سيناريو الحرب التركية على حزب العمال الكوردستاني البكك ومقاومة الأخيرة ودفاعها المشروع! لم ينتهي بعد، وكما يبدو لن ينتهي في العاجل القريب، فالحرب الدائرة منذ أكثر من أربعين سنة، والتي حصدت أرواح عشرات الآلاف من شباب الكورد المخلصين والمغرر بهم وإذابتهم في أتونها، لم تخدم القضية الكوردية أو كوردستان أو أي جزء منها، ولم تجلب له سوى الدمار والخراب والهلاك والتهجير والنهب والسلب.
فالحقيقة وكما لخّصها الكاتب الكوردي والخبير بشؤون البكك والأسرار المشتركة بينها وبين تركيا (جمال حمي) تتلخّص في أسطر لا غيرها، فهي باختصار كما يقول:
أردوغان يعلم علم اليقين بأنه إذا ما أراد القضاء على تنظيمات البكك حقًا كما يدعي في الإعلام، فيستطيع قصف مقرات قياداتها في جبال قنديل، وبذلك سيتخلص من هذا التنظيم، لكنه يكذب وينافق، فهو يتوعد التنظيم لكنه يهاجم المدنيين الكورد في عفرين وكري سبي وسري كانيه وغيرها ويترك قنديل!! وتنظيمات البكك أيضًا تقول بأنها ستحرق تركيا وستقضي على أردوغان، وستضرب حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان بضربة قاتلة، لكنهم يهاجمون البيشمركة في إقليم جنوب كوردستان ويهاجمون المدنيين الكورد ويتسبّبون في حرق وتدمير مدنهم، مع أنهم يعلمون علم اليقين أن مقر حزب العدالة والتنمية موجود في أنقرة وليس في إقليم جنوب كوردستان، ولذلك فقد تعوّدنا على تصريحات أردوغان وكذلك تصريحات تنظيمات البكك، فمع كل تصريح ناري لأردوغان ضد هذه التنظيمات نجده يهاجم المدنيين الكورد ويغض الطرف عن قيادات هذا التنظيم في قنديل، ومع كل تصريح ناري من تنظيمات البكك ضد أردوغان نجدها تهاجم الكورد ومدنهم وقراهم ومصالحهم! وتتغاضى عن مصالح تركيا الحيوية في الداخل التركي.
أليس هذا دليل يضاف إلى عشرات الآلاف من الأدلة على أن هذا التنظيم يعمل لصالح أردوغان وأنه أردوغاني حتى النخاع؟! انتهى