تواصل تنظيمات حزب العمال الكوردستاني (PKK) نضالها العبثي الشكلي ومقاومتها المزيفة على أراضي إقليم كوردستان -جنوبي كوردستان- لتبرير التوغل التركي في المنطقة وشرعنته، وآخر فصول هذه المسرحية المحكمة المحبكة هو قيام هذه التنظيمات ببناء معاقلها ومقارها ونقاطها وسط قرى مناطق برواري بالا، ما دفع ذلك بالجيش التركي اليوم ببدء عملية عسكرية أخرى لاحتلال هذه المناطق من احتلال الـ PKK لها!
فقد أطلق الجيش التركي اليوم الأربعاء 1-9-2021، عملية عسكرية أخرى بمناطق برواري بالا بإقليم كوردستان -جنوبي كوردستان-.
وقد كشفت مصادر موقع داركا مازي في إقليم كوردستان أن العملية انطلقت من ناحية قرية هروري بعدما بنت تنظيمات الـ PKK مقارها ومعاقلها وسط قرى المنطقة، علماً أن تلك النقاط التي بنتها الـ PKK كانت شكلية كألعاب الأطفال عندما يبنون السواتر، كلّ ذلك فقط لاستفزاز العساكر الأتراك وتبرير توغّلهم وشرعنته لا غير!
فيا تُرى ماذا تريد الـ PKK أن تفعله بمناطق برواري بالا؟!
نعم، محاربة الأعداء المحتلين والوقوف بوجههم والتضحية بكلّ ما هو غالي ونفيس تعتبر كرامة وغيرة، بل هي عين الشرف والكرامة والعزة، وكلّ كوردي يمتلك أدنى مراتب الشرف والكرامة ولا بدّ أن يسرّه هذا ويفرح به، نعم، كلّ كوردي شريف ومخلص لأرضه ووطنه يفرح بمقتل عساكر المحتل، وكلّ من لا يسرّه مقتل وإبادة المحتل فهو مجرّد عن أية مشاعر أو أحاسيس قومية وطنية كوردايتي بل أصل هويته القومية والوطنية محل شكوك، غير أن الحقيقة هي أن الـ PKK تنادي بمثل هذه الشعارات لتضليل الشعب الكوردي وخداعه لا غير، وبالأخص شعب إقليم كوردستان، فهذه التنظيمات تريد إلهاءنا عن حقيقة ما تقوم به من خدمة للعدو المحتل وتحاول إرسال رسالة لنا بأنها تقاوم الفاشية والاحتلال في ميادين المعارك والوغى! وأنه لولاها لما كان هناك ما يسمى بجنوبي كوردستان -إقليم كوردستان-!!
فمنذ عام وتنظيمات الـ PKK تبذل كافة جهودها لجرّ الجيش التركي بأسلوب سلس وممنهج لإقليم كوردستان، وبالأخص لمناطق عشيرة البرواري، فقد رأينا بأم أعيننا كيف أهدت قمم جبل كيسته المستعصية بسهولة للجيش التركي على غرار ممارستها في حفتنين، فالـ PKK تدّعي بأنها تحارب الجيش التركي وتقدّم بطولات خيالية غير أن الحقيقة هي أنه لما يشتد وطيس الحرب يختفي مسلّحوا هذه التنظيمات ويغيبوا عن ساحات الوغى!
فخلال العام الماضي سلّمت الـ PKK عشرات المناطق والقرى لإقليم كوردستان الخاضعة لهيمنتها وسيطرتها للدولة التركية وذلك على أربعة مراحل، والآن جاء الدور على مناطق برواري بالا، فلم يتبق هناك أي تواجد لمسلّحي هذه التنظيمات على الحدود، بل باتوا يتمركزون في القرى المأهولة جاعلين من القرويين الأبرياء العزل دروعاً بشرية لهم، وتدير بين فترة وأخرى معارك شكلية عبثية مع الجيش التركي هي أشبه بالألعاب النارية للأطفال، وتصوّر لقطات لها وتنشرها على منصاتها الدعائية الإعلامية وتظهرها وكأنها مقاومة منعدمة النظير!! كلّ ذلك من أجل خداع شعب إقليم كوردستان وتضليله، والحق أن كلّ ذلك حلقة ضمن مؤامرة ومخطّط إجرامي لتبرير التدخّل التركي وشرعنته لاحتلال تربة إقليم كوردستان!
فليحذر أهالي مناطق برواري بالا…
تأسّست تنظيمات الـ PKK منذ 41 عاماً وبدأت نضالها المسلّح منذ 37 عاماً رغم كلّ هذا لم تحرّر شبراً من أراضي شمالي كوردستان -كوردستان تركيا- من أيدي المحتلين الطغاة!
ختاماً نقول: ليحذر أهل إقليم كوردستان -جنوبي كوردستان- وخصوصاً أهالي مناطق برواري بالا، فليحذروا ويتيقّظوا ولا ينخدعوا بالشعارات البراقة المزيفة لهذه التنظيمات، فقد تأسّست تنظيمات الـ PKK منذ 41 عاماً وبدأت نضالها المسلّح منذ 37 عاماً رغم كلّ هذا لم تحرّر شبراً من أراضي شمالي كوردستان -كوردستان تركيا- من أيدي المحتلين الطغاة ليومنا هذا،
بل على العكس، فقد تسبّبت بدمار قرى ومدن كوردستان تركيا في حروبها العبثية والتي سمّيت بحرب الخنادق عام 2015، فدمّرت وهجّرت وأبادت الحياة في مئات القرى الكوردستانية، واليوم، تحاول تكرار نفس السيناريو بحق قرى ومدن إقليم كوردستان وخصوصاً مناطق برواري بالا، فمن الواضح أنها اشتاقت لتقديم قرى ومدن كوردستان كهدايا على طبق من ذهب للدولة التركية وجيشها!