هيئة حماية وتحسين البيئة في إقليم كوردستان: جودة الهواء في مدن الإقليم شهدت تحسُّناً ملحوظاً مقارنة بالسنوات الماضية…

أفادت هيئة حماية وتحسين البيئة في إقليم كوردستان، بأن جودة الهواء في مدن إقليم كوردستان شهدت تحسُّناً ملحوظاً مقارنة بالسنوات الماضية، عازيةً ذلك إلى التقدّم في تنفيذ برنامج الكهرباء على مدار 24 ساعة من خلال مشروع “روناكي” وإيقاف آلاف المولدات الخاصة، وإغلاق عشرات المصافي غير القانونية.
سنان عبد الله، المتحدث باسم الهيئة، قال: “تمّ إيقاف وإزالة أكثر من 3500 مولدة، ما أسهم بشكل كبير في تحسين جودة الهواء وتقليل الغازات الضارة مثل ثاني أوكسيد الكربون والكبريت”.
ولسنوات طويلة، اعتمدت المنازل والأعمال التجارية في مدن إقليم كوردستان على مولدات الديزل الخاصة، المكلّفة والملوِّثة، بسبب الانقطاعات اليومية المتكررة للتيار الكهربائي.
ويُعد مشروع روناكي “والذي يعني الضوء-الإنارة باللغة الكوردية” مبادرة محورية لحكومة إقليم كوردستان برئاسة مسرور بارزاني، تهدف إلى توفير كهرباء مستمرة دون انقطاع، ضمن جهود أوسع لإصلاح قطاع الطاقة واستقراره.
وبحسب وزارة كهرباء الإقليم، فإن ما يقرب من أربعة ملايين نسمة، أي أكثر من نصف سكان الإقليم، باتوا مشمولين ببرنامج الكهرباء على مدار الساعة.
ويهدف المشروع أيضاً إلى الإنهاء التدريجي لأكثر من 7350 مولدة خاصة بحلول نهاية عام 2026.
وتشير البيانات إلى أنه جرى حتى الآن الاستغناء عن 3789 مولدة في مختلف أنحاء إقليم كوردستان، فيما لا تزال 3565 مولدة قيد التشغيل.
وفي سياق متّصل، أطلقت حكومة إقليم كوردستان في آب 2024 حملة كبرى لمكافحة التلوث، أصدرت خلالها أوامر بإغلاق أكثر من 100 مصفاة نفطية غير قانونية داخل المحافظة.
وقال محافظ أربيل أوميد خوشناو آنذاك إن جميع المصافي غير المرخّصة ستُغلق، محذّراً باتّخاذ إجراءات قانونية بحقّ المخالفين، واصفاً الحملة بأنها “خطوة حاسمة” لمعالجة تدهور جودة الهواء في العاصمة.
من جانبه، أوضح عبد الله أن “عدد المصافي في أربيل كان 138 مصفاة، وقد أُغلق حتى الآن 85 منها” مشيراً إلى أن المصافي المتبقية “يجب أن تلتزم بالشروط والضوابط البيئية، وإلا فستُغلق هي الأخرى”.
وبين أن من أبرز المتطلبات المفروضة على هذه المنشآت: تركيب فلاتر للهواء، وإنشاء أنظمة لمعالجة المياه والنفايات، وتشغيل وحدات مختبرية، فضلاً عن توسيع المساحات الخضراء المحيطة بمواقع المصافي.
وفيما يتعلق بتلّوث المركبات، دعا عبد الله إلى الالتزام الصارم بتعليمات جودة الهواء، مؤكّداً أن “شركات الفحص والجهات الرقابية وشرطة المرور يعملون معاً للحدّ من انبعاثات العوادم الضارة ومنع تصاعد الدخان الملوِّث”.
ويُشار إلى أن حكومة إقليم كوردستان أطلقت حزمة من الإجراءات لتشجيع استخدام السيارات الهجينة والكهربائية، في إطار جهود خفض تلوث الهواء وتحديث منظومة النقل في الإقليم.
ومن أبرز هذه الإجراءات الإعفاء الكامل للسيارات الكهربائية من الرسوم الجمركية، إلى جانب إلغاء رسوم التسجيل والرسوم البيئية السنوية عنها. كما نصّ توجيه صادر عن وزير الداخلية ريبر أحمد في شباط الماضي على إعفاء تسجيل المركبات الكهربائية لأول مرة من أي رسوم، وإعفاء مالكيها من الرسوم البيئية المتكرّرة.