مَنْ يخدع مَنْ؟!

مَنْ يخدع مَنْ؟!

يواصل الرئيس المشترك السابق لحزب الشعب الديمقراطي (HDP) صلاح الدين دميرتاش، في معتقله، لقاءاته مع الصحفيين والإعلاميين، ويدلي بتصريحات كثيرة من معتقله، وهذا ما أصبح حديث الساعة والموضوع الساخن في الصحافة التركية ومحط نقاش وجدل واسعين في أطر الشعوب الديمقراطي نفسه، حول: هل يحاول دميرتاش أن يجسّد دور عبد الله أوجلان الوقتي؟ أو ما أهدافه؟ يبدو أن أوجلان قلق بشكل كبير حول هذه المواقف رغم هذا لم يظهر بعد! ووفق اعترافات سياسيين أتراك وزعماء الأحزاب التركية أن اللقاءات مستمرة ومتواصلة مع عبد الله أوجلان، وأن هناك مفاوضات سرية تجري مع أوجلان في إيمرالي بعيداً عن الأضواء وعدسات الكاميرا.

فممّا يبدو أن حزب العدالة والتنمية الحاكم (AKP) سيلعب في هذه الانتخابات ببطاقة عبد الله أوجلان، فتجري هناك تحضيرات بالعمل على “أوجلان” من قبل الحزب الحاكم، وموقف عبد الله أوجلان يبدو واضحاً من عملية انتخابات مجالس البلديات، رغم هذا، فقد أشار العديد من الباحثين والمتابعين للوضع هناك أشاروا في تقييماتهم للأوضاع الجارية في تركيا بأن مرشّحي “ممثلّي” الشعوب الديمقراطي لا ينصتون لأوجلان، بحيث بات النقاش محتدماً في قاعدة الشعوب الديمقراطي (HDP) حول دور أوجلان الضبابي.

غير أنه بات معروفاً أن تصريحات دميرتاش وتلاعب السلطة لأوجلان هي محل نقاش محتدم، ويُنظر إليه ويُقيّم كسيناريو أعدّ مسبقاً، ففي آخر حوار له مع وكالة (DPA) الألمانية، وفي معرض ردّه على أسئلة للوكالة حول علاقة الشعوب الديمقراطي بحزب العمال الكوردستاني (PKK) تحدّث صلاح الدين دميرتاش عن العلاقات بين الحزبين قائلاً: “ليست هناك أية علاقة بيني وبين الشعوب الديمقراطي (HDP) مع الـ PKK إطلاقاً وبأي شكل من الأشكال، كما لم تكن هناك أية علاقة سابقاً قطعاً! فالشعوب الديمقراطي حزب يؤمن بالسلام وينشره كما أنه حزب ديمقراطي.

هنا، ينبغي الوقوف على حديث دميرتاش، فهو يكذب هنا بلا شكّ، فلولا العمال الكوردستاني PKK لما كان هناك حزب باسم الشعوب الديمقراطي (HDP) فالشعوب الديمقراطي حزب تأسّس من قبل أوجلان وكبار رجال الدولة في تركيا من أجل انطلاق “عملية الحلّ و السلام” في تركيا، وعندما صرّح دميرتاش بأنه سيترك السياسة ويتخلّى عنها لم تسمح له الـ PKK بذلك ولم تكن له إرادة شخصية للقيام بهذه الخطوة، والكلّ يعلم بأن عملية غربلة الأسماء واختيار مرشّحي الشعوب الديمقراطي إنما يتمّ في قنديل، ويتوجّه مئات أعضاء الشعوب الديمقراطي (HDP) لإقليم كوردستان متوجّهين لقنديل من أجل نيل تبريكات قادة الـ PKK في قنديل وطمعاً بترشيحهم للانتخابات البرلمانية التركية أو انتخابات مجالس البلديات.

فـ “دميرتاش” بنفسه قد زار إيمرالي عشرات المرات وتلقّى الأوامر والتعليمات هناك من أوجلان، كما قدم دميرتاش لقنديل عدّة مرات ليعرف ماذا يفعل وما المطلوب منه! فالعمال الكوردستاني PKK والشعوب الديمقراطي HDP شيء واحد!

فكثيراً ما لفت قنديل انتباه دميرتاش لإطلاق التصاريح والإدلاء بها بعد الانتخابات، والحق أن سياسة الـ PKK هنا واضحة لا غبار عليها، ولا ينبغي خداع الشعب وتضليله تجاهها، فالعلاقة بين الـ PKK والـ HDP قائمة وهما الشيء نفسه اساساً، والرأي العام الكوردي بل وعموم الشعب الكوردي يدرك ذلك ويعرفه حقّ اليقين، كما تعلم الدولة بذلك جيداً أكثر من أي طرف آخر! بل وكلّما زار دميرتاش أو كبار رجالات الحزب قنديل رافقه رجالات أو جنرالات من الاستخبارات التركية (MIT) وكلّما بعث أوجلان برسالة أو برقية من إيمرالي لقنديل إنما بعثها عن طريق الاستخبارات التركية لدميرتاش ليوصلها هو ورفاقه لهناك، فلا ندري “مَنْ يخدعُ مَنْ؟!” فقد جاوز خداعكم وتلاعبكم لهذا الشعب وهذه الأمة كافة الحدود والأعراف…

مقالات ذات صلة