تركيا في طريقها للهلاك والدمار يوماً بعد يوم لا محالة، وتُمارس عليها ضغوطات كبيرة، وهي لا تقدر إلا على الكورد وتنتقم منهم وتثلج صدرها بهم! فهي قادرة على الكورد لا غير، ولو كنّا أصحاب دولة ووطن لمّا استطاع الأتراك ممارسة أبشع الأفعال بحقّنا نحن الشعب الكوردي!
هذا وتزداد وتيرة هذه الممارسات الدنيئة يوماً بعد يوم، يجنّون أكثر فأكثر ويوماً بعد يوم، ويوماً بعد يوم يسكتون صوت الشعب الكوردي في شمال كوردستان والمخلصين من أبناء الوطن على يد البكك!
هذا وأسباب هذا الصمت المطبق كثيرة ومختلفة، منها أنك حتى لو همست تجاه هذه الدولة المحتلة الطاغية والفاشية فسيتمّ القبض عليك، ويتمّ فصلك عن عملك، بل سيقصم ظهرك بحيث لا تستطيع النهوض ومساعدة أهلك في الحصول على لقمة العيش لك ولأطفالك!
لهذا السبب نرى هذا الصمت الغريب في شمال كوردستان، الخوف والقلق والرعب خيّم على هذا الشعب المضطهد وبالأخص المخلصين الوطنيين من أبناء الوطن، فلم يعد بإمكاننا فعل شيء! فقد التزم الوطنيون المخلصون والأحزاب والتنظيمات السياسية وكافة مؤسّساتنا بل وعامة الشعب التزموا الصمت! صمتاً يخيّم على البلاد من مشرقه لمغربه ومن أدناه لأقصاه! وهذا ما لا يدلّ على خير، فمتى ينتهي هذا الصمت؟! ومتى تنكسر هذه السلاسل والأغلال؟! لا أحد يعلم..
فكلّما صمت الشعب والأحزاب الداعية إلى التحرّر عن المطالبة بالحقوق المشروعة، تزداد آنذاك الممارسات الممنهجة من قبل الأعداء المحتلّين والمحاولات الرامية لإذابة الكورد! فدوام الدكتاتورية والظلم والاضطهاد مرهون بدوام الصمت والسكوت! فقد أصبح الأتراك كلهم قوميين متطرّفين تجاه الكورد وأصبحوا يداً واحدة وصوتاً واحداً للقضاء على الكورد وإذابتهم في شمال كوردستان.
فما يمارسه أردوغان من ظلم واضطهاد بحق الكورد إنما يفعله بدعم من حزب الحركة القومية الفاشي والمتطرف، ذلك الحزب المؤسّس على أسس قومية تركية رجعية متطرفة، فهذا الحزب لم يستطع ومنذ تأسيسه ولغاية اليوم تحقيق أهدافه وطموحاته وفق فكره القومي المتطرف، غير أن أردوغان أصبح رهن إشارتهم الآن! فهو يخاف من فقدان السلطة والحكم، فتعلّق بهم أملاً في البقاء على عرش الحكم فأصبح كالخدم ينفّذ أوامر سادته في الحركة القومية!
فأردوغان ومن أجل البقاء على كرسي الرئاسة والسلطة وبالشراكة مع هذا الحزب القومي (حزب الحركة القومية-MHP) وكذا من أجل تحقيق أفكارهم الفاشية وأحلامهم القومية، عقدوا الاتفاقات وانحصرت ممارساتهم في القتل والاغتيال والاعتقال والدمار والقضاء على الكورد وكوردستان! وهم ليسوا وحدهم في هذا المسلسل الدموي ضد الشعب الكوردي، بل يتعاون معهم الحزب الذي أسّسوه باسم الكورد، يدعمهم ويشجّعهم، بل ما لا يستطيع حزبا العدالة والتنمية والحركة القومية (AKP-MHP) القيام به أو لا يريدان القيام بمثله من الممارسات الخبيثة يقومون بعمله في ظلّ البكك وبأيديهم الخبيثة!!
فمثل هذا السكوت والصمت المطبق يجلب وراءه الاستسلام والخضوع، فنحن نعلم جيداً أن الكثير من دول العالم كانت أسوأ ممّا عليه شمال كوردستان الآن، فرأينا أغرب العجائب من القتل والاضطهاد والدمار على يدي موسوليني وهتلر غير أن شعوبهم توحّدوا ووقفوا صفّاً واحداً فأزالوا جبروتهم وطغيانهم، وبنوا لأنفسهم مجتمعات ديمقراطية على أسس حقوق الإنسان والمواطنة والعيش الكريم.
ففي مثل هذه الظروف يتمّ ممارسة كافة اشكال العذاب والدمار تجاه الكورد، لذا ينبغي على الكورد الصمود على طريق المطالبة بالحقوق وحلّ قضيتهم وعدم الاستسلام لرفع الظلم والاضطهاد على كواهلهم، ولو لم يحدث هذا، فاليوم تشاهد كوردستان العديد من الممارسات الإجرامية بحقّها كالقتل والاعتقال، وغداً ستصل هذه الممارسات لقلب أوروبا، فأردوغان يتحكّم بتنظيمات متمرّسة ومختصة في هذا المجال كالبكك وداعش! فلا تنسوا أنه تمّ اغتيال العديد العديد من أبناء الوطن القوميين المخلصين على يد البكك في قلب أوروبا، كما تمّ تهديد الكثير منهم وتحذيرهم من انتقاد البكك أو سرد الحقائق وكتابتها…
فالـ (PKK-AKP) متناسقان متحالفان، أي أردوغان وعبد الله متعاونان ضد جنوب كوردستان لئلا يتحقّق حلمهم وهدفهم في بناء الدولة الكوردية المستقلة وإعلانها، فإما نلتزم الصمت نحن أيضاً حتى يطالنا الاعتقال والاغتيال واحداً تلو الآخر، وإمّا نبحث عن حلّ لكسر طوق الصمت هذا وكسر هذه السلاسل والأغلال، وهذا ما لا يتحقّق سوى بالسير على الخط الوطني والقومي وبتعاون تنظيمي وممنهج، وللأسف هذا ما لم نجده لغاية الآن ولم يتحقّق! فاحذروا جيداً فأنتم تعلمون!