الإبادة اللغويّة والثقافيّة التي يتحدّث عنها العمال الكوردستاني، قياماً وقعوداً، هو نفسه ضالع في ارتكابها بحق الشعب الكوردي، منذ تأسيسه سنة 1978 وحتّى اللحظة، فشل حزب العمال الكوردستاني في جعل اللغة الكورديّة اللغة الرسميّة داخل الحزب، فكيف سينجح في فرضها كلغة رسميّة داخل الدستور التركي؟ حتى الآن، أوجلان لا يعرف كتابة نصف صفحة باللغة الكورديّة! وكذا حال جميل بايق، مراد قره ايلان، دوران كالكان، مصطفى قره سو، علي حيدر قيطان، رضا آلتون…! اللغة الرسميّة (الأمّ) داخل الحزب هي اللغة التركيّة! هذا الحزب، أكّد ووثّق المقولة الفاشيّة التركيّة التي كانت تنفي وجود الشعب الكوردي، وتقول عنهم “أتراك الجبال”. حقّاً، أكّد هؤلاء أنهم “أتراك الجبال” وليسوا أكراد المدن والقرى والجبال.
في صيف 2007 كنتُ في جبال قنديل، وقلتُ لجميل بايق، حين سألني عن انطباعي وملاحظاتي: إن الحزب يتعامل مع اللغة الكورديّة على أنها لغة زوجة الأبّ (الضرّة)، وليست اللغة الأم، بينما اللغة التركيّة هي اللغة الأم؛ الخانم، الخاتون، السيّدة، الآمرة الناهية! حزب فشل في تقويض وإزالة سياسات ومشاريع التتريك على الصعيد الداخلي – الحزبي، بل ساهم في نشرها وتعزيزها، كيف له أن يحرر وطناً وشعباً؟!
لماذا اللغة العربيّة أو الكورديّة لدى القيادات الكورديّة السوريّة في pkk ركيكة ومفككة، ومليئة بالتعلثم والأخطاء؟ لأن الحزب أخذ منهم اللغة العربية والكورديّة، وأحلَّ محلّها اللغة التركيّة! هم يتكلّمون التركيّة بطلاقة وأريحيّة أكثر من العربيّة والكورديّة، والفضل يعود في ذلك إلى عبقريّة التتريك لدى حزب العمال الكوردستاني، لاحظوا مقابلات باهوز أردال، نورالدين صوفي، شاهين كوباني، زاخو يوسف، إلهام أحمد…، التي باللغة العربيّة، ستتأكّدون من صحّة كلامي.
نعم؛ طالباني، بارزاني وقاسملو كانوا أفضل من أوجلان، أقله، كانوا يكتبون ويقرأون بلغة شعبهم الذي ناضلوا من أجل حريته وهويّته ولغته وثقافته.
مناسبة هذا الكلام، هو احتفال الحزب وأنصاره بعيد ميلاد (قائد الشعب الكوردي) عبد الله أوجلان الذي لا يعرف كتابة مقال باللغة الكورديّة!
22 سنة سجن، كانت كافية كي يتعلّم أوجلان اللغة الكورديّة قراءةً وكتابة، 22 سنة سجن، كافية ليتعلّم اللغة العربيّة، الانكليزيّة والفرنسيّة أيضاً.
المقال من صفحة الكاتب على الـ “فيس بوك”