نشرت وكالة (روزنيوز) التابعة للـ PKK، ومقرّها محافظة السليمانية، خبراً مفاده أنه تتمّ معالجة 544 شخصاً مصاباً بالأسلحة الكيمياوية، وتتمّ معالجتهم وتداويهم في المستشفى التركية العسكرية بناحية (بامرني).
ونشرت الوكالة الخبر بهذا الشكل: “خلال هذه الأيام، تمّ نقل 544 شخصاً من قبل الديمقراطي الكوردستاني -البارتي- للمستشفى العسكري التركي في بامرني، ظهرت عليهم أعراض مرض نادر، احمرار الأعين وظهور فقاعات مائية على مناطق مختلفة على الجلد، ومرضهم شديد” في الوقت نفسه، جاء في الخبر بأن الديمقراطي الكوردستاني -البارتي- أقنع هؤلاء بأنه نوع خطير من فيروس كورونا، وأنه جلب الأطباء من تركيا لمعالجتهم، كما وادّعت الوكالة بأن تركيا استخدمت الأسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً وأن سعي البارتي هو من أجل التغطية على هذه الجريمة!
ونحن كـ (موقع داركا مازي) وبالاعتماد على مصادرنا الخاصة في إقليم كوردستان وبالأخص في محافظة دهوك، تتبّعنا هذا الخبر الذي نشرته وكالات إعلام الـ PKK للوقوف على حقيقة الموضوع، غير أن الحقيقة ظهرت أنه لا أساس من الصحة لهذا الخبر الكاذب إطلاقاً، جلّ الموضوع هو أنه أصيب ثلاثة أشخاص (رجل وامرأة وابنتهما) على خلفية قصف تركي عنيف، وأن جروحهم لم تكن إطلاقاً إثر أية مواد كيمياوية أو سامة، بل كانت إثر ضغط الانفجار، كما أثرت أدخنة القصف عليهم وفق تتبّعنا الدقيق للموضوع وتقرير للصحة العامة في محافظة دهوك، فجاءت هذه الوكالة (روزنيوز) ولفّقت منه خبراً كاذباً وزادت العدد بـما يقارب الـ (200) مرة لا أكثر!!
فوفق تحرياتنا الدقيقة والعميقة لم نرصد غير هذه الحالات الثلاثة لتلك العائلة، ولم يصب غيرهم بأي مرض أو جرح، وهذا يثبت حجم الدعاية اللاأخلاقية والمنعدمة الضمير والحرب الإعلامية التي استهدفت الـ PKK من خلالها حكومة إقليم كوردستان وكيان كوردستان ومحاولة تسقيطه إعلامياً بعدما فشلت محاولات الهيمنة عليه من قبلها ميدانياً وعسكرياً وتنظيماً.
كما نشرت الـ PKK هذا الخبر باللغة التركية فقط لأنها تعلم علم اليقين كذبه، ولئلا يطّلع الشعب الكوردستاني في إقليم كوردستان على حقيقة أكاذيب الـ PKK، فهي تعلم جيداً أن شعب الإقليم وبالأخص أهالي محافظة دهوك لدى قراءتهم لخبر كهذا سيعرفون حجم الكيد والحقد والكراهية التي تكنّها هذه التنظيمات لإقليم كوردستان حكومة وبرلماناً وشعباً و…!
الضحك على الأمة!
عدا كونه خبراً كاذباً لا يمت إلى الحقيقة بأية صلة، فمثل هذه الأخبار التي تفنّنت الـ PKK بصنعها ونشرها هي ضحك على الشعب الكوردي والأمة الكوردية واستحقار واستهانة بهم وازدراء بعقولهم، كما هو إهانة واستحقار واستخفاف بعقول أهالي محافظة دهوك وكاني ماسي، فكيف يعقل بمجتمع مثل دهوك متّسم بالأسري والعشائري أن يختفي فيه 544 شخصاً في مستشفيات تركية عسكرية دون أن يعرف أحد أية معلومات عنهم؟! أو أن يصيب هذا الكمّ الهائل من الأهالي في كاني ماسي ويتمّ تضليلهم وخداعهم بحجة مرض كورونا؟! فالـ PKK بنشرها مثل هذه الافتراءات تحسب عموم أهالي كاني ماسي بدرجة من الجهل والبلادة بحيث يحدث مثل هذه الأمور بين ظهرانيهم دون أن يكونوا على أدنى دراية أو معرفة بها!! فلو اختفى 5 افراد فليس معقولاً ألا يعلم أهالي كاني ماسي بالأمر فكيف بـ 544؟! فلكل قرية منصّتها على السوشيال ميديا ولها صفحة خاصة بها، غير أن الـ PKK عدّت أهالي كلّ من دهوك وكاني ماسي وكأنهم يعيشون في حقبة أصحاب الكهف أو إنسان النياندرتال لا يعلمون شيئاً وكأنهم في واد والعالم في واد!
لهذا، فصناعة مثل هذه الأنباء من قبل هذه التنظيمات ونشرها على منصاتها الإعلامية وماكيناتها الدعائية استخفاف بعقول الشعب واستهانة بأهالي دهوك وكاني ماسي وصلافة وتعجرف بحقهم، كما هو استخفاف بعقول متابعي هذه المنصات الإعلامية للـ PKK ومتابعيها ونظرة دونية إليهم لا غير!
فيا تُرى هل ستهاجم الدولة التركية بالأسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً؟
ممّا لا شكّ فيه أن الدولة التركية دولة لا تملك ذرة ضمير أو أخلاق، ولا تستنكف عن ممارسة أية أعمال مهما بلغت من الدناءة والخسة والخباثة، فهي بنيت على دماء الكورد وإبادتهم، وهي قد استخدمت وما زالت تستخدم جميع الأسلحة المحرمة دولياً في حروبها ضد الكورد، غير أن الـ PKK وعوض مناشدتها المجتمع الدولي ومحكمة العدل الدولية والمطالبة بمحاكمة تركيا على ممارسة مثل هذه الجرائم تقوم على نشر مثل هذه الأنباء بهدف التأثير على أنصارها وكسب عطفهم وكسلعة دعائية لا أكثر ولا اقل، وكثيراً ما ادّعت الـ PKK بارتكاب تركيا للعديد من جرائم ضد الإنسانية، غير أنها لم تأتي ولو بدليل على اثبات دعاويها، فالكذب والكذب ومن ثمّ الكذب جعلت من هذه التنظيمات ومنصاتها الإعلامية أبواقاً دعائية لنشر الدعايات والأكاذيب دون تقديم أية اثباتات ما دفعت بالدولة التركية المحتلة على التبرير لأنفسها وإسقاط جميع التهم الموجّهة إليها بل وعلى العكس إبداء نفسها مدافعة عن أمنها وكأنها مظلومة! بمعنى، أن الأسلحة الكيمياوية أصبحت وسيلة للدعاية في نظر الـ PKK أكثر من كونها جريمة دولية وأسلحة محرمة دولياً ينبغي مناشدة العالم والمجتمع الدولي لمعاقبة مستخدمي هذه الأسلحة!
رغم كلّ هذا، لم تنشر وسائل إعلام الـ PKK خبر إصابة 544 شخصاً بالأسلحة الكيمياوية للتشهير بالدولة التركية وارتكابها جريمة استخدام هذه الأسلحة المحرمة دولياً، بل كان غرضها التشهير بحكومة إقليم كوردستان والإساءة إليها وتأليب الرأي العام الكوردي ضدها! فلو تتبّعنا وسائل إعلام الـ PKK لوجدنا أنها لا تنشر أقل من 3 أنباء مناوئة ومعادية لحكومة إقليم كوردستان يومياً، كما دأبت على نشر كلّ خبر بلغة وفي قسم غير القسم الذي نشر الخبر الآخر!
ختاماً فلتعلم هذه التنظيمات التي أصبحت وباءاً على الشعب الكوردي وكوردستان بكافة أجزائها، أنها لا تخدم بإعلامها ونشرها مثل هذه الأنباء المفترية والكاذبة سوى أعداء الكورد وكوردستان، وأنها تعادي بها الكورد وكوردستان وبها توجّه أعنف الضربات وأشدها للأمة الكوردية.