نتائج الانتخابات العراقية بالنسبة للكورد… وما ينبغي على الاتّحاد الوطني الكوردستاني فعله…

انتهت الدورة السادسة من انتخابات مجلس النواب العراقي، وأصبح ضع الأحزاب الكوردية كالتالي:

حقّق الحزب الديمقراطي الكوردستاني-البارتي هدفه المتمثل في حصد مليون صوت، بل وتجاوزه. فقد حقّق الحزب فوزًا ساحقًا في هذه الانتخابات، وزادت أصواته في جميع المدن الكوردستانية. بل فاز أيضًا بمقاعد كوتا المسيحيين والإيزيديين والكورد الفيليين.

فوز الحزب الديمقراطي الكوردستاني يعني باختصار:

1- يدعم الكورد موقف الحزب الديمقراطي الكوردستاني ضدّ إجراءات الحكومة الاتّحادية العراقية في بغداد.

2- يدعم الكورد سياسة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في المجتمع الكوردي.

3- كافأ الكورد الكابينة التاسعة لحكومة كوردستان بقيادة مسرور بارزاني على أسلوبه القيادي وأعماله وخدماته.

4- لا يقتصر دعم سياسة الحزب الديمقراطي الكوردستاني على الكورد فحسب، بل يشمل في الوقت نفسه أيضًا الكورد الفيليين والمسيحيين والإيزيديين وباقي مكونات المجتمع الكوردستاني.

5- في منطقة يقطنها غالبية عربية سنية، أحرز الحزب الديمقراطي الكوردستاني المركز الأول، ما يدلّ على أن عموم الشعب العراقي يدعم مواقف الحزب.

بينما الوضع مختلف تمامًا بالنسبة للاتّحاد الوطني الكوردستاني، فرغم أن الاتّحاد الوطني وسّع نطاق دعايته الانتخابية وبرز على الساحة كثاني أكبر حزب، إلّا أن سياسة الاتّحاد الوطني تعرضت لضربة موجعة وهزيمة مدوية. فقبل الانتخابات، حاول الاتّحاد الوطني إزالة لاهور جنكي من الساحة واعتقل قادة حزبين آخرين من أجل زيادة عدد أصواته. لكنّه خسر حتّى في قلب قلعته-السليمانية أكثر من 17 ألف صوت، كما خسر 70 ألف صوت آخر في دهوك وأربيل وكركوك.

أوعز الاتّحاد الوطني إلى كوادره وأعضائه وأنصاره في محافظة دهوك أن يصوّتوا لمرشّح مرتبط بميليشيات الحشد الشعبي، لكن أنصار الحزب وتنظيمه في دهوك رفضوا الأمر وأبدوا ردود فعل عنيفة، ما أدّى إلى تصدع التنظيم وانشقاقه على نطاق واسع.

كلّ هذا يعني:

1- الكورد يرفضون سياسة وموقف الاتّحاد الوطني الكوردستاني العام تجاههم.

2- لا يقبل الكورد موقف الاتّحاد الوطني إزّاء الدولة العراقية وعلاقاته وارتباطاته بالحشد الشعبي.

3- سياسات الاتّحاد الوطني الكوردستاني في كركوك منذ أحداث 16 أكتوبر عام 2017، وسياسته في انتخاب المحافظ رغم الرفض الكوردي، تسبّبت بدمار موجع في كركوك.

4- ليس محلّ قبول لدى الكورد سياسة بافل طالباني في الانتخابات البرلمانية الكوردستانية، ومساعيه الحثيثة في عرقلة تشكيل حكومة إقليم كوردستان.

هذا هو وضع ما بعد الانتخابات بالنسبة للحزب الديمقراطي الكوردستاني-البارتي والاتّحاد الوطني الكوردستاني. لكن الصراع الحقيقي سيبدأ بعد هذا.

منذ الربيع العربي، لم يتحرّك الاتّحاد الوطني الكوردستاني بما يخدم مصالح الكورد وإقليم كوردستان على الإطلاق، بل تسبّب خلال هذا العقد بخسارة فادحة لإقليم كوردستان. لذا يجب على الاتّحاد الوطني احترام موقف الرأي العام المتمثّل في الانتخابات وتغيير سياسته.

أول ما يجب على الاتّحاد الوطني فعله في هذه الانتخابات هو التوقّف عن تقويض عملية تشكيل حكومة إقليم كوردستان. وعليه، على الاتّحاد الوطني الانضمام إلى الحكومة بمطالب معقولة.

كما هو المسؤول الأول عن خسارة مقاعد الكورد في كركوك. فالديمقراطي الكوردستاني خارج كركوك منذ أحداث 16 أكتوبر، لكنّه افتتح مكتبًا في كركوك بعد سبع سنوات، وفي گرميان بعد ثماني سنوات. بل حتى في انتخابات مجلس المحافظة، تحرّك الاتّحاد الوطني بشكل مستقل وأحادي، ممّا سمح للعرب بالحصول على مكانة مهمة في بيروقراطية كركوك. والآن حان الوقت لوضع حدّ لهذه الممارسات الفاسدة والقذرة، لذا يجب على الاتّحاد الوطني قبول بناء استراتيجية كوردية مشتركة تجاه كركوك.

وإذا ما حاول الاتّحاد الوطني شنّ هجوم جديد على الديمقراطي الكوردستاني-البارتي بالتعاون مع ميليشيات الحشد الشعبي بذريعة أن هذه الميليشيات حقّقت نجاحًا في الانتخابات، فسيكون هذا خيانة عظمى.

على بافل طالباني وعقلائه ومستشاريه الكف عن محاولاتهم الرامية لتدمير وحرق كوردستان.

مقالات ذات صلة