كبير مستشاري أردوغان يقرّ ويعترف علناً بأن العملية الجارية في تركيا ليست سوى وسيلة لعرقلة ومنع قيام دولة كوردية!

أدلى كبير مستشاري الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، ونائب رئيس مجلس السياسات القانونية بالرئاسة، محمد أوغوم، بتصريحات ملفتة للغاية حول العملية الجارية بين الدولة التركية وحزب العمال الكوردستاني بكك، وذلك خلال مؤتمر في جامعة مودانيا ببورصة تحت عنوان “عملية الانتقال إلى تركيا خالية من الإرهاب”.
ووفقًا لـ أوغوم، فإن العملية التي بدأها دولت باخجلي لا علاقة لها قطعاً بحلّ القضية الكوردية أو تخفيف الضغوطات على الهوية الكوردية، نافياً بشكل قطعي أنه لا توجد في تركيا قضية تُسمى بـ “القضية الكوردية”. بل أقرّ واعترف علناً بأن العملية ليست سوى وسيلة لعرقلة قيام دولة كوردية.
وصرّح محمد أوغوم، بأن مشكلة الكورد في تركيا لم تعد مشكلة داخلية، بل أصبحت “مشكلة كورد خارجية”.
وخلال كلمة ألقاها في جامعة مودانيا ببورصة تحت عنوان “عملية الانتقال إلى تركيا خالية من الإرهاب”، قال أوغوم: “لقد حلت تركيا المشكلة الكوردية الداخلية إلى حدّ كبير في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، تحت إدارة الرئيس أردوغان، من خلال إصلاحات قانونية وديمقراطية كبيرة”.
وأكّد أوغوم أن الهدف الحالي من عملية “تركيا خالية من الإرهاب” لا يرتبط بـ “حلّ القضية الكوردية” بل يتعلّق بإنهاء الإرهاب المنهجي وإلغاء تنظيم حزب العمال الكوردستاني (PKK) ورفع وصاية الإرهاب عن السياسة الديمقراطية.
وانتقد أوغوم بشدّة من يحاولون ربط “هدف تركيا خالية من الإرهاب بمشروع حلّ القضية الكوردية” أو التفاوض على حقوق الهوية، واصفاً هذه المحاولات بأنها “تخريب فكري” و “تلاعب مقصود” لا يرى الفرق الجوهري بين الأمرين. وأشار أوغوم إلى أن الفرق الرئيسي بين المبادرات السابقة (مثل الانفتاح الديمقراطي وعملية السلام) والعملية الحالية هو أن الهدف الحالي انطلق كـ “مبادرة وسياسة دولة” وليس مجرد مبادرة حكومية.
وتحدّث أوغوم عن التقدّم الملموس الذي تحقّق في هذا الإطار، مشيراً إلى أن عمليات إلقاء السلاح من جانب حزب العمال الكوردستاني بدأت في 11 يوليو الماضي بعد قرارهم بحلّ التنظيم. ولفت إلى أن هذه هي أطول فترة يُنهى فيها نشاط غير قانوني ممنهج على أساس الإرهاب في تاريخ الجمهورية.
وأضاف: “لقد انخفضت تكلفة مكافحة الإرهاب بشكل كبير، وزاد الأمل في مدن الشرق والجنوب الشرقي… حتى لو ظهر إرهابي جديد مرة أخرى، فإن عودة الوضع إلى ما كان عليه سابقاً أمر مستبعد، فقد أصبح ما كسبناه جزءاً من تراكمنا الذي لا رجوع عنه”.
وأشار أوغوم إلى الدور التاريخي الذي لعبته اللجنة البرلمانية المشكّلة لتحقيق هدف “تركيا خالية من الإرهاب” مؤكّداً أنها اكتسبت شرعية عالية لضمّها جميع الأحزاب الممثلة في البرلمان باستثناء حزب واحد. وأوضح أن اللجنة، بعد الانتهاء من أنشطة الاستماع التي شملت 134 شخصاً ووفداً من ثلاثة نواب زار إمرالي، انتقلت الآن إلى مرحلة إعداد التقرير.
وتوقّع أوغوم أن تُنشأ “تنظيمات قانونية على فئات مختلفة” بعد التقرير، حيث سيتمّ التمييز بين أعضاء المنظمة الإرهابية الذين لم يرتكبوا جرائم أو ارتكبوا جرائم خفيفة أو جسيمة، وبين القادة رفيعي المستوى والأعضاء العاديين.
واختتم أوغوم حديثه بالتأكيد على أن “المشكلة الكوردية الداخلية قد انتهت” من خلال الإصلاحات القانونية والديمقراطية، وأن أي مطالب لتطوير الديمقراطية هي مطالب مشتركة لكلّ مكونات الأمة التركية.
لكنّه عاد ليؤكّد مرة أخرى أن تركيا تواجه الآن مشكلة “كورد خارجية” تفرضها القوى الإمبريالية المدعومة من إسرائيل، ومفادها أن “الكورد أمة منفصلة تحتاج إلى دولة خاصة بها، وربما دولة توحد الأجزاء الأربعة” واصفاً المشروع بأنه “مشروع إمبريالي” و “دولة كوردية تابعة تخضع لسيطرة الإمبريالية”.
وختم أوغوم بالقول: “دولة الكورد هي موجودة. دولة الكورد في تركيا هي الجمهورية التركية… وبمجرّد الانتهاء من عملية الانتقال إلى تركيا خالية من الإرهاب، سيتم تقليص الإملاءات المتعلقة بمشكلة الكورد الخارجية وحلّها إلى حد كبير”.