الـ PKK تعلن الحرب على حكومة إقليم جنوب كوردستان

الـ PKK تعلن الحرب على حكومة إقليم جنوب كوردستان
  • الجزء الأول

ما هي استراتيجيات البكك لتدمير جنوب كوردستان منذ 2013؟

لا يخفى على المتابع والمراقب لقادة البكك ووسائل إعلامها عن كثب، أن تحليل الوضع المستحدث يسير نحو: البكك أعلنت الحرب على حكومة جنوب كوردستان، وأن الهدف من تصريحاتها ليست دعاية وبروباغندا إعلامية، وإنما تستهدف الديمقراطي الكوردستاني بشكل واضح في حرب مفتوحة، وهذا ما يبدو جلياً من خلال لقاءات مصطفو قاراسو في 23 آب، وكذلك من قبل الهيئة الإدارية لمنظومة المجتمع الكوردستاني في 23 آب، وكان آخر مسمار في هذا النعش على يد مصطفى قاراسو مجدّداً يوم 24 آب، وذلك عند دراسة هذه اللقاءات ومقارنتها ببعضها البعض.

فالبكك ومن خلال مؤامراتها ومنذ سنوات تحاول تجهيز نفسها كبديل لإدارة جنوب كوردستان أو شريكاً في السلطة في الجنوب، غير أن ظهور داعش عام 2013 وهجومه حال دون ذلك، مما جعلت البكك تحوّر مؤامرتها المحاكة عام 2013 والهادفة لجعلها البديل الإداري أو القوة الشريكة في السلطة لاستراتيجية جديدة تهدف لتدمير حكومة إقليم جنوب كوردستان وإسقاطها، فكافة تحركات البكك ما بعد 2013 وعلى كافة الأصعدة، السياسية والدبلوماسية والعسكرية تنصبّ نحو هذا الهدف، وينبغي قراءتها ضمن استراتيجيات البكك الهادفة لتدمير حكومة إقليم جنوب كوردستان.

أي استراتيجيات البكك الهادفة لإسقاط حكومة إقليم جنوب كوردستان تمّ تنفيذها؟

مما لا شكّ فيه أن البكك ليست الطرف الوحيد في تنفيذ استراتيجية إسقاط حكومة إقليم جنوب كوردستان، بل نستطيع وصف المشروع بأنه مشروع مشترك مع الدول الإقليمية (العراق-إيران) فمع مجيء داعش وازدياد فرص تأسيس دولة كوردستان في الشرق الأوسط ارتفعت وتيرة الهجمات على مركز استقلال الكورد أي الهجوم على إقليم جنوب كوردستان.

فلو حلّلنا الأمور بنظرة بككية ونظرنا للأحداث بعينها، نجد أنه ومنذ عام 2014 حاولت البكك تنفيذ هذه الاستراتيجية من خلال شتى العمليات، ولو حلّلنا هذه الأحداث فستظهر النتائج كالآتي:

المرحلة الأولى عام 2014:

رأت البكك هجمات منظمة داعش الإرهابية كفرصة سانحة في المنطقة المسماة بـ(الحزام الأوسط) أي من شنكال لخانقين، وهذا الحزام يقع في المنطقة الحدودية بين جنوب كوردستان والعراق، تلك المناطق المتنازع عليها، فأرادت البكك تموضعاً دائماً في هذه المناطق، وهنا بدأ تمركز البكك في شنكال أو الأولى أن نقول احتلال البكك لشنكال.

المرحلة الثانية عام 2015-2017:

ما بين عامي 2015-2017، أرادت البكك تنفيذ مؤامرة الانقلاب الداخلي -المحلي-، يُذكر أن رضى آلتون وجميل بايك وصبري أوك قد عقدوا مباحثات استراتيجية مباشرة مع إدارات نوري المالكي وحيدر العبادي، وخلال هذه الفترة كانت تخطّط لجذب الجماهير من منطقة بهدينان وأربيل وتحشيدهم في صفّ حركة التغيير كقوة معارضة وجذبها لجبهتها، وتأسيس حركة المقاتلين -كريلا- في نفس الوقت، ويذكر أنه قد أجريت مفاوضات في قنديل، كان الهدف الرئيسي من ورائها سلب الإرادة من برلمان كوردستان وتجريده من أي تأثير، وإنشاء برلمان بديل في مدينة السليمانية، وقد مثل حميد حَمَجان من الإتحاد الوطني الكوردستاني، وشارك الدكتور نامق إسماعيل في إحدى لقاءات هذه المفاوضات التي أجريت في قنديل لهذا الهدف، غير أن قدامى القادة الإداريين في كل من الإتحاد الوطني الكوردستاني وكذلك حركة التغيير لم يقدّموا أي دعم لهذه المؤامرة ولم يؤيدوها، والجهة التي أجهضت هذه المؤامرة كانت الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تيقّنت أمريكا أن العقل المدبّر لهذه المؤامرة هي إيران فبدأت بمحاربة هذه المؤامرة وأحبطتها.

المرحلة الثالثة:

كانت حادثة تسليم كركوك في خيانة 16 أكتوبر 2017 من كبرى الأحداث في التأريخ الكوردي، ولم تكن الكارثة من صنيع وخطط ومؤامرات لاهور شيخ جنكي وجماعته من الإتحاد وحدهم، بل أدّت البكك دوراً مباشراً في تلك الخيانة، أي كانت ذات دور تآمري، يُذكر أنه قبل تقدّم القوات العراقية لكركوك، سحبت البكك كافة قواتها من هناك باتفاق كلّ من لاهور شيخ جنكي ورضى آلتون ودمهات عكيد، وقد أحبط البيشمركة الأبطال وبمقاومة تأريخية هذه المؤامرة الخبيثة في كلّ من زمار وبردي.

المرحلة الرابعة:

وتبدأ هذه العملية من احتلال كركوك عام 2017 وهي مستمرة لغاية اليوم، وهي في رواج واسع ومستمر، وفي هذه المرحلة كانت هناك محاولتان رئيسيتان، الأولى عن طريق وسائل الإعلام والهجمات الدعائية والالكترونية والتسقيط السياسي والجماهيري، والثانية عن طريق تشكيل جبهات عسكرية والقيام بتدخلات مسلحة، ولتحقيق هذا الهدف أعلنت البكك عن تأسيس تنظيم مسلح باسم (قوات حماية الجنوب) عام 2019 لإحداث الفوضى والاضطرابات الداخلية، فاغتالت موظّفاً في القنصلية التركية في أربيل، وقام العديد من أنصار البكك المختفين والملثمين بنشر مقاطع فيديو يهدّدون فيها بتدمير أربيل وإسقاطها بل وحرقها، والحق أن البكك ورغم التزامها الصمت بصدد حادثة القنصلية إلا أنها كانت محاولة انقلابية فاشلة.

المرحلة الخامسة:

بعد فشل كافة تكتيكات البكك في المراحل التي تحدّثنا عنها، وعدم تحقيق أية أهداف مرجوة من ورائها، تيقّنت البكك بأن حكومة الإقليم والحزب الديمقراطي الكوردستاني ليسا لقمة سائغة باستطاعتها ابتلاعها كيف ومتى ما شاءت، لهذا تبنّت البكك الخطوة الخامسة -المرحلة الخامسة- للقضاء على حكومة جنوب كوردستان واسقاطها، واستراتيجية هذه الخطوة تتمثّل في: خلق حالة استياء وعصيان جماهيري واسع في مدن وبلدات جنوب كوردستان ضد حكومة الإقليم، ووضع اللبنة الأولى لحرب مستعرة بين قوات البيشمركة ومقاتليها -كريلا-، وقد تم التحضير لهذه الاستراتيجية والاستعداد لها الآن.

سيتناول الجزء الثاني الإجابة على: ما الذي تستطيع البكك إنجازه في هذه المرحلة؟

مقالات ذات صلة