دوران كالكان، عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكوردستاني (PKK) يظهر مجدّداً على وسائل إعلام الحزب ومنصاتها السوشيال ميديا، ولكن هذه المرّة كانت تقييمات “عباس” أغرب من سابقاتها، فعدا مباركته المعهودة للكمالية الفاشية ومسيرة أتاتورك، بذل جهوداً جبارة للتساوي والتشاكل بين كيان إقليم كوردستان الدستوري والرسمي والمعترف به دولياً، وبين غربي كوردستان -كوردستان سوريا- تلك البقة من كوردستان والتي حوّلها كالكان وأذنابه من غربي كوردستان لـ (شمال شرق سوريا)!.
فخلال لقاء خاص أجرتها وكالة فرات للأنباء (ANF) التابعة للـ PKK، مع كالكان فيما يتعلق بالهجمات الاحتلالية وسياسات الدولة التركية، والاستعدادات التركية لشنّ عملية عسكرية جديدة على غربي كوردستان -كوردستان سوريا- أدلى “عباس” بتقييمات وفق ذهنيته المحدودة وفكره المنغلق.
بدأ كالكان كالعادة، تقييماته بالهجوم على كيان الإقليم حكومة وبيشمركة وأحزابا وطنية، وبالذات الحزب الديمقراطي الكوردستاني (PDK) ليحاول بعدها وفق ذهنيته التساوي والتشاكل بين (إقليم كوردستان والإدارة الذاتية!) من خلال تكراره الجمع بين (روجافا وجنوب كوردستان= أي كوردستان سوريا وإقليم كوردستان) في عدّة مواضع منها “لا يمكن فصل الهجمات الاحتلالية للدولة التركية على روج آفا وجنوب كردستان” ” فهو احتلال روج آفا وجنوب كردستان” “الهجمات الاحتلالية التي تشنها الدولة التركية على كل من روج آفا وجنوب كردستان” “وهذا هو الهدف نفسه من الهجمات الاحتلالية ضد روج آفا وجنوب كردستان” “السياسة التركية الهادفة إلى التوسع في روج آفا وجنوب كردستان”…
بماذا يتشابه (إقليم كوردستان وغربي كوردستان)؟!
عموم قادة تنظيمات الـ PKK لا يميّزون بين الأسود والأبيض لدى تقييماتهم للواقع، فيظهرون الأبيض أسوداً وبالعكس، فـرغم أن “عباس” تحدّث بـما يقارب من 4 آلاف كلمة لدى إجابته على أسئلة وكالة (ANF) البككية، إلّا أنه خلّط الأمور أخيراً، ولم يميّز بين الأسود والأبيض في نهاية المطاف، فقد ربط العم عباس بين (إقليم كوردستان والإدارة الذاتية) فيما لا يحصى من المرات! فيا عمّ عباس هل فعلاً (إقليم كوردستان) مشابه مساوٍ للـ (الإدارة الذاتية)؟!
بل نحن سنتساءل هنا: هل فعلاً كيان إقليم كوردستان الدستوري والمشروع والرسمي والمعترف به دولياً يماثله غربي كوردستان ذلك الكيان الذي غيّرت الـ PKK اسمه من غربي كوردستان لـ شمال شرق سوريا؟! فممّا لا شكّ فيه أن كلّ كوردي يملك إجابة هذا السؤال عدا كالكان التركي أو الآذري أو أياً كان غير الكوردي! فكيانٌ تأسّس على الثورات والانتفاضات ودماء مئات آلاف البيشمركة وشباب الكورد في مواجهة أنظمة دكتاتورية متعاقبة كلّ نظام أعتى من سابقه ليس كغربي كوردستان الذي تسلّمته الـ PKK وكالة عن النظام السوري الأسدي، وحاربت الـ PKK فيه بالنيابة كلّ حركة وتنظيم وحزب كوردي وطني قومي مخلص! الكلّ يدرك مدى حجم تضحيات وقرابين ثورات الإقليم وبطولاته من أجل نيل حريته وحقوقه في الحكم الذاتي وإجبار الحكومات العراقية المتعاقبة على التنازل والاعتراف بكيان الإقليم وشرعيته لغاية يومنا هذا، فما تحقّق من مكتسبات ومنجزات لغاية هذا اليوم من نيل الحقوق المشروعة للشعب الكوردي وتأسيس كيان إقليم كوردستان وفق الدستور العراقي إنما هو ثمرة هذا النضال المرير والثورات البطولية لشعب الإقليم…
فإقليم كوردستان -جنوبي كوردستان- هو البقعة الوحيدة المحرّرة من كافة أجزاء كوردستان، وهو في تطوّر وارتقاء مستمرين، فهو يملك حكومة وبرلماناً، يملك نظاماً ديمقراطياً وإدارة ذاتية على مستوى العراق الاتحادي، وهذا ما أقره الدستور العراقي، كما هو معترف به دولياً من قبل المجتمع الدولي وعموم دول العالم…
أما غربي كوردستان -كوردستان سوريا- فقد تهيأت له فرصة ذهبية بداية إشعال فتيل الثورة السورية والحرب الداخلية هناك، فلم يكن يفصل بين الشعب الكوردي وحقوقه المشروعة من حكم ذاتي وهوية قومية ووطنية إلا القليل لولا تدخّل الـ PKK في الحسابات وقلبها المعادلة الجارية هناك راساً على عقب، فحاربت الـ PKK نيابة عن النظام الأسدي، وقتلت الكورد بل وأحدثت مجازر بحقهم، وقضت على أية أحزاب وحركات وتنظيمات كوردستانية، واغتالت الوطنيين المخلصين، وغيّرت حتى اسم كوردستان من كوردستان للغرب فـ “شمال شرق سوريا!” وأسّست إدارة بككية هناك باسم الإدارة الذاتية والتي تُعرف بذراع الـ PKK في غربي كوردستان لدى غالبية الدول، كما لا ترى أية دولة هذه الإدارة أنها ممثّلة الشعب الكوردي بغربي كوردستان -كوردستان سوريا.
نختصر للعم عباس، الفرق بين إقليم كوردستان وروج آفا:
في الإقليم، أشعل الشعب فتيل ثورات وانتفاضات متتالية ضد الأنظمة الدكتاتورية في العراق حتى أسقط النظام الدكتاتوري لصدام، على نقيض الـ PKK التي حاربت جنب النظام الأسدي ضد الشعب الكوردي، وبعد تقديم أكثر من 11 ألف شهيد تأتي وتقول بكلّ صلافة ووقاحة بأن الحل يكمن في العودة لحضن النظام!!
ينبغي على شعب غربي كوردستان -كوردستان سوريا- أن يعلم جيداً بأن الـ PKK جلبت المحتلين الأتراك والعرب لمناطقهم وديارهم بتقصّد وعن عمد، فهي تهدف إلى تدمير غربي كوردستان -كوردستان سوريا- على غرار تدميرها وتهجيرها للحياة في شمالي كوردستان -كوردستان تركيا- فيجب على الشعب أن يكون يقظاً لدرجة ألّا ينخدع بمثل هذه التقييمات الفارغة والمنعدمة لأية قيمة سواءٌ في ذلك تقييمات كالكان أو غيره من قادة الـ PKK من جماعة أنقرة، فكما سلّم هؤلاء عفرين وسري كانييه وكري سبي لأردوغان وأهداها له على طبق من ذهب، فكذلك سيفعلون بباقي المناطق الكوردستانية وستذهب كلّها على خطا عفرين، لا تنخدعوا بلسان كالكان التركي وتقييماته وادّعاءاته بالمطالبة بحقوق الكورد، وهل يؤمّل تحصيل شيء من شخص يبارك الفاشية الكمالية شخصية مصطفى كمال أتاتورك؟!
إذا أراد شعب غربي كوردستان -كوردستان سوريا- أن يتنعّم بالاستقلال وإدارة ذاتية وحكم ذاتي، ينبغي عليهم طرد الـ PKK وأذرعها وذيولها من مناطقهم وبالأخص الاتحاد الديمقراطي (PYD) وإدارته المسماة بالإدارة الذاتية، فالـ PKK تنفّذ أجندات الدول المحتلة لكوردستان لا غير، فهي ستسلّم الأمانة المعهودة إليها -غربي كوردستان- للنظام السوري الأسدي بعد تقديم بعض مناطقه كـ”هدايا” للاحتلال التركي، فالـ PKK لا تمثّل شعب كوردستان سوريا -غربي كوردستان- بل على النقيض من ذلك تماماً فهي تمثّل محتلي غربي كوردستان، ولن ينعم غربي كوردستان بالحرية والاستقلال في ظل الـ PKK إطلاقاً بل سيضيع من وراء الـ PKK وأذنابها وأذرعها…