إسرائيل وحزب الله وتفجير لبنان!
بقلم المحامي: إدوار حشوة.
إيران بسبب صعوبة ومخاطر نقل الصواريخ الى دولتها في جنوب لبنان قررت العمل على استبدال نقل الصواريخ بتصنيعها داخل لبنان بمعونة وخبرات إيرانية!
أهم خطوة في هذا الاتجاه هي نقل نترات الأمونيوم المادة الاساس في صناعة الصواريخ من أهم مصادر إنتاجها في جورجيا!
تم شراء الشحنة (2750 طن) ونقلت بواسطة سفينة اسمها (Rhodes) وعلى أساس أنها متوجهة إلى موزمبيق وبقي اسم المشتري من جورجيا واسم المرسلة اليه في موزمبيق سرًا حتى الآن!
وصلت السفينة إلى بيروت وادعت وجود عطل فيها (كذبًا) فتوقفت ثم تم افتعال إشكال قضائي متفق عليه بين دائنين ادعيا الخلاف أمام قاضي الأمور المستعجلة لاتخاذ قرار بوقف سفر السفينة!
القاضي هو حلقة السر في القضية مهمته إقرار نقل البضاعة إلى المرفأ بحجة أن وجودها لغاية المحاكمة تشكل خطرا على السفينة! هذا القاضي إما أنه من جماعة حزب الله أو مجرد مرتشي!
القاضي بدلًا من أن يسفر السفينة الى موزمبيق سمح للطاقم بمغادرة السفينة ثم في مرحلة لاحقة سمح للسفينة بالسفر بعد تسوية مفتعلة للخلاف وبحجة ان العطل قد تم اصلاحه!
قرار القاضي بنقل الأمونيوم إلى مستودعات في المرفأ رقمه 429 بتاريخ 27-4-2014 والموجه إلى مدير المرفأ! تم النقل إلى مستودعات خاصة بحزب الله يخزن فيها الأسلحة والكيماويات والمتفجرات، وكان فيها كميات بسيطة من الأمونيوم سابقا فأودعت الشحنة الكبيرة في مستودع يدعى العنبر (12) وجميع هذه المستودعات تحت سيطرة حزب الله ومحروسة منه ولا يقربها لا جمارك ولا أمن دولة ولا أمن عام ولا جيش وتدخل المواد إليها وتخرج بأمرة حزب الله عبر بوابة خاصة تدعى (بوابة فاطمة) معروفة لا تخضع لإدارة المرفأ، وهي شبيهة بالمعابر الخاصة بحزب الله على الحدود مع سورية!
مدير المرفأ (بدر ظاهر) أرسل الى قاضي الأمور المستعجلة محتجاً على نقل المواد وبقاءها منوها بخطرها في عدة كتب: في (5-12-2014) (20-6-2015) (13-10-2016) (19-7-2017) (28-12-2017) وطلب إما تسليمها للجيش أو بيعها لشركة خاصة تبيعها للخارج ولكن القاضي لم يرد!
هذه المستودعات التي تحتوي أسلحة قادمة من إيران ومن أسواق التهريب تستعمل لتغذية عناصر حزب الله العاملة في أي مكان على الشكل التالي:
نترات الأمونيوم لمعامل صناعة الصواريخ المتعددة في لبنان.
قسم الى مجموعات حزب الله في اليمن والعراق وسورية وغيرها!
استعمل الحزب نترات الامونيوم من مستودعاته في مقتل الحريري بكمية 2.5 طن عام 2005.
استعمل نترات الأمونيوم في الكويت عام 2015 عبر خلية العبدلي بكمية 500 كغ وكشفت.
إلى قبرص عام 2012 بكمية 8.2 طن وكشفت.
الى بريطانيا عام 2015 بكنية 3 طن وكشفت.
الى بوليفيا عام 2017 بكمية 2.5 طن وكشفت.
الى ألمانيا عام 2020 واكتشفت في مايو الماضي.
كل ذلك يدل على وجود نترات الأمونيوم في مستودعات حزب الله في المرفأ قبل وبعد الشحنة الكبرى!
إسرائيل على علم بوجود مستودعات لحزب الله وتراقب وصول الاسلحة وتخزينها بالقمر الصناعي الدائم فوق لبنان، خلال فترة السلام الواقعي المبرم مع حزب الله لم تتعرض المستودعات لأي هجوم وحتى تغاضت اسرائيل عن دخول حزب الله الى سورية وحركته عبر المعابر الخاصة به.
بعد القرار الاميركي بطرد إيران من سورية استهدفت اسرائيل التجمعات المشتركة لقوات الحرس الايراني وحزب الله والنظام في سورية ولم تتعرض لحزب الله في لبنان احترامًا منها لاتفاق الحدود مع حزب الله.
عندما اكتشفت اسرائيل مخططاً ايرانياً مع حزب الله للقيام بعمليات من لبنان وبعد ان أرسل حزب الله مجموعة من 4 مقاتلين اخترقت الحدود بأمر من خلية حزب الله غرب القنيطرة كان ذلك بداية التحرك الاسرائيلي ضد حزب الله في لبنان فقامت إسرائيل بقتل الخلية الآمرة بغارة عليها غرب القنيطرة.
وصلت إلى مرفأ بيروت سفينة أفرغت شحنة من الاسلحة فأفرغت حمولتها في العنبر رقم 5 فقامت اسرائيل بالأغارة على العنبر ودمرته، ومع ان العنبر رقم 12 كان بعيداً نسبياً إلى أن نترات الأمونيوم تنفجر إما بسبب تماس كهربائي او إشعال نار مقصود أو بسبب حرارة شديدة لذلك فإن الانفجار الناجم عن الغارة نشر شظايا وحرارة شديدة تسببت في انفجار مستودع نترات الامونيوم!
أهم شهادة على هذا هو ما ورد من السيدة نائلة تويني حيث مكتبها في جريدة النهار يطل على المرفأ وقالت هي ومن معها من أسرة التحرير (سمعنا أزيز طائرات فخرجنا إلى الشرفة نستطلع وفجأة رأينا وسمعنا الانفجار الاول الذي نشر غيمة سوداء، فدخلنا إلى الداخل فكان الانفجار الهائل بعد اقل من دقيقة ونشر غمامة صفراء أو برتقالية وانتشرت روائح مواد كيماوية!)
فور الانفجار دفع حزب الله بعناصر من جيشه إلى مكان الانفجار ومنعوا أي مسؤول لبناني أمني أو عسكري من الاقتراب من محيط العنبر 5 و 12 وغيره وكل من زار المكان كان على مسافة من قلب مكان الانفجار وشوهدت شاحنات تنقل مواد وتعبر خارجة من معبر فاطمة!
كانت اسرائيل تهدف من الإغارة إرسال رسالة قوية لحزب الله تحذره من خرق الاتفاق ولم تتقصد العنبر 12 أو لم تتوقع انفجاره بفعل الحرارة لذلك صمتت ولم تعلن مسؤوليتها بسبب الشهداء والدمار الهائل!
الحكومة اللبنانية أول ما ادعته أن الامر لا يعدو انفجار سوى مفرقعات ألعاب مخزنة! لا إسرائيل اعترفت ولا الحكومة ولا حزب الله اتهما إسرائيل في رسالة مضادة تعني أن حزب الله لا يريد الرّدّ ولا اختراق اتفاق السلام! وحده شعب لبنان دفع ثمن هذا الصراع على أرضه بسبب وجود جيش فارسي يملك قرار الحرب والسلام، وتحوّل رئيس الجمهورية إلى ديكور وعبدٍ مطيعٍ ومجلس النواب إلى زريبة من المنافقين المتسولين على ابواب مكاتب حزب الله!
المتوقع تظاهرات كاسحة تسقط الحكومة وتدعم حياد لبنان كحل صار له بعد هذه المجزرة أنصار في اميركا وأوروبا! مقتل الحريري الذي عمّر لبنان وأخرج سورية من لبنان فهل تدمير ما عمّره الحريري بالأمس سيخرج الدولة الفارسية من جنوب لبنان؟
هذا هو السؤال!!!