سرّي – ما هو طلب لاهور الخطير من بغداد بشأن كوردستان؟

سرّي - ما هو مطلب لاهور الخطير من بغداد بشأن كوردستان؟

أثناء آخر زيارة له للعاصمة بغداد، وبحجة التباحث في قضية رواتب موظّفي إقليم جنوب كوردستان وحلّها، طالب الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكوردستاني كبار القادة العراقيين أن يتعاملوا مع محافظة السليمانية خارج أطر الدستور العراقي محذّراً إياهم باللجوء لخيارات أخرى حال إهمالهم لطلبهم أو عدم الانصياع له!

كلّما مرّ الوقت كلّما انكشف سياسات لاهور شيخ جنكي الهادفة والرامية لإضعاف كيان إقليم جنوب كوردستان، فعدا أحداث 16 أكتوبر الخيانية عام 2017، يُرى بعض المرات يتكاتف مع تنظيمات حزب العمال الكوردستاني البكك ويأسّس جبهة معادية لإدارة حكومة إقليم جنوب كوردستان، وبعض المرات يتآزر مع الحشد الشعبي الشيعي العراقي وغالبية المرات يهرع لحضن إيران، باختصار، فالرئيس التوأم للاتحاد يتصرّف وكأن حزبه معارض لا يساهم في تشكيلة حكومة جنوب كوردستان وليس شريكاً فيها! أو لا يملك وجوداً في قبّة برلمان كوردستان! سياسة تحقيق المصالح التي لطالما مارسها هذا الشخص، فمنجزات الحكومة ومكتسباتها يعدّها من نتاج عرق جبينه بينما يعتبر نفسه معارضاً للحكومة لدى الأزمات والمصائب والملمّات!

وقد حصل موقع داركا مازي على أسرار ما دار خلال آخر زيارة للاهور شيخ جنكي لبغداد، تلك الزيارة التي طالب فيها لاهور جنكي كبار المسؤولين العراقيين بالتعامل مع مدينة السليمانية خارج أطر الدستور العراقي!

فقد زار لاهور جنكي برفقة كلّ من أعضاء المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني (سعدي بيره وآسو ألماني) عاصمة العراق الفدرالية في الـ 6-12-2020، واستقبل من قبل الدكتور برهم صالح رئيس الجمهورية العراقية، بعدها وفي اليوم التالي تم عقد اجتماع لهم في محل إقامتهم بالقرب من قصر السلام الجمهوري مع اللجنة المالية في البرلمان العراقي.

وقد حضر الاجتماع كلّ من أعضاء البرلمان العراقي:

هيثم الجبوري عن كتلة (كفاءات للتغيير).

محمد شياع السوداني عن كتلة عطاء.

عبود وحيد العيساوي عن كتلة دولة القانون.

حسن خضير شويرد الحمداني رئيس كتلة ائتلاف الوطنية.

فيصل العيساوي ويوسف كيلاني عن كتلة النصر.

حسن فدعم عن كتلة الإصلاح.

محمد الدراجي عن كتلة الفتح.

آلا طالباني وجوان إحسان رئيسة كتلة الإتحاد الوطني الكوردستاني.

وقد حصلت مصادر موقع داركا مازي على المعلومات الخاصة والغاية في الأهمية والتي دارت خلال ذاك الاجتماع السرّي، وما قاله لاهور وآلا طالباني شخصياً لهؤلاء البرلمانيين العراقيين.

والجدير بالذكر أن هذا الاجتماع عقد بعدما أقرّ مجلس النواب وصادق على مشروع قانون الاقتراض المحلي والخارجي لتمويل العجز المالي لعام 2020 والتي انسحب نواب الكتل الكوردية من الجلسة، بعد رفضهم العرب (شيعة وسنة) تحديد حصة إقليم جنوب كوردستان من نسبة الاقتراض المالي.

ووفق المعلومات التي بأيدينا أن لاهور كان قد عقد هذا اللقاء بحجة التباحث والتفاوض بشأن حلّ مشكلة رواتب موظّفي إقليم جنوب كوردستان، غير أنه قال للبرلمانيين العراقيين بأنهم كممثّلي حزب الإتحاد الوطني الكوردستاني لا يمتلكون أية معلومات عن قضية صادرات الإقليم النفطية وعقود حكومة جنوب كوردستان مع الشركات العالمية العاملة في مجال البترول، وأنهم قد أمهلوا الديمقراطي الكوردستاني آخر فرصة بهذا الصدد!

وكان لاهور يقصد بكلامه عن المهلة التي أعطوها للبارتي هو الاجتماع الثلاثي للبارتي واليكيتي وكوران -حركة التغيير- والتي شارك فيها بافل طالباني الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكوردستاني.

وتابع لاهور حديثه مع اللجنة المالية في البرلمان العراقي قائلاً: لذا من الضروري أن تقوم الحكومة العراقية بحلّ هذه المشكلة وإلا لجانا لخيارات أخرى نمتلكها.

وكشفت مصادر موقع داركا مازي أنه وخلال الاجتماع وبعد إتمام لاهور لحديثه، بدأت آلا طالباني بالحديث، وقالت للجنة المالية ينبغي على الحكومة العراقية إرسال رواتب موظّفي محافظة السليمانية بطريقة مباشرة إذ لا علاقة للاتحاد الوطني بمشاكل جنوب كوردستان وموظّفيها!

فلاهور والذي يعرف بأنه من أكثر الأشخاص الذين يتحدّثون عن الانتهاكات القانونية وتدخّلات الأحزاب في شؤون حكومة جنوب كوردستان، غير أن الحقيقة أنه من أكثر الأشخاص انتهاكاً لقوانين الإقليم وتدخّلاً في شؤون حكومته، فهو يتصرّف وكأنه لا توجد حكومة اسمها حكومة جنوب كوردستان، فهو مناوئ لكلّ ما تنجزه حكومة الجنوب ويقف ضدّها، أو يحاربها ويقلّل من شأنها عن طريق سوشيال ميديا خاصّته، ولا يدع أن تسري أية قوانين لحكومة جنوب كوردستان في مدينة السليمانية، فهو كما قالت إحدى الناشطات الكوردية في الجنوب: لو قال رئيس حكومة جنوب كوردستان بأن لاهور شخص جيد وطيب، سيظهر لاهور على وسائل إعلامه وفضائياته ويقول بأنه ليس شخصاً جيداً وطيباً بل هو أسوأ شخص!

وكلّ ما يخلقه لاهور من مشاكل وتعقيدات لجنوب كوردستان فهو وفق أجندة وأوامر إيرانية محضة وبتعاون علني من البكك، والسياسة المعوجّة التي يمارسها الإتحاد الوطني الكوردستاني إنما هو نتيجة التغييرات التي طرأت على الإتحاد من تغيير الرؤوس أذيالاً والأذناب رؤوساً، وقد اختلط الحابل بالنابل فيه، وبات مصير هذا الحزب بيد من لا يصلح للإدارة أصلاً، فلا يقدّرون الأوفياء والمخلصين والوطنيين والسياسيين الأصلاء، بل أصبح معيار الارتقاء في أطر الإتحاد هو حجم العداوة وكمّيتها التي يحملها بين أضلعه لحكومة جنوب كوردستان!

والحقّ، أنه من المؤسف أن تقع تركة شخصية مام جلال بيد هؤلاء ويستولي عليها أمثال هؤلاء السفلة الوضيعين أمثال لاهور شيخ جنكي! من المؤسف والمعيب أن يصبح الإتحاد خطراً جدّياً ومحدقاً يهدّد إقليم جنوب كوردستان في هذه الأوضاع المتردية والمأساوية، وأن يكون عصى بيد الدول المحتلّة لكوردستان وأعدائها وبالأخص أعداء جنوب كوردستان وينفّذون أجندات هذه الدول، وأفعال ومواقف وممارسات لاهور شخصياً والإتحاد في الآونة الأخيرة خير دليل على ما نقول..

مقالات ذات صلة