
وكذلك في اليوم الذي زار فيه مظلوم عبدي دهوك، نشرت وسائل إعلام الاتّحاد الوطني مواضيع وتقييمات مثل: “تقارب الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع روجآفا كوردستان خطأ؛ لقد أغلقوا الحدود؛ ونحن من ساعد روجآفا حقًا” منتقدة مظلوم عبدي بأشد العبارات.
لماذا لم يشارك الاتّحاد الوطني في منتدى (MEPS 2025)؟
من القضايا التي نوقشت على وسائل الإعلام هو سبب عدم مشاركة الاتّحاد الوطني الكوردستاني في منتدى الشرق الأوسط للأمن والسلام “ميبس 2025” (MEPS 2025)، وذكرت العديد من الجهات أن الاتّحاد الوطني لم يقدّم له دعوة المشاركة. إلّا أن اللجنة المنظمة للمنتدى (آفا) أوضحت في بيان رسمي لوسائل الإعلام أن قوباد طالباني تلقّى دعوة رسمية للمشاركة في المنتدى، لكنّه “لم يحضر بسبب التزامات عمل”.
وأفادت مصادر محلية أن بافل طالباني التقى بقادة شيعة في العراق أثناء انعقاد أعمال المنتدى، سعياً منه لطلب الدعم لرئاسته وضمانها.
الصورة الأصلية التي نُشرت على موقع (مله ت ميديا).
