أين ليلى زانا؟ ولماذا هذا الصمت؟!

أين ليلى زانا؟ ولماذا هذا الصمت؟!

لا أشكّ إطلاقاً أن الـ PKK لا تقبل غيرها من الأحزاب بتاتاً، كما لا ترضى بأحد زعيماً أو قائداً أو فيلسوفاً عدا عبد الله أوجلان، غير أنّني لم أكن أعتقد أبداً أن تقدم الـ PKK على تهديد السياسية الكوردية والمناضلة المعروفة والشهيرة بشمالي كوردستان -كوردستان تركيا- ليلى زانا، وإجبارها وإرغامها على هذا الصمت إنهاء حياتها السياسية بهذه الطريقة!

بحقّ أتساءل: أين ليلى زانا؟ لماذا هذا الصمت منها وتجاهها؟! لماذا لا تظهر ولو لمرة أو تدلي بتصريح أو بيان لوسائل الإعلام؟! فهل يعقل أن تصمت تجاه هذا الكمّ الهائل من الأحداث والتطورات التي تعصف بالمنطقة والتغييرات التي طرأت خلال الـ 5 أعوام الأخيرة؟!

ليلى زانا والتي كانت تعتبر المرأة الحديدية بمواقفها الجريئة ونضالها المنعدم النظير! والتي لا تحسب أي حساب لأحد! ولا يهمّها إطلاقاً مدى خطورة آرائها أو مواقفها! فهي الآن صامتة لا يُسمع لها صوت إطلاقاً، بحيث لا تستطيع أية وسائل إعلام سواءٌ للـ PKK أو حزب الشعوب الديمقراطي HDP الحديث عنها أو ذكرها على أقلّ تقدير!

السياسي والكاتب الكوردي من كوردستان تركيا (سليم جروككايا) وبعد الانقلاب العسكري عام 1980 في تركيا، ألقي القبض عليه بتهمة عضويته في صفوف تنظيمات حزب العمال الكوردستاني (PKK) وسجن لعشر سنوات، وبعد إمضاء هذه الحقبة من الزمن سجّيناً أطلق سراحه، فتوجّه نحو سهل البقاع بلبنان للقاء أوجلان ومخاطبته بمقولته الشهيرة: “وقعت في مصيدة الـ PKK عن طريق الخطأ، وفهمت أوجلان وأيديولوجيته بطريقة خاطئة!”.

يقول جروككايا، “أوجلان رجل الدولة التركية، وكثيراً ما كشف هو بنفسه هذه الحقيقة” غير أن صواب هذه المسألة من خطئها وحقيقتها من كذبها ليست مشكلتي أو همّي، فالـ PKK قادرة على الرّدّ على هذا الأمر، فجميل بايك كان قد عنّف في ردّه على جروككايا، فالمهمّ عندي هو اين ليلى زانا؟!

وقد ردّ سليم جروككايا على هذا التساؤل، فقال لي بأن أوجلان بعث برسالة مع من كانوا يلتقون به في سجن إيمرالي لـ “ليلى زانا” قال فيها بأن يخبروا ليلى زانا بأنها تستطيع طلب لقائي، أخبروها ألّا تفعل هذا أبداً وإلّا فإنها ستدفع ضريبة هذا غالياً وقد يكون ثمنها حياتها!

فسألت جروككايا كيف نعرف صحّة أقوالك هذه؟! فقال: وكيف أكذب؟ فليلى زانا لم تنطق ببنت شفة منذ 5 أعوام، وهي صامتة ساكتة، فأوجلان طلب منها التوجّه لقريتها وإنهاء حياتها السياسية، ولا يُسمح لها الإدلاء حتى بأية تصاريح إعلامية أو الخروج قطعاً!

فحتى لو لم تكن اقوال جروككايا صادقة، فهذا التساؤل يلازم مكانه ولا يغادره، أين هي ليلى زانا؟!

فهل يُعقل أن يقع حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) تحت هذه الضغوطات الهائلة، وتطال حملات الاعتقالات عشرات الشبان الكورد، وتتحدّث الصحافة العالمية عن القضية الكوردية والشعب الكوردي وتبقى ليلى زانا السياسية الجريئة من كوردستان تركيا صامتة دون خبر؟!

فتركيا بعظمتها وقوة وجبروت إعلامها لم تقدر على إسكات ليلى زانا وإجبارها على السكوت والصمت، فمن المؤسف حقّاً أن يقوم أوجلان بهذه المهمة بتهديد واحد فقط فيسكتها مدى الدهر!!!

مقالات ذات صلة