لم يصمت الجنوب! غير أن ذاكرتك خانتك فقد أصبحت مثل ذاكرة السمك..
صرح العضو القيادي في منظومة المجتمعات الكوردستانية “صبري أوك” في حوار مع فضائية (ستيرك) للبكك قائلاً: لم يصرح البارتي بأي تصريح ضد الهجمات التركية على جنوب كوردستان، وهذا كان موضع شك بالنسبة لنا!
عداوة البكك ومحاربتها لجنوب كوردستان بأحزابه وبرلمانه وقواه السياسية وبالأخص حكومة الجنوب مستمرة، ففي آخر اتهاماتها العدائية حاولت البكك تحريف الحقائق مجدداً على لسان أحد قادتها الإداريين، فحاولت إحاطة مواقف حكومة جنوب كوردستان والبارتي بسُحُبٍ من الشكوك حول حياديتهم وصمتهم من الهجمات التركية، مصرحاً بغياب أي دور أو موقف لهما تجاه هذا العدوان الاحتلالي، وهذا موضع شك لنا!
ففي حوار أجرته فضائية البكك (ستيرك) مع القيادي في منظومة المجتمعات الكوردستانية “صبري أوك” يوم الإثنين المنصرم 21/7/2020، في برنامج تحت عنوان (روجيفا ولات-واقع الوطن) قام بتحليل بعض الأحداث كما كشف عن بعض المعلومات.
وقد بدأ أوك حديثه بالتهجم على الحزب الديمقراطي الكوردستاني-البارتي- كما دأبَتْ البكك التهجم على جنوب كوردستان، فقال: بالنسبة للهجمات الأخيرة للدولة التركية لم يبدي البارتي أي موقف أو يصرح بأي تصريح، وهذا موضع تساؤل وشكوك بالنسبة لنا!
وهذه هي المرة الثانية خلال هذا الأسبوع تظهر وبوضوح عداوة البكك لجنوب كوردستان على لسان أكابر مسؤوليها وقادتها، فقبله كان دوران كالكان قد صرح لوسائل إعلام البكك متهجّماً فيها بطريقة مباشرة على إقليم جنوب كوردستان، حيث قال: لقد تمّ تأسيس إقليم جنوب كوردستان عام 1992 لمعاداة البكك ومحاربتها! فهذا التصريح لكالكان بحد ذاته يكفي لبيان موقف البكك ورؤيتها الشاملة لحكومة وبرلمان وواقع جنوب كوردستان! فقد نسي كالكان أنه عندما كان فتيل الثورات التحررية يشتعل في الجنوب لم يكن هناك ذكر له ولا لحزبه ولا لقائده وزعيمه! فلعله يجهل أن الثورات التحررية والمقاومات البطولية التي بدأت قبل أكثر من 100 عام هي التي فرضت واقع جنوب كوردستان! فيأتي ويقول بلا ذرّة خجل أو حياء أن إقليم الجنوب تأسس لمعاداة البكك!! أليس من المخجل والمعيب لشخص أن يتحدث بهذه العقلية البعيدة عن الكوردايتي والمنطق؟ فما بالكم بشخص في مستوى القيادة والقرار في البكك؟!
فهل مضى وقت طويل منذ الـ 20 من الشهر المنصرم لكي يفقد الإنسان ذاكرته ويصيب بآفة النسيان؟!
والحق أن حديث أوك بعيد عن العقلانية والمنطق والحقيقة، فموقف البارتي كان وما زال واضحاً وبتصاريح رسمية تدين الهجمات التركية منذ بدئها.
فقد نشر البارتي بياناً له في الـ 20 من الشهر المنصرم جاء فيه:
نعرب عن قلقنا البالغ من الوضع المتأزم والعمليات العسكرية والقصف الجوي والمدفعي التركي والإيراني لأراضي جنوب كوردستان والذي تسبب بخلق الخوف والهلع لدى شعب جنوب كوردستان وأدّى لغياب الأمن والاستقرار في المناطق الحدودية، وتجدر الإشارة أنها ليست المرة الأولى بل تكررت عدة مرات.
كما جاء فيه: فالآن تسيطر البكك على ما يقارب من 500 قرية من قرى جنوب كوردستان، وقد التزمنا بالصمت تجاه هذه المسألة، غير أن الوضع لو سار في هذا المنحى فسيلحق خسائر وأضراراً بالغة بجنوب كوردستان، كما سيعرضه لخطر عظيم يهدّد وجوده.
فقد أكد البارتي في بيانه على موقفه الثابت عندما قال: ينبغي على البكك والأطراف الأخرى تحويل حربهم إلى حيث ينبغي أن تكون، ولا يتسببوا بمزيد من الدمار والخراب لجنوب كوردستان.
وفي اليوم السابق لهذ التصريح قامت رئاسة برلمان كوردستان وحكومة الجنوب بإصدار بيان أدانت فيه الهجمات التركية بصريح العبارة واستنكرتها داعية البكك بنقل حربها لشمال كوردستان حيث ينبغي أن تكون، كما دعت تركيا لاحترام سيادة إقليم جنوب كوردستان.
ذاكرة السمك
غير أن البكك تحاول أن تظهر للجميع بأن حكومة جنوب كوردستان وإدارتها وقادتها وأحزاب الجنوب كلها التزمت الصمت وأخذت موقفاً محايداً تجاه العملية العسكرية التركية ضدها في الجنوب، فإما أن البكك لم تلاحظ هذه التصريحات أو شاخ قياديها صبري أوك وفقد ذاكرته وأصبحت كذاكرة السمك تنسى الأشياء بأسرع وقت! أو نقول بعبارة أخرى قد يكون مضى وقت طويل منذ الـ 20 من الشهر المنصرم لكي ينسى أوك هذه التصريحات!
والحق أن صبري أوك وقادة البكك في قنديل قد نسوا نقطة بالغة الأهمية، فقد نسوا أن جنوب كوردستان قد عبر مرحلة الاقتتال والحروب غير المنظمة -كريلاتي- منذ ما يقارب 30 عاماً، وأن الجنوب الآن بات يمتلك حكومة وبرلماناً ومؤسسات رسمية، وأن البارتي هو القوة الرئيسية والعظمى في مؤسسات الحكومة هذه، وأن أي ممارسات أو مواقف لهذه المؤسسات إنما تمثل رؤية البارتي وموقفها الرسمي.
نعود لحوار أوك والشيء الآخر المستغرب فيه، عندما يوجه مقدم البرامج -والذي يدعى محمد أمين- سؤالاً له ينتظر وقتاً طويلاً يسمع حديثه من غير أية نقاشات أو أخذ وردّ بينهما! وكل كلمة تخرج من فم أوك يوافق عيها مقدم البرامج من غير نقاش، فالحق أن مقدم البرامج نفسه ليست لديه أية خبرة بمجال عمله هذا كإعلامي وصحفي ومقدم برامج! فقد نسي هو أيضاً أنه بات بمقدور أي شخص وبضغطة زر على أي محرك للبحث على الإنترنيت أن يكذّب جميع ما قاله صبري أوك، إذ أن تصريحات حكومة جنوب كوردستان وبرلمانه والبارتي موجودة في مواقعهم الرسمية بل وقد نشرتها كافة فضائيات جنوب كوردستان والعراق.