Skip to contentشكراً قاراسو!
الجزء الأول
كثيراً ما يفقد الانسان السيطرة على نفسه ولسانه وتصرفاته، فيقول ما لا يقال أو لا ينبغي أن يقال!
قال أحد أعضاء اللجنة القيادية لمنظومة المجتمعات الكوردستانية وأحد قادة حزب العمال الكوردستاني الـ PKK يدعى مصطفى قاراسو، يوم الثلاثاء المصادف 27-4-2021، ومن على وسائل إعلام هذه التنظيمات بأن: هناك سياسة إبادة جماعية ضد الكورد تُحاك في إمرالي!
وهذه حقيقة واضحة، ولكن ليست وفق تفسيرات وتحليلات قاراسو، بل وفق المعلومات الاستخباراتية والمكتسبات والأهداف التي حقّقتها الـ PKK خلال العشرين سنة الماضية، وكذلك ممارساتها المشبوهة والملحوظة للجميع، فهذه هي حقيقة كلام قاراسو.
فقبل اعتقال وسجن رئيس حزب العمال الكوردستاني (عبد الله أوجلان) كان شعار الحزب يتجسّد في تحرير كوردستان الكبرى، وبعد الاعتقال والسجن تغيّر الشعار بنسبة 180 درجة تماماً ليتحوّل إلى مشروع لأخوة الشعوب!
هذا التغيير الاستراتيجي المفاجئ من قبل عبد الله أوجلان تسبّب بإبادة الكورد في كافة أجزاء كوردستان، وبالأخص في شمال كوردستان -كوردستان تركيا- ويجري تمريره الآن في جنوب كوردستان -إقليم كوردستان العراق- بامتياز!
أهم ممارسات الـ PKK التي تسبّبت بإبادة الكورد وتدميرهم:
إعلان هذه التنظيمات على وسائل الإعلام مسؤوليتها عن مقتل شرطيين أتراك أدّى لغلق غالبية المؤسّسات الثقافية والفنية الكوردية في كوردستان تركيا -شمالي كوردستان-.
التسبّب بتدمير كبرى المدن الكوردستانية في تركيا نتيجة الاشتباكات وحروب الشوارع، وتهجير أهالي تلك المدن وتدمير ملامحها الكوردستانية، إضافة لتدميرها اقتصادياً وثقافياً…
العلاقات الكاشفة والفاضحة بين الجناح العسكري ورؤساء البلديات الذين كانوا موالين للكورد، تسبّبت بإغلاق غالبية هذه البلديات واعتقال رؤسائها وتوظيف وتعيين (قيومين) مقامهم.
نتيجة إجبار الشعب على رفع صور أوجلان وإطلاق الشعارات البراقة والجوفاء خلال التظاهرات الحضارية والعصرية في كوردستان تركيا، ونتيجة عدم وجود تنظيم سري وعقد الاجتماعات بشكل علني في قلب المدن، تسبّب كلّ هذا بما نراه اليوم من اعتقال الآلاف من المخلصين الوطنيين وأعضاء البرلمان ورؤساء البلديات!
نتيجة إطلاق بعض العيارات النارية من قبل مسلّحي الـ PKK في بعض الأعراس والدبكات بالقرب من بعض مدن وقرى الشمال -كوردستان تركيا- تسبّب ذلك بإدارة غالبية تلك المناطق وفق أعراف وإدارة عسكرية صارمة.
نتيجة انهيار العملية الديمقراطية خلال آخر مؤتمر للـ PKK وبالأخص بعد اعتقال أوجلان -أو الأصحّ عودته لحضن تركيا- فقد قرّر آخر مؤتمر لهم عدة قرارات ووافق عليها، بعدها بأيام، تمّ إلغاؤها كلّها بمجيء قصاصة ورقية من أوجلان لقادة الـ PKK!!
بعد إلغاء مخرجات ومقرّرات المؤتمر، وتنفيذ القرارات الصادرة من إمرالي، هزّت الانشقاقات وصدعت أركان الحزب على عدة أقطاب:
قطب انشقّ عن الحزب، فاغتيل عدد من شخصياته البارزة من قبل القطب الآخر المتبقّي، واستطاع قسم منهم الفرار والنجاة بأنفسهم.
قطب احتمى بالحرس الثوري الإيراني.
قطب عاد إلى حضن الاستخبارات التركية.
قطب خضع لهيمنة ميليشيا الحشد الشعبي العراقي.
وقسم أثار الصمت وحماية نفسه وسط هذه الفوضى.
والمعنى، فقدت البكك رأسها -القيادة الفعلية- وأصبحت هذه الأقطاب كلعبة الشطرنج، وأصبح الكريلا ومقاتلو الـ PKK كبيادق الشطرنج يفتدى بهم على كافة الميادين وبشكل مستمر ويومي بعيداً عن الأهداف المقدسة والمباركة لهم!