“دلزار ديلوكي” نشرت مقالاً على موقع (ANF) التابعة للبكك تحت عنوان: (ماذا تقول مشاعر البيشمركة؟) وخلال مقالها أساءت بلغة جريئة إلى بيشمركة كوردستان وحكومة الإقليم.
يتضح للقاريء من صلب المقال أن الكاتبة عديمة الخبرة بالسياسة والتأريخ بل والحياة أيضاً، فهي ترى هذه الدنيا الواسعة من أضيق النوافذ ألا وهي نافذتها الحزبية أو نافذة حزبها الضيق! وهي تتحدث بكل جرأة ولامبالاة عن حكومة إقليم كوردستان قائلة: “حكومة إقليم كوردستان لا تستطيع تنظيم الحياة والحرية في الإقليم وتضمنها! على العكس من هذا فهي تهدد الحياة وتقتل المجتمع وتقسّمه وتجزؤه وتهين الشعب الكوردي وتحتقره في نظرالعالم وتجرّده من أي اعتبار”.
في الألفية الثانية وعلى المستوى العالمي تعرّف العالم على الكورد من خلال ممثلهم الوحيد والذي هو (حكومة إقليم كوردستان) على مستوى العالم، فهذه الحكومة وحدها هي التي تمكنت من كسب الاعتراف الدولي بالكورد والحقوق الكوردية وإقليم كوردستان، والعالم وما زال يتحدث عن إقليم كوردستان بلغة الفخر والكرامة، فهذه النقطة توضح أن الكاتبة لم تخرج في كتابتها عن ظل حزبها فهي مريدة حزبية بكل ما للكلمة من معنى، فهي لا تعرف معنى الوطنية كما يبدو أنه لا إلمام لها بالعلوم السياسية بل هي بعيدة عنها كل البعد بل تسبح في فضاء فكرها الحزبي الضيق بل والخانق!
ولكي تسيء الكاتبة لإقليم كوردستان وقعت في دوامة لم تضر إلا بها فنقلت على لسان أحد البيشمركة قولاً مفاده: أنا نادم على كل ما عملت؟!
من المتوقع والطبيعي أن يكون الكلام كلام أحد البيشمركة، وهذا ليس مستغرباً، فمن الطبيعي أن يتواجد شخص أو أشخاص بين مئات آلاف البيشمركة يتحدثون بمثل هذه العبارة فهذا شيء طبيعي وليس غريباً، فبيشمركة كوردستان ومنذ 1800 ولغاية اليوم يناضلون ويضحّون بأرواحهم من أجل تحرير الكورد كوردستان، فكل أبطال كوردستان يحملون شارة بيشمركة كوردستان، فخلال الـ 200 سنة المنصرمة إلتحق مئات الآلاف من الشعب الكورستاني بصفوف البيشمركة كما إستشهد عشرات الآلاف منهم في سبيل هذا الوطن، ومن يريد إمضاء حياته خارج حدود هذه الحقيقة هم أيضاً كثّر، وآخر الأحداث أعادت إلى الأذهان فضل أن تحمل بين أضلعك إسم بيشمركة كوردستان، فلاحظنا أفراد البيشمركة لم يأبهوا لملذات الحياة فرأينا مسنين في السبعينيات والثمانينات حملوا بنادقهم وتوجهوا نحو جبهات القتال لصد أشرس تنظيم إرهابي شهدته البشرية، وهذه الحقيقة تكشف وفاء هذه الطبقة المضحية! فقد إستشهد أكثر من 2000 بيشمركة في سبيل حماية تربة الوطن، وسجلوا بذلك أروع أسطر البطولات في تأريخ الحروب والمعارك وباعترافات العالم أجمع، متّعوا أنظار العالم بجرأة أبطال الملاحم التأريخية، ونفس هؤلاء البيشمركة من حقهم وعند الضرورة أن يوجّهوا كافة الانتقادات لقادتهم بلا خوف أو وجل!
باستطاعة البيشمركة أن يقول بأنه نادم كما ويستطيع الخروج من صفوف البيشمركة من دون خوف أو وجل، وهذا ليس مستغرباً، ولكن هل باستطاعة مقاتلي البكك -كريلا- أن يتحدث عن ندمه؟! وينشق عن صفوف تنظيمات البكك؟! إلا ويُتّهم بالخيانة! فالبقاء في صفوف هذا التنظيم حتى الموت واجب شئت أم أبيت رغماً عنك وبدون إرادتك!
تقول دلزار ديلوك: براتب قليل بعث هؤلاء البيشمركة لزوايا في جبهات القتال! فنتساءل هنا: كيف ستدع البكك الحديث عن الرواتب؟! فما الذي تفعله البكك؟ فهي تغتال مقاتليها ومخلصيها الذين أمضوا سنوات حياتهم في خدمتها بعد إتهامهم بالخيانة والتجسس! فاغتيل المئات من المقاتلين القدامى بتهم الخيانة، ودلزار ديلوك كما يقول المثل كـ (الجمل لا يرى إعوجاج رقبته) فينطبق عليها هذا المثل الشعبي – مثل شعبي يطلق على من يرى عيوب الآخرين ولا يرى عيبه!-!
سخّر حياته كاملة ووهبها لكوردستان! إنتقد البكك فاغتيل بأمر (قارايلان وبايك) هو وملاكه الصغيرة ذات الـ 3 سنوات!
لو كنتم تملكون أدنى ذرة من الكرامة لكتبتم عمن إغتالته البكك باسم الانشقاق والفرار! فمقتل (هارون سرمزن) والملقب بـ”بارزان دوره” إبن العالم الكوردي الجليل العلامة الملا عبد الرحمن دوره، والذي أمضى حياته في الجبال ومحاربة الأعداء والنضال والمقاومة، فبسبب كلمة قالها: (لا أؤمن بالاستراتيجية الجديدة) إغتالته البكك في مخيّم خنيره بذريعة الفرار! لمذا لا تكتبون عن (شورش) ي (سمبيلزر -ذو الشوارب الصفراء) المدعو (شرنخ) “عثمان باليج” عندما قتلتموه وابنته الملاك (روشن) ذات الثلاث سنوات! علماً أن عائلته كانت من العوائل السباقة من أهالي جزيرة بوتان في فتح أبوابها للبكك والمشاركة في الثورة! فقرية “دشتا لالا” وعائلته من العوائل السباقة في فتح أبوابها للبكك ووهبوا حياتهم وقدموها قرابين من أجل كوردستان! وبع أن إنتقد البكك بعض النقد البناء والحق أغتيل بأمر مباشر من (مراد قارايلان وجميل بايك) هو وابنته الصغيرة “روشن” ذات الـ 3 أعوام! فنقول لـ “دلزار ديلوك” لو كنت تشعرين بذرة ضمير بين جوانحك لكتبت عن روشن الصغيرة وما إقترفته يداها لتُقتل! وكذلك العشرات من مقاتلي -كريلا- البكك الذين أنجوا بأنفسهم من ظلم قادة البكك وفرّوا من بطشهم وتركوا صفوف تنظيمات البكك! إستمعي لقصصهم المأساوية واكتبيها إذا كان الضمير دافعك في الكتابة!
لو أردت الكتابة فاكتبي عن (ناصر الكبير) “فاروق بوزكورت) الذي إلتحق بصفوف البكك في ثمانينيات القرن المنصرم –1982– والذي أمضى طيلة 20 سنة من حياته في الجبال والوديان والذي حارب كقائد في منطقة زاغروس وئامد، وكان عضواً للمكتب السياسي للبكك ولكن كيف قُتل بأمر من الهيئة التنفيذية القيادية للبكك!
لم يُقتل بسبب غير قوله: “أهداف البكك لا تخدم القومية الكوردية ولا تُقاد المقاومة والنضال القومي بهذا الشكل!” غير أن نظامكم الديمقراطي والسلوكي وحرية المرأة والمجتمعات الحرة لم تقبل مثل هذه الانتقادات وقتله! فاستبداديتكم التي لا تعرف معاني الاحترام والرحمة والتي تضطهد الحقوق ولا تعرف معنى للصبر، إستبدادية السلطة الوحدوية والتي لا تقبل لا الصوت الآخر ولا الشخص المقابل نعرفها ويعرفها الجميع جيداً!
أنتم والأتراك صنوا نخلة واحدة!!
في صفوف البكك ليس قلم “دلزار ديلوك” وحدها بل كافة أقلامهم المستأجرة والمسخرة تكتب بنفس العقلية والسلوك وصداها واحد! فهي أقلام تمت تعبئتها بمداد من نفس المصطلحات العلمية بحيث يستطيع الإنسان أن يجزم بأن كل هؤلاء: إنما هم بقايا صيد الأسود في صحافة البكك وإعلامها، أولئك الوطنيين الذين أمضوا حياتهم في صحافة البكك في تسعينيات القرن المنصرم، القوميين والكوردستانيين، أُبيدوا على يد الأعداء من جانب وأيدي البكك من جانب آخر! فخلت الساحة من أمثال غربت علي “زينب” أرسوز، حسين دنيز، ناظم بابا أوغلو، وكمال قلج، فقد أُبيد أمثال هؤلاء وتم صهرهم وخلت الساحة الإعلامية من أصحاب الشرف والكرامة والإباءة، وبقيت الساحة لهؤلاء معدومي الأصل والفصل! فهم في منافسة شرسة أيهم يستطيع الإساءة أكثر إلى حكومة إقليم كوردستان! فهم في خانات العداء الأولى لكوردستان ومنجزاتها وضد البارزاني وضد بيشمركة كوردستان وأقلامهم المأجورة مسخرة لحرب كهذه!
يرون أنفسهم وحدهم يفهمون مسار العالم ويفهمون حقيقة الحياة وأن غيرهم جهلة لا يفهمون شيئاً، غيرهم جهلة ومتخلفين وغير مربيين على أسس صحيحة، والشيء الوحيد الذي جعل هؤلاء يفكرون بهذه النمطية هو فقط انتماءهم للبكك ومفاهيمها، فمن الضروري إفضاح تأريخهم الدموي وإفصاحه للجميع، ذلك التأريخ الدموي والمظلم وتذكيرهم بما حدث في ثناياه! وينبغي علينا كقوميين وطنيين أن نقول للبكك قف! ولا ندعها تتخطى كافة الحدود! لا ندعهم يبنون واقعاً كاذباً ومفبركاً! فالكورد لم يبقوا كما في السابق وقبل 10 أو 15 عاماً المنصرمة، فيقظتهم الفكرية والمعرفية قد بدأت منذ فترة طويلة وبات بإمكان الجميع معرفة الصواب من الخطأ والحقيقة من الكذب! فبات من الماضي خداع البسطاء من الناس واستغلالهم بدماء الشباب الأبرياء والأمهات الثكالى، فهم يريدون إبعاد الناس والمجتمع الكوردي من المسيرة المباركة للكوردايتي ومهمتنا قطع السبل عنهم لاستغلال مشاعر الناس وعواطفهم والإساءة لحكومة الإقليم التي تمثل الكورد على مستوى العالم والإساءة لبيشمركة كوردستان هؤلاء الأبطال الذين ضحّوا بكل غال ونفيس من أجل كوردستان والإساءة لقضيتنا الكوردية المشروعة والمباركة والرامية لتأسيس الدولة الكوردية.