من هو أبو فدك؟ وما الذي يفعله في شنگال؟

من هو أبو فدك؟ وما الذي يفعله في شنگال؟

اتفاقية شنگال من الاتفاقيات التأريخية التي أبرمت بين حكومة جنوب كوردستان والحكومة الفيدرالية لتطبيع الأوضاع في المدينة المهجورة وإعادة الحياة إليها، وذلك بإعادة نازحيها والذين يقطن غالبيتهم في مخيمات للاجئين في أهلك الظروف وأبشعها!

ورحّب أهالي شنگال بالاتفاقية بحفاوة، آملين بحياة طبيعية حرّة كريمة في ديارهم في ظلّها، مؤمّلين نجاتهم من براثن وسطوات الميليشيات المسلّحة الخارجة عن القانون والتي تحكم المدينة بالحديد والنار، إلا أن الاتفاقية التي اتّسمت بالوطنية وقضت على أحلام مشروع محور المقاومة الإيراني، باتت جبهة أعدائها مليئة بمرتزقة إيران من الميليشيات والمجاميع المسلحة الموالية لها، من بين هذه المجاميع حزب العمال الكوردستاني البكك، فقد انخرطت تنظيماتها أيضاً في هذا الخط المحرّف!

ونتيجة تمركز البكك في شنگال وتشكيلها للعديد من القوى والمجاميع الخارجة على القانون واستلام رواتبها من ميليشيات الحشد الشعبي، فلا يمرّ يوم إلا ونسمع تهديدات تركية بإطلاق عملية عسكرية لاحتلال شنگال، غير أنه يبدو أن البكك لا تأبه لهذا الأمر وهي مستمرة على مواصلة ممارساتها الاستفزازية التحريضية.

وقبل فترة، توجّهت قوات عسكرية من قبل الحكومة العراقية لشنگال ما أجبرت البكك على مغادرة المدينة، غير أنها لم تلبث أكثر من مدة 8 ساعات، وسرعان ما رجعت بعدما غيّرت زيّها البككي بزيّ مقاتلي الحشد الشعبي.

بعد تهديدات تركيا بتواجد مسلّحي البكك في شنگال والتي ترى تركيا أنهم بمثابة خطر خارج حدودها تهدّد أمنها الداخلي، استمرت تركيا بتهديدها إطلاق عملية عسكرية لاحتلال شنگال وتطهيرها من هذه القوات المسلّحة والقضاء عليها وحماية أمنها الداخلي والحدودي، بالمقابل، ولحماية (محور المقاومة) والذي تعتبر البكك جزءاً متأصلاً منه في المنطقة، خطت إيران يوم 11-2-2021 خطوة جدية بهذا الصدد، فأرسلت عبد العزيز المحمداوي الملقب “أبو فدك” رئيس أركان الحشد الشعبي، والشخصية المندرجة على لوائح الإرهاب للولايات المتّحدة الأمريكية، وأقرب الشخصيات حينها لدى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

وقد كشفت مصادر موقع داركا مازي في قضاء شنگال، أن المدعو أبو فدك تمركز في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا، كما زار شرق جبل شنگال، وأوضح أبو فدك انه توجّه لشنگال من أجل استباب الأمن والأمان غير أن الحقيقة هي أنه توجّه هناك من أجل إخفاء مقاتلي البكك ودمجهم ضمن صفوف مسلّحي الحشد الشعبي والحؤول دون تنفيذ بنود اتفاقية شنگال، فقد توجّه هناك على قوام قوات كبيرة من الحشد الشعبي، كما ويحاول إخفاء مسلّحي البكك ضمن هذه القوات للحؤول دون إطلاق تركيا لعملية عسكرية ضد مسلّحي البكك في شنگال والمحافظة على محور المقاومة وأجندات إيران هناك.

كما وكشفت مصادرنا هناك، عن قيام أبو فدك باجتياز قوات ضخمة للحشد قوامها 4 ألوية لشنگال، وذلك يومي 11-12/2/2021، وتمّت معرفة أسماء 3 ألوية من ألوية الحشد التي تمّ إرسالها لشنگال، وهي:

  1. لواء الحسين التابع للحشد.

  2. لواء تابع لتنظيمات بدر.

  3. لواء باسم (لواء سيد الشهداء).

ويذكر أنه تم إبرام اتفاقية شنگال في الـ 9-10-2020، بين الحكومة الفيدرالية وحكومة جنوب كوردستان لتطبيع الأوضاع في المدينة المنكوبة، وتنصّ الاتفاقية على الإدارة المشتركة بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم جنوب كردستان لملف القضاء من النواحي الأمنية والخدمية والإدارية وغيرها، وكما وتقضي بإخراج المجموعات والفصائل والميليشيا المسلحة غير المرخّصة والقانونية كحزب العمال الكوردستاني البكك من داخل القضاء ومحيطه.

مقالات ذات صلة